عشر سنوات هي عمر تجربة أندية الشباب للقراءة، انطلقت متدثرة بحماس الشباب وبرغبة جامحة في التمرد وكسر طوق الوصاية، إلى خلق كيانات ثقافية مستقلة تعبر عن ذواتهم وعن أحلامهم في رسم مستقبل يشبه أحلامهم، أندية ضمنت بين أجنحتها طاقات بعمر الزهور من الجنسين، وحظيت بتفاعل وتشجيع والتفاف شبابي كبير، ولم تعدم من دعم وتشجيع بعض الشخصيات المؤثرة ثقافياً واجتماعياً، آمنت بالشباب وبقدراتهم، وعلى هذا يتفق معظم المراقبين والعاملين في المشهد الثقافي أن مسألة الإثراء أمر في غاية الأهمية، وإثبات ذلك من عدمه في حالة الأندية القرائية الشبابية صعب، فلا مقياس واضح يتم من خلاله الحكم بذلك، ومن جانب آخر قياس الرضا نسبي، أيضاً يتفق المشاركون في هذا التحقيق أن هذا المبادرات الشبابية هي نوع من المحاولات المحفزة على فعل القراءة، لكن ينقصها العمل المنظم المستدام حتى تُؤتي ثمارها، في هذا التحقيق نحاول قراءة هذه الكيانات القرائية هل ساهمت في نشر ثقافة القراءة والاهتمام بالكتاب، وهل ساهمت أيضاً في إثراء المشهد الثقافي المحلي؟رفع الوعي بالكتاب وأهميته في هذا يقول رائد بن خليل العلي نائب رئيس نادي القراءة الطلابي بجامعة الجوف: أعتقد أن جواباً على هذا السؤال ينبغي أن يُبحث في أفواه الجماهير، وليس من أعضاء الأندية؛ لأننا لا نملك معايير نستطيع أن نقيّم أعمالنا، هل ساهمت في نشر الثقافة أم لا؟ مهمتنا محاولة نشر الثقافة ورفع الوعي بالكتاب وأهميته، وهو ما نركّز عليه، فنحن مطالبون بالعمل لا بالنتيجة. لكن في الحقيقة نظرة تاريخية بسيطة قد تعطيك إلماحات تفيد كجواب على هذا السؤال، فالناظر للواقع قبل عشر سنوات وأكثر قبل انتشار أندية القراءة، سيجد ولابد تغييراً كبيراً في الساحة المجتمعية، وحجم الإقبال على المكتبات من ذلك الوقت إلى الآن، فأندية القراءة وسّعت نطاق التأثير وبذلت جهودًا أكبر، حتى أثمر ذلك حصولنا على مراكز متقدمة في حجم مبيعات معارض الكتب في الرياض على مستوى المنطقة، والتنوع الهائل في أعمار القراء الذين يرتادون المعارض والمكتبات، واختلاف مقتنياتهم كما يلاحظ من خلال كثرة المتاجر الإلكترونية والمتجولة للكتب، فلو لم يكن هناك تأثير لما تزايدت أعدادهم بهذا الكم الكبير. وعن مساهمتها في إثراء المشهد الثقافي يقول العلي: أندية القراءة بعضها تابع في الغالب لقطاعات حكومية، أو جهات خيرية، وقليل منها المستقل، وهذا يعني أنها خاضعة لتراتبية وسلطات لا تقوى على تجاوزها في العمل، مما يؤدي إلى حصر نشاطها في التوعية وإقامة الأنشطة اليسيرة. إثراء المشهد الثقافي الذي تقدمه أندية القراءة هو بتقديم محاضرات ولقاءات ثقافية، مقاطع مرئية، مجلات معرفية إلكترونية، وهذا بلا شك جهد يستحق الإشادة وهي بذلك تحاول المساهمة في المشهد الثقافي، فليس من مهام أندية القراءة تدعيم مكتبات الجامعات بكتب تخصصية، أو ملء المكتبات العامة. أندية متناثرة الجهود ويقول مؤسس نادي كتابي عويد السبيعي: لها مساهمتها الجيدة وفق إمكانياتها المتاحة، مشيراً إلى أن معظم الأندية تقوم على جهود تطوعية شبابية، فلا يجب تحميلها أكثر مما تحتمل، فنشر ثقافة مهمة وصعبة كثقافة القراءة في مجتمع ما، يقول السبيعي: هو ليس بالأمر السهل، فأنت كي تنشر مثل هذه الثقافة عليك أن تمرّ بمراحل أهمها