لم ينه انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية والاشتراك مع «حزب الله» في حكومة «ربط نزاع» للمرة الثانية على التوالي، الخلافات السياسية والجوهرية بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، أو أنها في طريقها للحل، لهذا اختار رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في الذكرى ال12 لاغتيال والده رفيق الحريري، موعدا لتجديد المواقف الشاجبة والرافضة سلاح الحزب والانخراط في الحرب السورية وموقفه حيال النظام السوري، فالمعركة بين الحريري و«حزب الله» مستمرة منذ العام 2005 حتى اليوم. أما الشق الأبرز في خطاب الحريري، فكان تصويب البوصلة نحو رئيس الجمهورية ميشال عون وتأكيد الحريري أن سلاح «حزب الله» لا يمكن أن يكون جزءا من الشرعية اللبنانية، فهل سيشكل هذا الموقف صداما بينهما؟ أم لكليهما موقف سياسي مختلف خارج أسوار الرئاسة الأولى والثالثة؟. التسوية والخلافات واعتبر عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش في تصريح ل «اليوم» ان خطاب الرئيس الحريري هو الكلام الأساسي الخاص بتيار المستقبل والخاص بالحريري وموقف 14 آذار، «دخلنا في الحكم وتم انتخاب ميشال عون على أساس موقفنا هذا، ونحن نعلم ما هو موقف ميشال عون، لقد كان الرئيس الحريري واضحا حيال ان التسوية الرئاسية لا تعني أن الخلافات قد حلت في لبنان، فالموقف نفسه من عدم شرعية سلاح الميليشيات المتمثل بحزب الله، هو ذات الموقف من النظام السوري بالنسبة لنا، وعمليا أساس التسوية هو في كيف نسيّر أمور الدولة في ظل الحكم». وذكّر علوش [المعركة مع «حزب الله» انطلقت منذ العام 2005، وعمليا تفجرّت منذ العام 2006، أي بعد حرب تموز وبعد انسحاب وزراء حزب الله وحركة أمل من الحكومة على خلفية المحكمة الدولية، وبعدما تبيّن بوضوح أن «حزب الله» مشارك في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأيضا بعد أن قام «حزب الله» باجتياح بيروت في العام 2008، وكذلك في سنة 2011 الذي تمثل في الانقلاب على الحكومة. وأضاف وبالتأكيد في الدخول الى سوريا واليمن وغيرها، فالقضية متعددة الوجوه والمواجهة مع حزب الله مواجهة حقيقية وجديّة]. البيان الوزاري من جانبه، أوضح عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب آلان عون في تصريح ل»اليوم» ان «للرئيس ميشال عون موقفا محددا من سلاح حزب الله، وبالتالي فإن الرئيس سعد الحريري أعلن موقفه، ولذلك فليس هنالك من سجال أورد حيث لم نتفاجأ بموقف الرئيس الحريري، كما ان الحريري لم يتفاجأ من موقف الرئيس عون». وعما اذا كان الرئيس عون مستمرا بالدفاع عن سلاح «حزب الله»، اجاب آلان عون: «المسألة ليست ان كان مستمرا أو غير مستمر، فسلاح حزب الله اليوم يرعاه البيان الوزاري لحكومة الرئيس الحريري، وهذه الحكومة قالت كما كل المكونات المشاركة فيها ان هذا ما يرعى سلاح حزب الله، وبالتالي فإن الموضوع لا يعني سجالات وتسجيلا لمواقف إعلامية وسياسية، حيث يوجد بيان وزاري حدد كيفية التعاطي مع هذا السلاح. رد غير مباشر@ وفي السياق، جزم الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب بأن [معركة رئيس الحكومة سعد الحريري مع حزب الله لم تنته لكي تبدأ من جديد»، موضحا ان «الرئيس الحريري كما سبق ودخل مع الحزب في حكومة ربط نزاع بحكومة الرئيس تمام سلام، فهو اليوم مستمر بالسياسة ذاتها، باعتباره شريكا مع حزب الله في حكومة «ربط نزاع»، ولكن اذا عدنا الى الحوارات الثنائية التي تعقد بين تيار «المستقبل» وحزب الله، يتبين لنا عدم وجود اتفاق بينهما، فتيار المستقبل والرئيس سعد الحريري لم يسلما بشرعية حزب الله، حيث تمثل هذه ثوابت لا جدال عليها، اما بالنسبة لمسألة سلاح حزب الله، فقد اعاد الرئيس الحريري التأكيد على انها مسألة خلافية وتحتاج الى حل جذري، حيث لا يمكن للحزب في يوم من الايام ان يكون سلاحه جزءا من المعادلة الداخلية، كما أنه ليس بإمكان أي طرف الموافقة على ذلك، باستثناء حلفاء سوريا وإيران الموجودين في لبنان]. وقال دياب: «أما المسألة الثانية التي برزت في الخطاب، فقد كان حديث الرئيس الحريري ردا غير مباشر على رئيس الجمهورية ميشال عون فيما يتعلق بالاشادة بالجيش والقوى الأمنية، حيث لا يمكن لسلاح حزب الله ان يكون مكملا لدور الجيش اللبناني الذي يمثل الدولة والشرعية، باعتبار ان سلاح حزب الله غير شرعي، أما سلاح الجيش اللبناني فذلك أمر خاضع للقرار الرسمي أي للحكومة اللبنانية بينما يخضع سلاح حزب الله للأجندة الإيرانية، لذلك هنالك تناقض وتضارب ما بين المشروعين».