انخفض اليورو بشكل مفاجئ أمام غالبية العملات خصوصًا مع افتتاح الشمعة الأسبوعية الحالية أمام الجنيه الاسترليني، حيث حدث ما يطلق عليه Gap Down أي أن سعر افتتاح الشمعة الأسبوعية الحالية كان أدنى من سعر إغلاق الشمعة الأسبوعية الماضية، وتفسير هذه الحالة يتمثل في ضغط بيعي تمّ خلال عطلة نهاية الأسبوع أو إن حدث ما حصل في تلك الفترة أثر بشكل كبير على نفسيّات المتعاملين الأمر الذي أدّى إلى دفعهم للتخلي عن عقودهم الشرائية بشكل مفاجئ أو مع افتتاح أسواق التداول والتي تبدأ قرابة منتصف الليل حسب توقيتنا المحلي. إن ما حصل في تداولات الأسبوع الماضي كان شيئًا متوقعًا خصوصًا بعد تطوّرات الأزمة في منطقة اليورو بشكل عام والتغيّرات السياسية والمخاوف من توجّهات قد تقلب الطاولة في أي لحظة، فبعض كبار صُناع السوق يتخذون احتياطاتهم قبل فترة تحسبًا من أي طارئ. وما أشرنا إليه قبل فترة من الزمن حول انخفاض الزوج حدث بشكل أكبر بعد كسر مستويات الدعم الرئيسي الأول له حينها عند مناطق 0.8168 الواقعة على حاجز 50 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي وذلك قبل ثلاثة أسابيع من الآن، وفي كل إغلاق دون تلك المستويات ترتفع نسبة الضغط البيعي على الزوج مما أدى إلى وصوله لمستويات الدعم الكلاسيكي الثاني عند مستويات 0.8060 والتي تعتبر قاع الثلاث السنوات ونصف السنة الماضية والتي كسرها خلال تداولات الأسبوع الماضي ووصل إلى مستويات 0.7994 التي ارتد منها حفاظًا بعض الشيء على مستويات الدعم إلا أنه فشل في العودة فوقه وأغلق دونه وتحديدًا عند مستويات 0.8037 التي أصبحت مقاومة ولكنها بسيطة وضعيفة خصوصًا أنه من المتوقع أن يعود السعر إلى مستويات 0.8168 كنوع من إعادة الاختبار ولا أنصح بأي دخول بيعي قبل اختبار ذاك المستوى والثبات دونه مع أمر لوقف الخسارة أعلاه تحسبًا من أي ارتداد معاكس. اليورو مقابل الدولار بذات النسق السابق فقد افتتح اليورو أسبوعه الاخير أمام الدولار الأمريكي على فجوة سعرية هابطة ولكن السيئ بأن الافتتاح كان دون مستويات الدعم الرئيسي الأول له والمتمثل بضلع السفلي للمثلث السعري الذي يسير به منذ أكثر من اثني عشر أسبوعًا والذي يؤكد قوة الدعم المذكور سلوك السعر حين عاد إلى تلك المناطق تحديدًا ليختبرها ليعود ويستكمل هبوطه الذي وصل إلى مستويات 1.2903 قبل أن يرتد بخجل لبضع نقاط وينهي تداولاته الأسبوعية عند مستويات 1.2921 خاسرًا 108 نقاط. الأمر الذي زاد الوضع سوءًا هو كسر وإغلاق السعر دون مستويات 1.2973 المتمثلة بنقطة انطلاقة الضلع السفلي المذكور والموضّح بالرسم البياني المرفق والذي يُعتبر من الناحية الفنية دعمًا كلاسيكيًا قويًا وبهذا الكسر يفتح الباب على مصراعيه للهبوط إلى مستويات 1.2828 الواقعة على حاجز 76.4 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني اليومي. وما يجب الانتباه إليه جيدًا أن أي أمر شرائي أو بيعي قبل نهاية الشمعة الشهرية الحالية يعتبر مخاطرة ليست جيدة حيث إن الكثير من المتعاملين ينتظرون إغلاق الشهر الحالي، حيث إنه إن جاء الإغلاق دون مستويات 1.2940 والمتمثلة بأدنى إغلاق شهري طوال العشرين شهرًا الماضية والتي تعتبر نقطة دعم رئيسة على ذاك الإطار ولذا من الأفضل الانتظار