مرحلة الجذب، ثم مرحلة الإقناع، ثم مرحلة التفاعل والشروع في القراءة، ولكل مرحلة برامج، وآلية عمل خاصة، وهذا الأمر لن ينجح إلا من خلال منظومة عمل مؤسسة بشكل متقن وبطبيعة الحال فمن الصعوبة أن يتم كل هذا الأمر عبر أندية قراءة متناثرة، ومعظمها قائمة على جهود فردية. وحول قدرتها في إثراء المشهد الثقافي يرى السبيعي أن مسألة الإثراء أمر غاية في الأهمية، وقياسها صعب من جهة، ومن جهةٍ أخرى هو نسبي، أما صعوبة القياس فيكمن في عدم وجود مقياس واضح يتم من خلاله الحكم، الأمر الآخر كما ذكرنا أن الأمر نسبي بالنسبة لأندية القراءة، حيث يقاس الأمر بحسب الدعم لهذه الأندية، وبالتالي قدرتها على العطاء. ويقاس بحسب وجود أنظمة داعمة وبيئة محفزة لها، بعدها نستطيع الحديث حول حجم الإثراء المعرفي الذي قد تقدمه هذه الأندية للمشهد الثقافي، إضافة أن المجال الثقافي هو من المجالات التي تكثر بها الأشواك والعقبات والصعوبات والإشكالات، واستحضار كل هذه التفاصيل مهم عند الحديث عن أي أثر إيجابي لأي مشروع ثقافي جديد على المجتمع. ويضيف اليوم نحن كمهتمين بالقراءة نحتفي بأندية القراءة الموجودة رغم فوضوية عملها وعدم وجود أي دعم حقيقي لها، مع غياب أي تنظيم قانوني يساهم في حمايتها، لكن احتفاء اليوم قد لا يدعمها لتبقى هذه الأندية للغد، فالحديث عن بقائها من عدمه هو في ظني أولوية على الحديث من أثرها. ظاهرة إيجابية من جهتها تؤكد مؤسسة نادي القراءة بجامعة دار العلوم عهود اليامي أهمية أندية القراءة في المجتمع قائلة: أندية القراءة وجودها في المجتمع ظاهرة إيجابية، تخيل في كل مرة تجتمع مجموعة من الشباب حول كتاب معين لمناقشة أفكاره ونقدها، ولا تنسى أنها تعمل على تطوير مهارات الحوار وتقبل الرأي الآخر. كما تسرد لنا تجربتها في نادي القراءة بجامعة دار العلوم، في ولادة فكرة تأسيس ناد للقراءة، حيث أشعل فتيل ذلك رفض مجموعة من الطالبات للقراءة وتلخيص الكتب، حينها تمحورت الفكرة في رأسها وسعت لتأسيس نادي القراءة، ليلتف حولها عدد من المهتمين، ويساهمون بنشر هذه الرسالة، وفي ذات يوم تقول اليامي جاءت لي طالبة تغمرها السعادة وقالت: هذا أول كتاب أقرؤه! حينها شعرت أنه بالفعل يمكننا إحداث التغيير من خلال نادي القراءة. ولعلك تشاهد الآن عدداً كبيراً من الشباب مهتمين بمجالات مختلفة للقراءة، ووضعوا وسائل التواصل الاجتماعي منصة لهم لنقل أفكارهم ونقدهم وتحليلهم للكتب التي يقرؤونها. هدفها نشر محبة القراءة الكاتب د. يحيى الألمعي يقول: أنكرنا أم أثبتنا ذلك تبقى القراءة في مجتمعنا من أقل الاهتمامات لدى شريحة الشباب، وكل مستقبل هو نتاج مرحلة منطقية لما تراكم قبله، ووعي المجتمع في ركود إن لم يكن في انحدار؛ لأن خطابنا الثقافي لم يجد غايته كمشروع إستراتيجي أدبي فكري، أندية القراءة الجماعية واحدة من تلك المشروعات التي تحاول أن تتدارك ما أفسده الكثير ولو دون قصد! فكان هدفها نشر محبة القراءة لما فيها من قوة هائلة في تغيير القناعات والعقول، بشرط أن ننتقي ماذا نقرأ، وكل فعل إن انطلق من محبة كان نجاحه سهلاً، ولابد من صعاب، هي خطوات نفتخر بها كونها أتت من أيد شابة محملة بالطموحات، لنشر وعي كاد أن ينحسر، ولأنها أتت بعد قراءة منطقية لعقبات مستقبل ستديره يوماً ما بعض العقول