استمرت المعارك أمس في منطقة وادي بردى قرب دمشق حيث تحاول القوات النظامية طرد فصائل المعارضة من هذه المنطقة الاستراتيجية التي تتحكم بمصادر المياه التي تتزوّد بها العاصمة السورية. وأدت الاشتباكات الدائرة في تلك المنطقة منذ أيام إلى انقطاع المياه عن دمشق. وفي هذا الإطار، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «طائرات حربية ومروحية استهدفت بعدة ضربات مناطق في قريتي عين الفيجة وبسيمة ومناطق أخرى في وادي بردى، وسط قصف صاروخي من قبل قوات النظام يستهدف المناطق ذاتها». وأشار إلى أن القصف الجوي تزامن «مع تجدد الاشتباكات التي وصفت بالعنيفة، في محور بسيمة، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام من جانب آخر». وأوردت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة معلومات مماثلة، إذ أشارت إلى أن «الطيران الحربي والمروحي عاود قصف قرى وبلدات وادي بردى بريف دمشق، مستهدفاً بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية قرى بسيمة وعين الفيجة بشكل عنيف، تزامناً مع قصف بقذائف الهاون والرشاشات على المنطقة، وسط تحذيرات من مغبة الاستمرار في قصف منطقة النبع» الذي يزوّد العاصمة السورية بالمياه. ونقلت الشبكة عن ناشطين «إن منطقة الربوة بريف دمشق الغربي شهدت فيضانات كبيرة لمياه نبع عين الفيجة، على خلفية إغلاق مجرى نهر بردى ببلدية الربوة وتحويله للمجرى العلوي من النهر، اثر القصف الذي طاول المنطقة». وتابعت: «يُنذر القصف المتواصل على منطقة وادي بردى التي تشكل المنبع الرئيسي لنبع عين الفيجية الذي يغذي العاصمة دمشق وبلدات الريف الغربي، بكارثة إنسانية كبيرة قد تحصل في حال استمر القصف الذي من شأنه التسبب بتصدعات في طبقات الأرض السفلية، وبالتالي غور مياه النبع، وإغلاق الممرات الرئيسية باتجاه عين الفيجة لاسيما بعد تدني منسوب مياه النبع بشكل كبير بعد القصف والخراب الذي تعرض له بناء النبع الرئيسي في عين الفيجة». في غضون ذلك، أورد «المرصد» في تقرير من محافظة حمص معلومات عن معارك عنيفة تدور في المنطقة الممتدة من بادية تدمر الغربية، إلى منطقة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي ومحيط مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي، بين القوات النظامية السورية والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر، إثر هجوم شنّه التنظيم على المنطقة. وأضاف أن الاشتباكات ترافقت مع قصف جوي وصاروخي. «الجيش الحر» إلى ذلك، أوردت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن 10 فصائل مسلحة بارزة اتخذت «أولى الخطوات باتجاه الاندماج الكامل عن طريق إطلاق مبادرة تبدأ بتقريب التشكيلات العسكرية والهيئات السياسية والشرعية للفصائل وصولاً إلى تشكيل تكتل قوي». وأكد المُوقِّعون على مشروع الاندماج، في بيان مشترك صدر تحت مسمى «الجيش السوري الحر»، أن الخطوة جاءت استجابة لأمر الله و «تلبية لنداء الشعب السوري الذي ينادي بتوحيد الصفوف وجمع الكلمة» ونظراً «لما تمر به الثورة السورية من تحديات». ونقلت «الدرر» عن «أسامة أبو زيد»، المستشار في «الجيش السوري الحر»، إن ما قامت به الفصائل «خطوة تنفيذية على طريق الاندماج الكلي والوصول إلى مجلس قيادة موحد خلال فترة قصيرة»، مؤكداً أن الموقعين على البيان «متفقون على الاندماج، لكن حرصوا على عدم إعلانه الآن من أجل إبقاء الباب مفتوحاً أمام بقية الفصائل للالتحاق بالتكتل بصفة عضو مؤسس كحركة تشجيعية لمن لم يحسم أمره بعد». ووقع مبادرة الاندماج، وفق «الدرر»، كل من «ألوية صقور الشام» و «جبهة أهل الشام» (جيش المجاهدين - ثوار الشام - بيارق الإسلام) و «الجبهة الشامية» و «فيلق الشام» و «لواء شهداء الإسلام» (داريا) و «جيش الإسلام» (قطاع الشمال) و «فرقة الصفوة» و «الفوج الأول» و «أحرار الشرقية» و «لواء الفرقان» (إدلب). وذكرت «الدرر» أن أعداد أفراد الفصائل العشرة الموقعة على مشروع الاندماج تُقدّر بأكثر من 18000 مسلح يتوزعون على محافطتي حلب وإدلب، وأن «صقور الشام» و «الجبهة الشامية» و «فيلق الشام» هي أكبرها عدداً. ومعلوم أن حديثاً يروج في الأوساط السورية منذ فترة يتحدث عن اندماج قريب سيُعلن عنه لفصائل «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) و «نور الدين الزنكي» وجزء من «حركة أحرار الشام الإسلامية». ويبدو أن الفصيل الأخير يضم تيارات عدة بعضها يؤيد الانضمام إلى تحالف مع «فتح الشام» في حين يحبّذ تيار آخر تحالفاً مع فصائل أخرى ذات صبغة «وطنية» معارضة، إذ إن الاندماج مع «فتح الشام» المصنّفة إرهابية يمكن أن يضر بالمعارضة السورية ككل ويحرمها من دعم دولي وإقليمي.