أعلنت 12 جماعة سورية معارضة، مساء الإثنين: إنها ستجمد مشاركتها في أي مناقشات مرتبطة بمفاوضات السلام المزمعة في العاصمة الكازاخستانية أستانا، وذلك بسبب «انتهاكات» من جانب الأسد لهدنة مدتها أربعة أيام. فيما جددت مروحيات استهدافها لمناطق في وادي بردى بريف دمشق، بالبراميل المتفجرة التي ألقتها في منطقة بسيمة ومناطق أخرى في وادي بردى، لتمرير خطة تهجير أخرى للفصائل والسكان، أسوة ب«خان الشيح ومعضمية الشام وداريا وقدسيا والهامة» في ضواحي العاصمة دمشق وغوطتها الغربية. وتجيء الخطة؛ بالتزامن مع استقدام النظام لتعزيزات عسكرية إلى وادي بردى للمشاركة في العمليات العسكرية التي تسعى قواته خلالها للتقدم واستعادة السيطرة على عين الفيجة وكامل المنطقة، أو التوصل ل«اتفاق تسوية أوضاع» بينها والفصائل، وتعد المنطقة ذات أهمية استراتيجية للنظام، لكونها تحتوي على منابع المياه التي تغذي معظم العاصمة دمشق. قصف وادي بردى وتجددت الاشتباكات في «الوادي» بوتيرة متفاوتة العنف بين فصائل المعارضة ضد قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبنانية مدعمة بمسلحين موالين من جنسيات سورية وأجنبية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن النظام يتخذ من جبهة فتح الشام ذريعة لاستمرار عمليته العسكرية، وخرقة للهدنة - التي تحتضر - من أجل السيطرة على محطات ضخ المياه ووادي بردى بشكل كامل«، مشيرا إلى أن عناصر «جبهة فتح الشام» متواجدون ولكنهم ليسوا الأغلبية في المنطقة. من جهتها، قالت الجماعات المعارضة في بيان مشترك:«نظرا لتفاقم الوضع واستمرار هذه الخروقات، فإن الفصائل تعلن تجميد أية محادثات لها علاقة بمفاوضات أستانا أو أي مشاورات مترتبة على اتفاق وقف إطلاق النار حتى تنفيذه بالكامل». وتشير الجماعات المعارضة إلى محادثات مقررة في أواخر يناير الجاري، برعاية كل من روسيا، التي تدعم نظام بشار، وتركيا، التي تدعم المعارضة. يذكر أن كلا من جيش الإسلام والجبهة الشامية وفيلق الشام من بين الفصائل التي أعلنت تلك الخطوة. وكان وقف لإطلاق النار في عموم البلاد برعاية روسيا وتركيا قد دخل حيز التنفيذ في سورية منتصف ليل الخميس- الجمعة، في محاولة جديدة لإنهاء العنف. وتم الإعلان عن تماسك الهدنة الهشة في بعض أنحاء البلاد، لكن تم الإبلاغ عن عدة انتهاكات خاصة في ضواحي العاصمة دمشق. في المقابل، أوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن أن«وادي بردى»أكثر منطقة تتعرض للقصف من قبل قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبنانية في محاولة للسيطرة عليها، بعد تقدم النظام وميليشياته لأطراف«عين الفيجة». فيما استشهدت سيدة حامل وأصيب 3 أشخاص على الأقل بجراح، جراء الضربات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في مدينة خان شيخون، بريف إدلب الجنوبي، وتعد هذه أول شهيدة في القصف الجوي على سوريا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار التركي - الروسي، بينما تعرضت مناطق في أطراف قرية اشتبرق وقرية الشغر ومناطق أخرى بريف جسر الشغور، لقصف من الطيران الحربي، دون أنباء عن إصابات، أيضاً قصف الطيران الحربي مدينة إدلب وقرية«كنصفرة بجبل الزاوية»، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن. المعارضة ترد إلى ذلك، سقطت قذائف بعد منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء، أطلقها النظام على مناطق في قرية الجابرية بجبل شحشبو بريف«حماة الغربي»، في حين استهدف مقاتلو جيش العزة بعدة منتصف ليل أمس، بعدة صواريخ أماكن في بلدة سلحب الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف حماة الغربي، وذلك فيما قالوا، إنه «رداً على استهداف»قوات النظام لوادي بردى في ريف دمشق، دون معلومات عن خسائر بشرية. وقصفت طائرات حربية«مدينة خان شيخون» بريف إدلب الجنوبي، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية حتى الآن. وتعرضت أماكن في«منطقة خربة المناصير»ومناطق في قرية الزيارة بريف حلب الجنوبي، لقصف من قوات النظام بالقذائف المدفعية والصاروخية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، فيما فارق طفل الحياة جراء إصابته بانفجار قنبلة في مزرعة سلو قرب«معبطلي»بريف عفرين الواقعة في الريف الشمالي الغربي لحلب. وفق ما جاء بالمرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما نفذت الطائرات الحربية غارتين على الأقل مستهدفة أماكن في منطقة«جبل الأكراد في ريف اللاذقية»الشمالي، دون معلومات عن إصابات. وعلى الصعيد التركي، قالت أنقرة: إن قواتها - التي تدعم مقاتلين من المعارضة السورية في عملية بدأت قبل نحو أربعة شهور ضد«تنظيم داعش»شمال سوريا - قضت على 18 إرهابيا وأصيب 37 في اشتباكات وبنيران المدفعية في سوريا، الإثنين. وفي بيان بشأن عملياته على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية، قال الجيش التركي، أمس الثلاثاء: إن«طائراته الحربية دمرت أربعة أهداف للتنظيم»، وإن طائرات روسية ضربت الإرهابيين في منطقة«دير قاق»التي تقع على بعد ثمانية كيلومترات جنوب غربي«مدينة الباب» التي تسيطر عليها داعش.