الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري - رحمه الله - أحد الرجال المخلصين الذين خدموا الوطن وقدموا الكثير من العطاء خلال عمله الرسمي أميرا للجوف لسنوات طويلة، جعلت الأمير حاضرا في الذاكرة الشمالية، بقربه من المواطن، وحرصه على نشر العلم والثقافة. الآن، أبناء الأمير يسيرون على دربه في السعي لخدمة وطنهم، ولذلك كنت حاضراً الأسبوع الماضي وسط بلد الحلوة والجمال والكرم الجوف، وتحديدا في مركز الأمير عبدالرحمن السديري الثقافي، الذي هو عبارة عن لمسة وفاء لقامة وطنية، ويُعنى بالثقافة من خلال مكتباته العامة في الجوف والغاط، بالإضافة إلى المناشط المنبرية، وبرنامج النشر ودعم الأبحاث والدراسات التي يرعاها المركز، ومجلة (أدوماتو) المتخصصة بآثار الوطن العربي، ومجلة (الجوبة) الثقافية، بالإضافة إلى أن المركز يضم كلا من (دار العلوم) بمدينة سكاكا، و(دار الرحمانية) بمحافظة الغاط، وفي كل منهما قسم للرجال وآخر للنساء. ويصرف على المركز مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية. وقد انطلق المركز بمبادرة من الأمير عبدالرحمن السديري - رحمه الله-، من خلال تأسيس أول مكتبة عامة في الجوف عام 1383ه، وقد أطلق عليها اسم دار العلوم، رغبة منه - رحمه الله- في الإسهام في تحقيق نهضة ثقافية في المجتمع المحلي، وإحداث حراك ثقافي بمشاركة أبناء المجتمع من خلال الأنشطة والبرامج الثقافية المتنوعة. ويحمل مركز الأمير عبدالرحمن السديري الآن رؤية تهدف إلى أن يكون: نافذة من نوافذ العلم والمعرفة والثقافة، ومركزا رائدا للبحث العلمي والأدبي، وعضوا فاعلا في خدمة المجتمع. ورسالة تسعى إلى: تقديم البرامج الثقافية والمعرفية بالتفاعل والمشاركة مع المجتمع المحلي، وتفعيل دور مكتباته العامة وتطويرها من خلال أنظمة المعلومات وأوعيتها المختلفة. بحضور مجموعة من القامات الوطنية كان موضوع هذا العام في الجوف: (الماء في المملكة العربية السعودية، الواقع والحلول)، بمشاركة نخبة من أهل التخصص، وباختصار فما سمعته من طرح مميز يحوّل غير المتخصص بالمياه إلى متخصص ينادي بأن تفعّل الخطط والإستراتيجيات الموجودة والتي تنتظر رجلا وطنيا يعلق الجرس، ويحفظ هذه الثروة التي تستحق المحافظة عليها. لقد كان اللقاء جمالا على جمال، برا من أبناء بأبيهم، ولمسة وفاء وطنية لرجل يستحق، ومشاركة جوفية شبابية متميزة، وقضية تستحق النقاش، وطرحا وطنيا مميزا. ومن الجمال أيضا المشاركة الفاعلة التي رأيتها لشباب جامعة حائل، مع أني كنت أتمنى ألا يغيب طلاب جامعة الجوف عن هذا المشهد الثقافي الوطني المميز.