الخاوية، جميل عندما نتكيف مع الواقع، ونستخدم كل الإمكانيات المتاحة لتعزيز أهدافنا، إلى أن يقول كان استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في نوادي القراءة خطوة ذكية لإحياء روح القراءة ولإعادة شغفها، قد يمنعك التعب البدني من الذهاب لمكان ما كي تناقش كتاباً، أو تشارك تحليلك فيه مع البقية، ولكن عندما يكون عقلك متوقداً، وبدنك متعباً، فلا حاجة للذهاب، وبيدك العالم كله في جهاز صغير، ويضيف الألمعي: قد تتعجب من قوة الطاقات العقلية للبعض ولو لم تلتقه، فالهدف ليس اللقاء بل تبادل الأطروحات والآراء لتعديلها، وبالتالي تقويم الفهم والتفسير، وبذلك نكون قد استفدنا وأفدنا. ويصف الألمعي نوادي القراءة الإلكترونية بأنها أصبحت الأقوى تأثيراً، وتتميز عن النمط القديم بتوسعها وإمكانية مشاركة البقية من مختلف المدن والدول، فكل شخص هو نتاج بيئته مهما أنكرنا لذلك، معتبراً نوادي القراءة الجماعية الإلكترونية من أنجح الوسائل وأقواها في تقويم الفهم والتحليل من مختلف البيئات لا العقول، فهي في نظره تجربة أصبحت بلا جدل العامل الأول والأهم في تغيير خارطة الوعي المستقبلي، بتبادل آراء وآفاق قد لا نكتشفها لو لم نناقش، لذلك كان النقاش الجماعي هو أقوى الأسلحة العلمية في النفي أو التأكيد. أدعمها وأخشى عليها يوضح الكاتب ساجد العبدلي أن التجربة بشكل عام ثرية ومفيدة جداً، وقد ساهمت بلا شك في تحريك العجلة التي كانت بطيئة جداً في الفترات السابقة نحو الاهتمام بثقافة القراءة. ويضيف: لا زال هناك الكثير مما يمكن عمله لإغناء التجربة أكثر وأكثر، ولكن هذا لا يمكن أن يجعلني أتردد بأي حال من الأحوال أن أشيد بالتجربة، وأن أراها واعدة جداً. بل يمكن القول بأنها ساهمت في إثراء المشهد الثقافي العربي، فقد قام العديد من مجموعات القراءة ونوادي الكتاب بعقد فعاليات وأنشطة ومبادرات ثقافية وأدبية كثيرة ومتنوعة، بل ودفعت بعض من هذه المبادرات الجهات الرسمية إلى تبنيها والاقتداء بها. وعن المعوقات الأهم لمثل هذه الأنشطة يبين العبدلي هي ذاتها المعوقات التي ترتبط بأغلب الأنشطة التطوعية. ومن أبرزها قلة الدعم المادي لضمان استمرارها، وعندما أقول الدعم المادي فأنا أتكلم عن توفير الكتب، وتوفير أماكن الاجتماع والالتقاء، وعقد الأنشطة وما شابه ذلك، وكذلك من المعوقات احتمال فتور الهمة عند من يقومون على هذه المبادرات مع مضي الوقت، الأمر الذي يحتم وجود رعاية ومتابعة وتنمية من جهات راعية، سواء أكانت رسمية أو أهلية، مثل جمعيات النفع العام، أو خاصة مثل الشركات والمؤسسات التجارية، التي لديها برامج للمسؤولية المجتمعية والاستدامة. الاستمرار رهن التشجيع والدعم أما الكاتب علي القاسمي فيقول لمجرد أن نحمل في أجندتنا مفردة تجربة فهي كلمة مثيرة وداعية للاهتمام والالتفات، فماذا سنقول عن هذه المفردة وهي مطعمة بالقراءة والاهتمام بالكتاب، لا شك مطلقاً في أن مثل هذه التجارب وإن التحفت بالخجل تجارب جميلة وباعثة على التفاؤل، بل وتقودنا لأن نضع أيدينا بيد جيل يحلم أن يكون سر تألقه في انغماسه بالفعل القرائي الثقافي حد المتعة والدهشة، وللحق فتجاربنا الخجولة في هذا الإطار جديرة بأن نساندها ونعينها على المضي بحماس في معترك الحياة الإلكترونية الشرسة، موضحاً أن مسألة إقناع