«فيرون الكرة الآسيوية»، هو ذلك العنوان الذي وضعه موقع الفيفا الرسمي للاعب المنتخب السعودي للشباب المشارك في كأس العالم تحت 20 سنة عام 2011 في كولومبيا معن الخضري، والذي تلقّى العديد من الإشادات نظير الإمكانات التي قدّمها في تلك البطولة وتحديداً أمام وصيف أوروبا المنتخب الكرواتي حينما استطاع الأخضر السعودي الفوز عليه بهدفين بدون مقابل، ولتتفاءل الجماهير السعودية بوجود خامة من اللاعبين الذين بامكانهم الاحتراف خارجياً وفتح الباب لمواهب سعودية شابّة لا تقل عن مثيلاتها من مواهب متواجدة حالياً في القارة العجوز على وجه التحديد، أمثال لاعبي المنتخب المصري محمد صلاح لاعب روما الإيطالي ومواطنيه محمد النني لاعب ارسنال الإنجليزي وعمر جابر مدافع بازل السويسري، وأيضا الكرواتي كوفاسيتش لاعب ريال مدريد الحالي وكرامريتش لاعب المنتقل من ليستر سيتي إلى هوفنهايم الألماني، ولاعبي المنتخب النيجيري ايناتشو المتواجد في مانشستر سيتي الإنجليزي وأحمد موسى لاعب ليستر بطل الدوري الإنجليزي، غير أن القارئ سيتفاجأ حينما يعلم أن هذا النجم الموهوب أضحى يتنقل بصفة الإعارة ما بين أندية المؤخرة في الدوري السعودي كالرائد ونجران، ولتنطفئ أضواء هذا النجم سريعاً لأسباب مجهولة. وكان الأخضر الشاب في تلك البطولة استطاع أن يقدّم أجمل المستويات ويتأهل إلى الدور الثاني من البطولة قبل أن يخرج على يد من حقّق لقب تلك النسخة المنتخب البرازيلي بعد ملحمة كروية استطاع الأخضر أن يخرج متعادلاً في الشوط الأول من أمام نجوم أضحوا في سنين قليلة نجوماً يقدّرون بالملايين أمثال أوسكار وويليان نجمي تشيلسي الإنجليزي وكوتينهو نجم ليفربول وفيرناندو نجم مانشستر سيتي، ولتتساءل الجماهير عن سبب اختفاء بريق اللاعب السعودي الشاب بسرعة البرق بينما هؤلاء اللاعبون أصبحوا في ظرف سنوات قليلة نجوماً تتلألأ في سماء أوروبا. وكان الأخضر السعودي تحت 20 عاماً قد اختاره الفيفا كأقوى منتخب خرج من الدور الأول لكأس العالم 2003 المقامة في الإمارات بعد مستويات رائعة قدّمها أمام نجوم عالميين أمثال الإيفواري جيرفينهو نجم روما السابق، وكولو توريه نجم الليفر، وبمعيّة أبرز النجوم الحاليين في عالم الكرة كالإسباني اندريس انييستا والأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، ولتضم قائمة أفضل عشرين لاعبا في البطولة كلاً من ناجي مجرشي وعبده عطيف واللذين اعتزلا اللعبة قبل موسمين من الآن. وبعد تأهل المنتخب السعودي الشاب إلى نهائيات كأس العالم للشباب والمقامة صيف 2017 في كوريا الجنوبية، وخسارته للقب الآسيوي من أمام اليابان بضربات الترجيح، تأمل الجماهير السعودية في أن يكون هؤلاء اللاعبون الركيزة الأساسية لمنتخب الأحلام الذي تأمل أن يكون سفيراً للوطن في كأس العالم 2022 بقطر، وأن يحقّقوا أمنية الشارع الرياضي بتواجد اللاعب السعودي في أبرز الدوريات القارية، ذلك لأن ما قدّمه الأخضر الشاب في النسخ الماضية لكأس العالم مقارنة بالمنتخبات التي أصبح لاعبوها في أبرز أندية القارة العجوز كفيلٌ بأن يتواجدوا في أندية أوروبا المختلفة، ولهذا فقد آن الأوان لأن يقوم الاتحاد السعودي لكرة القدم ومن قبله الهيئة العامة للرياضة بالاهتمام بهؤلاء اللاعبين وإتاحة الفرصة لهم بالاحتراف خارجياً في أوروبا. خالد القروني: الفرصة متاحة بدوره، هنّأ المدرب الوطني خالد القروني القيادة الرياضية بتأهل المنتخب السعودي الشاب إلى نهائيات كأس العالم، وألمح إلى أن هذا الإنجاز يسجل باسم الوطن ككل وأنه طالما أعطيت الكفاءات الوطنية الفرصة الكاملة ستظهر الإنجازات دائماً على سطح النجاح بلا شك، مباركاً للمدرب القدير سعد الشهري قيادة الأخضر للوصول إلى النهائيات للمرة السابعة في