موسكو، رويترز، هوت شعبية رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين لادنى مستوى لها هذا العام في اول استطلاع للرأي تنشر نتائجه منذ ان مني حزبه بانتكاسة انتخابية ليواجه اضخم احتجاجات منذ توليه منصبه قبل 12 عاما. وقالت هيئة (في تي اس آي او ام) الحكومية لقياس الرأي العام إن الاستطلاع الذي اجري يومي 10 و11 من الشهر الجاري ونشرت نتائجه اليوم الجمعة أظهر ان 51 في المئة ممن شملهم الاستطلاع ابدوا ارتياحهم للاسلوب الذي يدير به بوتين شؤون منصبه وذلك بانخفاض عن نسبة 61 في المئة في دراسة اجريت يومي 28 و29 نوفمبر تشرين الثاني الماضي و68 في المئة في يناير كانون الثاني الماضي. وأبرز الاستطلاع مدى الاستياء والفتور الجماهيري تجاه بوتين البالغ من العمر 59 عاما فيما يعد هو العدة لخوض انتخابات الرئاسة في آذار(مارس) القادم وهو الاوفر حظا للفوز بها لكن ليس بالسهولة التي كانت متوقعة منذ شهر . ويشير الاستطلاع ايضا الى ان بوتين ربما لن يفوز في الجولة الاولى من الانتخابات. وأشار ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين الى ان تدهور شعبيته ربما يكون راجعا الى "اجهاد انفعالي" بين الروس في اعقاب الانتخابات واضاف ان شعبيته سرعان ما ستتحسن. ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن بيسكوف قوله "بصورة عامة فان شعبية بوتين لاتزال مرتفعة الى حد ما في الوقت الذي تطرأ عليها حالة من التذبذب." واضاف "تتسم هذه الايام بحالة من الاجهاد الانفعالي ترتبط بفترة ما بعد الانتخابات. الا ان الحالة الواقعية للامور تشير الى توقع ظروف تسهم في زيادة شعبية رئيس الوزراء في المستقبل القريب للغاية." وتظاهر عشرات الالاف من الروس يوم السبت الماضي للدعوة الى اعادة الانتخابات البرلمانية التي جرت في الرابع من كانون الاول (ديسمبر) الجاري والتي قال معارضوها إنه شابها تزوير لحساب حزب روسياالمتحدة الحاكم. وقال كثير من المحتجين ايضا إنهم ضاقوا ذرعا ببوتين. ويقول محللون سياسيون إن بوتين اغضب الكثير من الروس عندما كشف النقاب عن خطة تجري خلال العام المقبل لتبادل المناصب بينه وبين الرئيس ديمتري ميدفيديف وهو حليف بوتين الذي دفع به الى الكرملين حين منع من السعى للفوز بفترة ولاية رئاسية ثالثة بعد ان تولى الرئاسة من عام 2000 وحتى 2008 . وأدى هذا القرار - الذي أميط اللثام عنه في مؤتمر عام لحزب روسياالمتحدة في سبتمبر ايلول الماضي - الى تعميق مشاعر انتزاع الحق الانتخابي من الروس ممن يرون انهم اعضاء غير مؤثرين في النظام السياسي الذي يهيمن عليه بوتين وحزبه. وأدت نتائج الانتخابات البرلمانية الى تراجع الاغلبية التي كان حزب روسياالمتحدة يحظى بها فيما يقول المعارضون إن الانتخابات شابها التزوير. وقال مراقبون دوليون إنه تم التلاعب في التصويت لمصلحة الحزب الحاكم. وفي لقاء سنوي مطول يتلقى فيه بوتين تساؤلات عبر الهاتف واذاعه التلفزيون امس على الهواء مباشرة قال إنه يرى ان النتائج تتسق ونتائج استطلاعات الرأي العام واوضح انه لم يرضخ لمطالب المحتجين باعادة هذه الانتخابات. وقال بوتين للصحفيين بعد اللقاء التلفزيوني إنه يعتزم تعيين ميدفيديف رئيسا للوزراء فيما بعد ووصف النتائج التي احرزها الحزب الحاكم بانها انتصار واضح رغم تراجع اغلبيته. واتهم بوتين ميدفيديف بانه قاد حزب روسياالمتحدة الى هذه النتيجة الانتخابية ولمح الى ان الاداء المتواضع للحزب ربما يدفعه كي يقع اختياره على شخص آخر يقود الحكومة اذا انتخب بوتين رئيسا للبلاد. واوضحت نتائج الاستطلاع الذي اجرته هيئة (في تي اس آي او ام) الحكومية لقياس الرأي العام الى احتمال تقدم بوتين في انتخابات الرئاسة بواقع 42 في المئة من اصوات جمهور الناخبين مقابل 11 في المئة لجينادي زيوجانوف زعيم الحزب الشيوعي الروسي. ولم يطرح الاستطلاع اجابة واضحة لما تبلور كي يصبح سؤالا رئيسيا عن انتخابات الرئاسة : الا وهو هل بوسع بوتين الفوز بنسبة تتجاوز 50 في المئة ليضمن الفوز في الجولة الاولى متفاديا خوض جولة اعادة امام اقرب منافسيه؟ اما شعبية ميدفيديف التي اوضحها استطلاع اجرته هيئة (في تي اس آي او ام) الحكومية فقد تقلصت بصورة حادة الى 51 في المئة يومي 10 و11 من (ديسمبر) الجاري مقابل 60 في المئة في يومي 28 و29 نوفمبر تشرين الثاني الماضي و66 في المئة في يناير الماضي. وشمل استطلاع هيئة (في تي اس آي او ام) الحكومية 1600 شخص في 138 موقعا على مستوى البلاد وقالت الهيئة ان هامش الخطأ الاحصائي يبلغ ناقص او زائد 3.4 نقطة مئوية.