رؤيتنا في كرة القدم والتخطيط الاستراتيجي لها على مدى السنوات القادمة من المفترض ألا تتحكم فيها أية آراء خاصة أو مصالح شخصية. ولعل الفترة الحالية هي الوقت المناسب للحديث بشكل دقيق عن هذا الملف المهم، خصوصاً بعد نتائج منتخبنا الوطني الأول في منافسات مباريات تصفيات كأس العالم روسيا 2018، وبطولة كأس آسيا 2019، وكذلك مستوى منتخبنا الوطني في بطولة كأس آسيا للشباب والتأهل بجدارة إلى كأس العالم للشباب في كوريا الشمالية 2017 بعد تحقيق مركز الوصيف في البطولة بعد الخسارة بصعوبة بالغة من منتخب اليابان بالضربات الترجيحية 5/3، وكان نجوم منتخبنا الشباب حديث وكالات الأنباء ووسائل الإعلام والبرامج التليفزيونية. لكن ربما السؤال العريض، الذي يطرح نفسه بقوة هذه الأيام وماذا بعد؟؟ خصوصاً عندما يكون محور الحديث هو مصير لاعبي منتخب الشباب، حيث عادوا أدراجهم إلى أنديتهم المحلية، ويقوم أولياء أمورهم ووكلاء أعمالهم ببدء التفاوض مع تلك الأندية للبحث عن عقد احتراف يضمن الحصول على أعلى مقابل مادي في أطول فترة زمنية ممكنة بغض النظر عن الفائدة الفنية، التي ستعود على مستوى اللاعب، وهنا لو فكرنا ملياً لوجدنا أننا نعيد نفس هذا السيناريو الخاطئ بداية منذ عام 1993 وهو العام، الذي شهد مشاركة منتخبنا في كأس العالم للشباب في أستراليا وهو نفس العام، الذي سبق مشاركة منتخبنا الأول في كأس العالم 1994 في أمريكا، حيث تم يومها إقرار نظام احتراف اللاعب السعودي خارجياً، ومن ذلك التاريخ وحتى اليوم ونحن لا يوجد لدينا أي لاعب سعودي محترف خارجياً وجميع التجارب السابقة على مدى 22 سنة الماضية بعضها كان بهدف السياحة وبعضها بغرض العودة مجدداً إلى نادٍ محلي مختلف عن نادي اللاعب الأصلي. لذا أنا اقترح ضرورة تبني جميع الجهات ذات العلاقة مشروع احتراف نجوم منتخبنا الشباب في أوروبا ولعل هنا وجب التنويه عن تجربة اللاعب القطري الموهوب أكرم عفيف 19 سنة خريج أكاديمية أسباير ولاعب نادي السد، الذي قاد منتخب قطر عام 2014 لتحقيق كأس آسيا للشباب والمشاركة في كأس العالم للشباب عام 2015 قبل أن يشد الرحال إلى الدوري البلجيكي من بوابة نادي اوبين، وهناك تألق النجم الشاب حيث قاد الفريق لتحقيق بطولة دوري الدرجة الأولى وحصد جائزة ثاني أفضل لاعب أجنبي وفي هذا العام وقّع أكرم عقد احتراف مع نادي فياريال الإسباني، الذي أعاره بدوره إلى نادي خيخون الإسباني. كلمة أخيرة: تترك كل شيء وتذهب للبحث عن فرصة في أوروبا وتصبح أول لاعب خليجي يحترف في تاريخ الليجا الإسبانية، فعلاً أنت مغامر ومختلف عن البقية في «طموحك وإصرارك».