تاريخه. وحول مسألة احتراف اللاعب السعودي خارجيا، أوضح المدرب خالد القروني والذي سبق له قيادة منتخب المملكة تحت 20 عاما إلى نهائيات كأس العالم 2011 بكولومبيا: إنه في مثل هذه البطولات يتواجد العديد من الكشّافين لخطف المواهب الشابة لتدعيم صفوف أنديتها وصقلها من أجل الفائدة المرجوّة، وأن كأس العالم تجمع العديد من المدارس الكروية المختلفة، لأن المهر الغالي لا بد أن يتم دفع ثمنه المتمثّل في البروز في هذا المحفل العالمي. وحول عدم احتراف أي من اللاعبين السعوديين الذين أشرف عليهم في بطولة كأس العالم للشباب 2011، بيّن القروني: أن العديد من هؤلاء اللاعبين تلقّوا الكثير من عروض الاحتراف في أوروبا، وقد قابلت الكثير من وكلاء أعمال اللاعبين الأوروبيين والكشّافين خاصة في المباريات الودية التي سبقت البطولة، وكنت متأمّلاً بأن أرى على الأقل أربعة من تلك الأسماء متواجدة في الدوريات الأوروبية، إلّا أن المغريات المالية في الدوري المحلي والغربة، وتفضيل البقاء عند الأهل -على حد وصفه- كانت المرجّحة لبقاء هؤلاء اللاعبين وعدم احترافهم خارجياً، مبيّناً أن الوقت قد حان ليتم الاهتمام بهذا الجيل والسماح لهم بالاحتراف خارجياً في أوروبا تدريجياً، وأن تتم مكافأة أي لاعب يتواجد في أوروبا من قبل الدولة أو الهيئة العامة للرياضة. الاكتفاء المادي بيّن مدرب المنتخب السعودي للشباب تحت 19 عاماً خالد العطوي إلى أن الاحتراف الخارجي للمواهب السعودية يتم تعطيلها بسبب تمسّك الأندية بهؤلاء اللاعبين وبحثها عن مصلحتها الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة، مضيفاً في الوقت ذاته إلى أن تلك الأندية تقوم بإغداق هؤلاء اللاعبين الشباب بالملايين، حيث يصل اللاعب الشاب لمرحلة الاكتفاء المادي ولن يلتفت إلى العروض الخارجية طالما قد تمّ تأمين مستقبله في مقتبل العمر «على حد تعبيره». وأضاف المدرب الحاصل على لقب كأس الخليج للشباب تحت 19 عاماً أن بعض اللاعبين قد يتلقّون عروض احتراف خارجية ويصطدم بخيارين إما أن يرفض من خلالها هذا اللاعب فرصة التواجد في القارة الأوروبية، وهما ضعف المردود المالي مقارنة بما يتم تقديمه من قبل إدارة النادي المحلي، بالإضافة إلى ضعف الدوري المرسل منه تفاصيل العقد، وبالتالي فإن احتراف وتواجد المواهب السعودية في أوروبا دائماً ما تتعثّر. وحول فرصة احتراف اللاعب السعودي، أجاب بأن الوقت قد حان لأن يكون اللاعب السعودي متواجداً في القارة العجوز كلاعبين محترفين، حيث لا يحتاج ذلك سوى عوامل مساعدة للخطوة التي إن تحقّقت ستعيد بالنفع إلى كرة القدم السعودية، وأولى هذه الخطوات السماح للاعبين الشباب بالمشاركة مع أنديتهم في الفريق الأول، وأخذ الفرصة الكاملة من أجل التواجد في الصفوف الأولى لتلك الأندية، لأن هذه المواهب سيتم دفنها طالما بقيت تسير بخطى حلزونية بطيئة عبر الفئات السنّية وتوقيع عقود مالية معقولة تجعل من اللاعبين أصحاب العقود الضخمة رهينةً لدكّة البدلاء، فالاحتكاك بلاعبي الخبرة، ومشاهدة بعض اللاعبين من قبل بعض الكشّافين سيساهم في تطوّر اللاعبين وسرعة احترافهم بالخارج، كما أن على وكلاء اللاعبين والاتحاد السعودي لكرة القدم القيام بأحد أهم الخطوات في عالم الاحتراف ألا وهي التسويق لهؤلاء اللاعبين، ضارباً بأكرم عفيف اللاعب القطري أكبر مثال على عملية التسويق التي نجح فيها القطريون بالتسويق لنجمهم المتواجد حالياً مع فياريال الإسباني، متفائلاً وبقوة بأنه في حال تم تطبيق هذه الخطوات السهلة من قبل اتحاد اللعبة على الجيل المتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2017 بكوريا، فإن تواجد اللاعب السعودي في أوروبا كمحترف ما هي إلّا مسألة وقت لا أكثر. صورة ضوئية لموقع الفيفا