الجيل الحالي بالكتاب مسألة يشوبها التحدي وضرورة الاحتفاء ولو بربع تجربة، يكون في ثناياها حكايات قراءة، ومطالعات كتب، وثقافة متدرجة، أندية الشباب للقراءة خطوة مميزة ومحفزة، ومن لا يقول أنها لم تساهم ولو ببصيص من الفرح والأمل في نشر الكتاب وثقافة القراءة فهو يئد دون قصد الطموحات الراقية والحماس الذي يسكن مثل هذه الأندية والقائمين عليها والمتلذذين بنشاطاتها وما يملكونه من شجاعة في تقديم ذاتها، كما يليق بأفراد يرون متعتهم في أن يكونوا قرّاءً وعشاقاً للكتاب من الوريد للوريد، إلى أن يقول: بصدق أنا متفائل ومعجب بكل ناد يطل من نوافذ القراءة، واستقطاب الشباب والعمل على أن تكون القراءة وجبة يوميةا والكتاب صديقاً محبباً ولذيذاً. وحول مساهمتها في إثراء المشهد يوضح القاسمي نحن نخنق المشروعات الصغيرة النامية بالأسئلة الكبيرة، وسؤال كبير كهذا يخيف الذين يمضون نحو تحقيق رغباتهم والعيش بوفاق مع كتاب ومحتوى، أندية شبابنا للقراءة لابد وأن تقدم مبدعين ونماذج رائعة في مشهد الثقافة المحلي على الأقل، لكنهم في حاجة للوقت والدعم والإيمان بأن أفكارهم تستحق الإشادة والتفاعل والمشاركة والمباركة، علاوة أن القفز من خانة مبكرة لخانة متقدمة جداً قد يصنع الخيبات ويجلب الإرباك من أي مشروع جاد ومحطة مبهجة، الأندية الشبابية للقراءة ستساهم، لكن كثيراً من مبدعينا ينسون لحظات البداية التي تكون في حضرة ناد، وعلى الجميع أن يدعم ويصفق ويبارك الخطى، ويزرع كل بذور الحب والتقدير لأي مجهود كان. موضحاً أن الاستمرار رهن التشجيع والدعم والقناعة في أن مثل هذه المساحات الناشئة كفيلة باستثمار أوقات الجيل والقفز بمهاراتهم وقدراتهم ووعيهم، قائلاً سيتعلمون منها كثيراً، ويرون عبرها الآخرين بشكل أدق وأعمق، لن يعيق أندية جميلة كهذه الأندية إلا تقاعسنا عن الدعم، وانشغالنا عن الفريق الشاب الذي يريد تقديم نفسه وإبداعه، مبيناً أن الأندية ستستمر إن آمنا أن ثمارها لنا ومنا ولصالحنا، أما إن ركلنا كل هذا فأصغر حجار الطريق ستكون عائقاً بلا شك. لا تعرف ماذا يريد الشباب؟ نبيل بن حاتم زارع -إعلامي- يستفسر إذا كان هناك أندية خاصة بالقراءة فما هو الجديد الذي يمكن إضافته، وما هي رسالتها وأهدافها، وكيف تقوم بتفعيل نشاطاتها أو برامجها، متصوراً إذا الأندية الشبابية الخاصة بالقراءة قامت على مجرد اجتهادات، ومع هذا فاحتمالية استمرارها ضعيفة جداً، ومن أبرز معوقاتها من وجهة نظر نبيل زارع هو في عدم وجود مظلة تستطيع من خلال الأندية الشبابية تسيير نشاطها قائلاً: لابد أن تحتاج إلى إمكانات مادية وبشرية، ويوضح نبيل زراع مع هذا أنا لست ضدها، بل دوماً أرحب بأن تكون هناك مبادرات شبابية للتحفيز على القراءة، مشترطاً عليها العمل التنظيمي، وألا تقوم بإعادة برامج مكررة سبق وأن قامت بها المؤسسات الرسمية حتى لا نقع في الازدواجية، ومحذراً الشباب من العمل بمعزل عن إشراك الخبرات المعرفية بالشأن الثقافي، ومتمنياً لمن يريد دعم هذه المبادرات أن يكون هدفه ثقافياً، وليس مجرد خطف الأضواء على ظهور الشباب. وأخيراً يرى نبيل أن المشكلة أحياناً لا تعرف ماذا يريد الشباب؟ أحياناً الشباب يخلط بين مسار الأندية الأدبية وبين دورات تطوير الذات. تظاهرة شبابية مهمة وتضيف الإعلامية والروائية فاطمة العمرو قائلة: طبعاً هي تظاهرة شبابية مهمة ومبشرة بالخير، وتساهم بتقديم القراءة بشكل مغاير عن النمط الرسمي داعية القائمين عليها أن يضعوا بعين الاعتبار أن نجاح أي تجربة يتطلب تواجد مختصين وباحثين من شتى المجالات سعياً لتقييمها وتطويرها وفق خطط مدروسة. وتطالب أن تأخذ تلك الأندية حقها في الانتشار إعلامياً. مؤكدة أن على أندية القراءة للشباب ألا تنتظر مؤسسة داعمة لها، بل يجب عليها المضي قدماً إلى الأمام لتحقيق مجتمع متفاعل ومبدع يعيد للساحة الثقافية رونقها. حلت محل الصوالين القديمة يرى الروائي جابر محمد مدخلي أن التجربة الحقيقية للقراءة في مجتمعاتنا العربية والخليجية لا تزال بحاجة إلى دافع، ومحرّك، أو إثارة. فالقراءة كمشروع ذاتي يتواجد بشكل ملحوظ في المجتمع السعودي أفضل، إلا أنه يعتبر إلى الآن لم يبلغ إلى الحد الذي يصبح فيه متقدمًا على غيره؛ فهناك الكثير من البرامج في بعض الدول العربية والخليجية تقدّمها شخصيات قيادية، أو جهات متطوعة أو مؤسسات تجارية أو حتى أفراد، وتلاقي رواجًا ونجاحات متعددة، فيما نحن -كما يقول مدخلي- لا نزال ننتظر من الجهات الرسمية أو الحكومية تقديم هذه البرامج، مع العلم أنّ الجهات الخاصة أو الفردية كأندية الشباب للقراءة تقدم أدوارًا فاعلة، وثمارها مقطوفة للعيان؛ قاصداً أن أي برامج تطوعية أو فردية، أو حتى تجارية في مجتمعنا السعودي تلاقي رواجًا أكثر وأهم بكثير من تلك البرامج المؤسساتية الجافّة المُراد منها تأدية الواجب، أو التقاط صور تذكارية لكتابة تقارير، ورفعها للجهات المعنية عن أنّ البرنامج تم تنفيذه، وفي الأخير يحفظ كغيره. وبالنظر إلى أندية الشباب للقراءة، يوضح مدخلي بدت اليوم كظاهرة إيجابية وتنوعت منافذها ومواقعها: عبر المقاهي العامة، أو الصوالين الثقافية المتبقية من العقد الماضي، وبالمكتبات الخاصة وبعض المكتبات العامة أيضًا، وكذلك ب(القروبات) الإلكترونية التي تعدّ الآن وسيلة حديثة وحيّة لإحياء، وبث هذه التظاهرات الثقافية التي برأيي أنها إيجابية ورافد من الروافد لإحياء دور القراءة، وتنمية الوعي القرائي لدى المجتمع؛ حيث أسهمت حتى الآن بالحلول محل الصوالين القديمة، وأرست مشروعات متعددة، وأساليب متجددة لأساليب القراءة، مبيناً أن أمام تلك الاجتهادات الفردية أو الجماعية معوقات كثيرة يمكن تلاشيها مع الوقت، فالأندية الشبابية للقراءة من وجهة نظري لا تزال تفتقر إلى الطرق العلمية الرصينة التي توصل القارئ إلى النتائج المرجوّة من وراء القراءة، ولا تغرس فيه بناء المشروع الذاتي الذي يجعل القراءة كعامل أساسي في حياته. والمشكلة الكبرى أنها تواجه الخذلان الإعلامي حتى الظواهر الجيدة والناجحة منها؛ لا يتم تشجيعها أو الإشادة بأدوارها، وإلقاء الضوء عليها إلا ما ارتبط منها بشخصية ذائعة الصيت. العبدلي: أخشى عليها من فتور همة القائمين عليها القاسمي: نحن نخنق المشروعات الصغيرة بالأسئلة الكبيرة زارع: الشباب يخلط بين مسار الأندية وبين دورات تطوير الذات العمرو: تجربة شبابية تستحق الرعاية والاهتمام مدخلي: أندية الشباب للقراءة تواجه خذلاناً إعلامياً السبيعي: الحديث عن بقائها يتجاوز الحديث عن أثرها العلي: مهمتنا نشر الثقافة ورفع الوعي بالكتاب وأهميته الألمعي: التجربة الأهم في تغيير خارطة الوعي