وعدم الدخول في الزوج عند هذه المستويات بشكل متسرّع لما له من آثار سلبية للغاية على المحفظة الاستثمارية. الدولار مقابل الفرنك السويسري أغلق الدولار الأمريكي عند مستويات 0.9292 وذلك أمام الفرنك السويسري مستهدفًا مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له عند 0.9396 الواقعة على حاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي إن اخترقها فسوف يستهدف مستويات القمة الصغيرة السابقة والواقعة بداية العام الحالي عند مناطق 0.9592 والتي ستكون الحاجز الأخير قبل استهداف مستويات 0.9946 الواقعة على حاجز 61.8 بالمائة، فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه. أما عن الدعوم الرئيسية الحالية فيقع أولها عند مستويات 0.8929 تليها مباشرة مستويات 0.8845 الواقعة على مناطق 38.2 بالمائة، فيبوناتشي من ذات الموجة أيضًا، على الرغم من ذلك إلا أن التوجّه القادم يميل إلى الصعود أكثر منه إلى الهبوط، وعليه فإن الفرصة الأفضل هي انتظار السعر للوصول إلى مستويات دعم رئيسية للدخول الشرائي شريطة أن يترافق ذلك مع أمر لوقف الخسارة لحماية العقد والمحفظة من أي انزلاق سعري قد يحدث في حال كسر مفاجئ للدعم وهذا هو أحد أهم الأسباب التي أحرص دائمًا على التنويه عليه، حيث إن المحافظة على رأس المال هو ربح بحد ذاته في هذه الأسواق والتي تعتبر من أخطرها على الإطلاق خصوصًا إن كان العمل برافعة مالية كبيرة كنسبة 100 أو 200، فهذه كارثة بحد ذاتها وتحتاج مضاربًا متمرسًا جدًا للتعامل مع السوق بهذه الرافعة. حالة الذهب كما أشرنا في مقالنا التحليلي في الأسبوع الماضي حول المخاوف الكبيرة من كسر الدعم الرئيسي الواقع عند مستويات 1627 دولارًا للأوقية والواقعة على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي، وذلك بسبب إغلاق السعر للأسبوع ما قبل الماضي عند مستوياتٍ قريبة جدًا من خط الميل السعري الصاعد وهو ما دفع افتتاح الأسبوع لأن يكون في الجهة الأخرى من ذاك الخط وعليه بدأ بعض المتعاملين التخوّف من هبوط السعر بعد هذا الافتتاح الذي رافقه منذ دقيقته الأولى كسرًا لخط ميل سعري صاعد منذ أكثر من ثلاث سنوات وهو ما دفعهم للتخلي عن عقودهم الشرائية وبيعها عند تلك المستويات مما زاد بدوره العرض عن الطلب وأدى إلى استمرار هبوطه إلى مستويات 1573 دولارًا للأونصة الواحدة قبل أن يرتد قبل الإغلاق بساعات لينهي تداولاته عند مستويات 1581 دولارًا ليكون بذلك قد خسر في تداولات الأسبوع الماضي واحدًا وستين دولارًا في كل أوقية وهو ما نسبته 3.7 بالمائة من سعر افتتاحه الذي ترافق مع كونه أعلى نقطة في الأسبوع عند مستويات 1642 دولارًا. إن مؤشر ال MACD على الإطار الأسبوعي قد بدأ فعلًا بالهبوط دون مستويات الصفر وهو ما يزيد من الضغط النفسي على المتعاملين ولكن لا تزال قناعاتي عند ذات الأماكن، حيث أشرت فيما سبق لهذا الكسر واستهداف مستويات قد تصل إلى مناطق ما دون الألف والخمسمائة دولار لكل أوقية إلا أنه في الفترة المقبلة أتوقع أن يعود السعر ليصعد إلى مستويات 1800 وربما أعلى منها في محاولة من المتعاملين لخلق موجةٍ صاعدة تستهدف مستويات القمة الأعلى حاليًا عند 1920 دولارًا واختراقها إن كانت الأوضاع العالمية تساعد على ذلك.