بدد الأردن مزاعم إسرائيلية بشأن إعادة تأهيل سكة حديد الحجاز التاريخية، نافياً وجود اتصالات أردنية - إسرائيلية حول مشروع إقليمي يتضمن ربط عدة دول بالسكك الحديدية. وقال مسؤول أردني رفيع، في تصريح ل «اليوم»: إن التصريحات الإسرائيلية بشأن مشروع إقليمي للربط بالسكك الحديدية، يستفيد من سكة حديد الحجاز، عارية عن الصحة. وشدد المسؤول الأردني أن الخط الحديدي الحجازي توقف عن العمل منذ عقود طويلة، فيما تعتبر إعادة تشغيله مسألة سياسية بحته، إلى جانب استحالتها عملياً، وحديث تل أبيب بشأنها يحمل غايات تضليلية. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية قد تحدثت عن وجود اتصالات أردنية - إسرائيلية لإعادة إحياء خط سكة حديد الحجاز التاريخية، التي تربط دولاً عدة في المشرق العربي بالمدينةالمنورة في المملكة العربية السعودية. وزعم مسؤولون إسرائيليون أن المرحلة الأولى من إعادة تأهيل سكة حديد الحجاز، التي تشمل ربط ميناء حيفا على ساحل البحر الأبيض المتوسط بمنطقة الاغوار الأردنية، قد أنجزت، فيما تجري تفاهمات مع المسؤوئين الأردنيين على المرحلة الثانية منه، التي تشمل الأراضي الأردنية. المسؤول الأردني شدد على أن «المزاعم الإسرائيلية منفصلة عن الواقع«، لافتا إلى»الموقف العربي الموحد والقطعي الرافض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل إزالة احتلالها للأراضي الفلسطينية». وتبنت الدول العربية، في وقت سابق، «مبادرة السلام العربية» باعتبارها إستراتيجية قومية في التعامل مع إسرائيل، ورهنت أية علاقات بتخليها عن الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتروج إسرائيل لسكة الحديد باعتبارها جزء من «مشروع طرق إسرائيل»، الهادف لربط كافة أنحاء البلاد بشبكة خطوط مواصلات عامة، تتضمن شبكة قطارات بالاعتماد على سكة حديد الحجاز التاريخية. وتعود فكرة خط حديد الحجاز، وفق السجلات العثمانية، إلى عام 1864، وتبناها السلطان العثماني عبدالعزيز الأول، إلا أن العمل على انشائها بدأ في عهد السلطان العثماني عبدالحميد الثاني عام 1900. آنذاك، سعى عبدالحميد الثاني لإنشاء شبكة حديد الحجاز بهدف الإبقاء على وحدة أقاليم الإمبراطورية العثمانية، وتجنباً لتفككها وانهيارها، فضلا عن توفير وسيلة لنقل البضائع والأفراد من هضبة الاناضول، مرورا بسورية والعراق وفلسطين والأردن، ووصولا إلى المدينةالمنورة ثم مكةالمكرمة فمدينة جدة في المملكة. واستناداً إلى بيانات وزارة المواصلات الإسرائيلية، التي اطلعت عليها «اليوم»، فإن سكة الحديد ستبلغ في المرحلة الثانية معبر «الشيخ حسين» على الحدود الأردنية، وستستكمل في الشق الأردني لاحقاً، وتهدف إلى «تعزيز التجارة والسياحة وتسهيل تنقل الأفراد». وجاءت المزاعم الإسرائيلية بشأن «الاتصالات الأردنية - الإسرائيلية» في «اعقاب اعلانها تدشين مشروع إحياء سكة الحديد الحجازية التاريخية، ومتزامنة مع نشوب ما يرقى إلى «الأزمة السياسية» بين عمان وتل أبيب على خلفية تحديات سلطات الاحتلال للولاية الأردنية على مدينة القدس.