قدم الكرملين غصن زيتون للمعارضة الروسية قبل أن ينزل المحتجون إلى الشوارع للاحتجاج على انتخابات الرئاسة التي فاز بها فلاديمير بوتين والتي وصفوها بأنها بمثابة //إعلان حرب//. واحتفل بوتين الليلة قبل الماضية بفوزه وقال لعشرات الالاف من أنصاره الذين كانوا يلوحون بالأعلام قرب الكرملين بجدرانه الحمراء أن فوزه أنقذ روسيا من أعداء يريدون سلب السلطة. وقال بوتين لأنصاره وقد وقف بجواره الرئيس المنتهية ولايته ديميتري ميدفيديف //وعدتكم بأننا سنفوز. وها قد فزنا. المجد لروسيا.// وندد بمحاولات //تدمير الدولة الروسية واغتصاب السلطة.// وقال أن //الشعب الروسي أثبت اليوم أن مثل هذه السيناريوهات لن تنجح في أرضنا..لن ينجحوا.// وقال بوتين والدموع تسيل على خديه أنه حقق انتصارا //نظيفا.// وسيعود بوتين رجل المخابرات السابق بعد أربع سنوات قضاها كرئيس للوزراء إلى منصب الرئاسة الذي شغله من عام 2000 وحتى عام 2008 . وشكا خصومه من حدوث تلاعب على نطاق واسع في الانتخابات التي جرت أمس الأحد التي فاز فيها بأكثر من 63 في المائة من الأصوات وقالوا أنهم لا يعترفون بنتيجة الانتخابات وأنهم سيتجمعون قرب الكرملين في الساعة السابعة مساء /1500 بتوقيت جرينتش/. وقال منظمو الاحتجاج الذين يعتبرون بوتين زعيما شموليا ستؤدي عودته للرئاسة الى عرقلة الامل في اجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية أن مظاهراتهم ستزيد الآن وأنهم سيعبرون عن سخطهم وازدرائهم خلال مظاهرة حاشدة في موسكو . وقال الصحفي سيرجي بارخومينكو وهو من زعماء حركة الاحتجاج المعارضة //أنه يدفع الأمور نحو نقطة الانهيار. إنه يعلن الحرب علينا. ونتيجة لذلك فإن قاعدة كراهيته تتزايد.// وقال المراقبون «مع أن المرشحين للانتخابات الرئاسية الروسية كانوا قادرين على القيام بالحملة بدون عراقيل، سخرت الظروف بشكل واضح لمصلحة مرشح واحد هو رئيس الوزراء فلاديمير بوتين». ومع سير بوتين /59 عاما/ على طريق تصادمي مع المحتجين الذين ينتمي أغلبهم إلى الطبقة الوسطى أصدر الكرملين بيانا ربما يكون القصد منه إجهاض موجة الاحتجاجات التي تنظم في العاصمة الروسية والمدن الكبرى الأخرى منذ انتخابات برلمانية متنازع عليها في الرابع من ديسمبر . وطلب ميدفيديف الذي سيبقى في الرئاسة حتى أوائل مايو ومن المتوقع أن يتبادل مع بوتين المواقع من النائب العام دراسة 32 قضية جنائية من بينها قضية قطب النفط السابق المسجون ميخائيل خودوركوفسكي الذي كان يوما أغنى رجل في روسيا. واعتقل خودوروكوفسكي رئيس يوكوس أكبر شركة نفطية في روسيا عام 2003 وسجن بتهمة التهرب الضريبي والاحتيال بعد أن اختلف مع بوتين وظهرت لديه طموحات سياسية. كما قال الكرملين أيضا أن ميدفيديف طلب من وزير العدل شرح سبب رفض روسيا جماعة بارناس الليبرالية المعارضة ومنعها من خوض الانتخابات. وجاء أمر الكرملين بعد أن التقى الشهر الماضي زعماء المعارضة مع ميدفيديف وسلموه قائمة بأسماء مسجونين قالوا إنهم سجناء سياسيين وطالبوا بالإصلاح السياسي. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن زعيم الحزب الشيوعي جينادي زيوجانوف قوله أن مبادرات ميدفيديف //لها هدف واحد.. على الأقل تقليل الاستياء والاحتجاج الآخذ في التصاعد في المجتمع.// وأظهرت النتائج أن زيوجانوف حصل على نحو 17 في المائة وكان أقرب منافس لبوتين الذي حصل على 68ر63 في المائة بينما حصل القومي فلاديمير جيرينوفسكي ورئيس البرلمان السابق سيرجي ميرونوف والملياردير ميخائيل بروخوروف على أقل من عشرة في المائة. وقال زيوجانوف أن حزبه لن يعترف بالنتيجة ووصف الانتخابات بأنها //غير شرعية وغير أمينة وغير شفافة// وقال الزعيم الليبرالي فلاديمير ريجكوف أيضا أنها غير شرعية. من ناحية ثانية قال المراقبون التابعون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس الإثنين أن الانتخابات الرئاسية الروسية التي فاز فيها فلاديمير بوتين شهدت مخالفات كبيرة خلال احتساب الأصوات بعد حملة «سخرت بشكل واضح» لمصلحة رئيس الوزراء. وقالت المنظمة في بيان أن «العملية تراجعت عند احتساب الاصوات وجرت بشكل سلبي بسبب مخالفات إجرائية». وتابعت أن «الحملة الانتخابية سخرت بشكل واضح لمصلحة أحد المرشحين». وقال المراقبون «مع أن المرشحين للانتخابات الرئاسية الروسية كانوا قادرين على القيام بالحملة بدون عراقيل، سخرت الظروف بشكل واضح لمصلحة مرشح واحد هو رئيس الوزراء فلاديمير بوتين». وتابعوا أن «هذه الانتخابات أظهرت أن هناك فائزا واضحا بأغلبية مطلقة بدون الحاجة إلى دورة ثانية. لكن خيار الناخبين كان محدودا والتنافس الانتخابي لم يكن عادلا وغاب حكم مستقل».