يبدو أن الأزمة الأوروبية ألقت بظلالها على الأسواق بشكل جدي من خلال التراجعات التي شهدناها طيلة الفترة الماضية ولكن يبقى سؤال في غاية الأهمية وهو عن التوقيت الذي بدأت به هذه الغيمة. ويبدو أن القمة الكبرى التي جاءت في منتصف العام 2008 والتي فشل اليورو أمام الدولار الأمريكي في تجاوزها لأكثر من خمسة أشهر كانت النقطة الأهم في المسار الصاعد للزوج. اليورو مقابل الدولار الأمريكي بالنظر إلى الشمعة الشهرية لزوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي نجد أن الأسعار لم تصعد منذ الافتتاح الشهري سوى ست عشرة نقطة ومن ثم بدأ مسلسل الهبوط الذي أسفر في نهايته عن إغلاق التداولات مؤخراً عند مستويات 1.3232 ليكون بذلك قد خسر 623 نقطة وهو ما نسبته 4.4 بالمائة من أسعار افتتاح الشمعة الشهرية عند 1.3855 دولار لكل واحد يورو وهي نسبة جيدة وتنبئ بخطر شديد في حال استمرار الهبوط في الأيام الثلاثة المتبقية من عمر تداولات الشهر الحالي، حيث إن كسرت الأسعار مستويات الدعم الأول الواقع عند مستويات 1.3170 المتمركز على حاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري وحدث إغلاق شهري دونه فإن ذلك يوحي بشدة لمزيد من الهبوط الذي قد يستهدف مستويات تبعد عن إغلاقنا الأخير لما يصل لتسعمائة نقطة تقريباً، حيث إن الدعم الرئيسي الأول على هذا الإطار الزمني يأتي عند 1.2291 المتمثلة بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه وعليه فإن انتظار إغلاق الشمعة الشهرية الحالية هو التصرّف المناسب وحتى لو أغلق فوق الدعم الأول فإن أي أمر شرائي يجب أن يترافق مع أمر لوقف الخسارة يكون دون مستويات الدعم 1.3170 ويُفضل أن يكون دون مستويات 1.3145 التي كانت أدنى نقطة في الهبوط الأخير تحسّباً لأي خدعة قد يقوم بها كبار محركي السوق بهدف اصطياد أوامر وقف الخسارة. الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري ارتفع الدولار الأمريكي أمام الفرنك السويسري خلال تداولات الأسبوع الماضي بما يقارب 134 نقطة وهو ما نسبته 1.4 بالمائة من أسعار افتتاحه الواقعة عند 0.9169 حيث سار بشكل متذبذب إلى أن انطلق في اليوم الأخير بشكل واضح إلى أن أغلق في نهاية تداولاته عند مستويات 0.9303 حيث توقف عن الصعود بفعل تصادمه مع المقاومة الأولى في طريقه والواقعة على مناطق 0.9313 والتي تمثلت بقمة الشهر الماضي والتي لا تبدو عليها أنهل ستصمد كثيراً في وجه الصعود الحالي حيث إن السعر متوجّه بشكل مباشر إلى مستويات المقاومة الرئيسية الواقعة عند مناطق 0.9421 والمتمثلة بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والقادمة من أعلى قمة حققها السعر في تداولات العام 2010 إلى قاع العام الحالي والتي تمتد بموجة طولها 4620 نقطة وهي موجة رئيسية كبرى يبدو أن تصحيحها سوف يكون مناسباً لحجمها وعليه فليس من المستبعد أن يستهدف السعر مستويات المقاومة الرئيسية الثانية عند 0.9966 خصوصاً في حال اختراق المقاومة الرئيسية الأولى فهو الأمر الذي سيدعم بشكل جيد الفكر الشرائي لدى المتعاملين وعليه فإن التذكير يبدو جيداً بأن أمر وقف الخسارة ذا المكان الجيد يعتبر ملاذاً آمناً من التورط في دخول قد ينتهي مع انتهاء آخر دولار في الحساب وهو ما لا يريده أي متعامل. مؤشر الداو جونز الأمريكي