تزخر المنطقة بالعديد من الفعاليات والمبادرات الاجتماعية والثقافية طوال شهر رمضان المبارك ومناسبة الأعياد، وتهدف إلى خلق حراك ثقافي ومجتمعي يساهم فيه الشباب لتنمية مجتمعهم وتطويره. الملفت أن هذه المبادرات قليلة التكلفة وذات مردود تنموي كبير في المجتمع من ناحية الحضور والتفاعل والتأثير الإيجابي الذي تخلقه. من بين هذه الأنشطة التي شاركت فيها خلال شهر رمضان الماضي مبادرة ثقافية شبابية لإقامة معرض لتدوير الكتب المستخدمة، حيث يتم تبادل الكتب بين الحضور بدلا من بقائها على الرفوف أو المخازن دون فائدة. الشباب القائمون على هذا النشاط للعام الخامس على التوالي، استضافوا أيضا اركانا لتشجيع الأطفال على القراءة، وبرامج للتحفيز على القراءة من خلال مبادرة «إقرأ 15 دقيقة يوميا»، وكذلك «معارف مقروء» التي تهتم بالتسجيل الصوتي لملخصات أبرز الكتب. مبادرة أخرى هي الدورة الرياضية لمهرجان الزواج الخيري والذي تنظمه جمعية تاروت الخيرية للخدمات الاجتماعية منذ 15 عاما، وتستمر طوال شهر رمضان المبارك. وهي عبارة عن مبادرة رياضية خيرية لكرة القدم، اشترك فيها هذا العام 28 فريقا من مختلف المدن يدفع كل فريق الذي يتألف من 25 لاعبا رسوما رمزية للمنظمين، كما يحصل البرنامج على دعم مؤسسات وشركات محلية من القطاع الخاص بلغت هذا العام 30 مؤسسة. هذا البرنامج الحيوي يستقطب آلاف الشباب للمشاركة فيه والتفاعل معه ضمن مجالات عديدة وفي فعاليات رياضية وثقافية واجتماعية متنوعة كتنظيم المسابقات وفقرات الألعاب الشعبية التراثية، وبيع التذاكر. وتعود إيرادات هذا المشروع لدعم برنامج الزواج الخيري الموجه لمساعدة الشباب المحتاجين من المقبلين على الزواج. في حفل المباراة الختامية، كان الحضور كبيرا من شخصيات دينية واجتماعية ورجال أعمال، والأغلب من الشباب الرياضيين والمتحمسين للرياضة، والملفت أن المنظمين للبرنامج بدأوا الحفل بأنشودة جميلة تحمل عنوان «يدا بيد ضد الكراهية» للتعبير عن ضرورة وأهمية التكاتف المجتمعي. هذه المبادرات، على الرغم من محدوديتها، إلا أنها تشكل أنموذجا متطورا من العمل المدني الذي يهدف إلى سد الفراغ في مجالات تطوير وتنمية المجتمع، وكذلك استيعاب فائض الطاقة المعطلة لدى الشباب. من هنا فإنه ينبغي دراستها واستخلاص الدروس منها والتشجيع عليها وتعميمها كي تحقق أهدافها المطلوبة في دعم المجتمع وتحرك الطاقات الشبابية فيه.