انخفض مؤشر الداو جونز الأمريكي خلال تداولات الأسبوع الماضي بشكل لافت حيث بلغت قيمة التراجعات 564 نقطة وهو ما نسبته 4.7 بالمائة من قيمة افتتاحه الأسبوعي عند مستويات 11795 نقطة والتي كانت نقطة البداية، حيث انطلق المؤشر نحو الأسفل بشكل متوصل إلى أن كسر مستويات الدعم الأول عند 11397 نقطة والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والقادمة منذ الربع الأول من العام 2009 والذي استمر في هبوطه بعدها إلى أن وصل إلى مستويات الإغلاق الأخيرة عند 11231 نقطة الأمر الذي يعدّ سلبيا حيث إنه يقوم بذلك بإرسال رسالة مقلقة للمتعاملين حول الاتجاه القادم حيث إن كسر الدعم يعني تحوّله إلى مقاومة وبالتالي سوف يفتح الباب لمزيد من الضغط للوصول إلى الدعم التالي والذي يتمركز عند مستويات 10450 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه ويكون بذلك الاختبار الثاني لتلك المناطق في أقل من شهرين حيث تم اختبارها في بداية الشهر الماضي وفشل في كسرها الأمر الذي دفع بالمؤشر للصعود إلى مستويات 12251 التي كانت أعلى نقطة له بعد الارتداد والتي فشل في تجاوزها لأكثر من أسبوع فنشأت عندها ردة فعل من المتعاملين حيث أقدموا على بيع ما لديهم الأمر الذي أدى إلى هذا الانخفاض بالإضافة إلى أن الخوف تملك الكثير من المتعاملين خصوصاً مع توقع الصعود في الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية الأمر الذي يدفع بمؤشر الداو جونز إلى أدنى كما درجت العادة حيث إن المتعاملين يربطون بين الاثنين بطريقة أعتقد أنها تميل للنفسية في كثير من الحالات حيث إنها أصبحت عرفاً لدى الكثيرين منهم. الذهب كسرت أسعار الذهب حاجز الدعم الأول له عند مستويات 1714 دولاراً للأونصة الواحدة وذلك في اليوم الأول من تداولات الأسبوع الماضي، حيث هبطت في ذلك اليوم إلى مستويات 1666 دولاراً أمريكياً للأونصة ومن ثم عاود في اليومين التاليين لاختبار المناطق التي تم كسرها سابقاً، حيث وصل في تداولاته إلى مستويات 1709 دولارات تلك التي يبدو أنها تمركزت عندها أوامر وقف الخسارة، حيث كانت كافية لدفع السعر مجدداً نحو الأسفل حيث عاد ليسير في مسار جانبي طيلة الأيام السابقة ليغلق في نهايتها عند مستويات 1683 دولاراً للأونصة وبهذا الإغلاق يعطي انطباعاً سلبياً حول الاتجاه القادم والذي يستهدف بحكم الكسر الأخير مناطق 1586 دولاراً المتمركزة عند حاجز 38.2 بالمائة ، فيبوناتشي من الموجة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والممتدة على مدى العامين الماضيين والموضحة بالرسم البياني المرفق، وعليه فإن الحذر يجب أن يكون على أشده خصوصاً عند التخطيط لدخول شرائي، حيث من المفترض ألا يكون سعر الشراء أدنى من مستويات الدعم الرئيسي الأول المذكور أعلاه بأي حال مع التأكيد على وجود أمر لوقف الخسارة، حيث إن المتوقع أن يستمر الهبوط إلى أبعد من ذلك خصوصاً إن تأكد دخول السعر في موجة تصحيحية للموجة الكلية الصاعدة حيث إن ذلك يعني استهداف مستويات قد تصل مبدئياً إلى مناطق 1482 والواقعة على حاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه ومن ثم إلى مستويات 1379 الواقعة على حاجز 61.8 بالمائة أيضاً، لذا وجب التأكد من الاتجاه ومن الموجة الحالية قبل التفكير في أي أمر شرائي أو بيع.