استأنفت اللجان الثلاث المصغرة المتفرعة عن محادثات السلام اليمنية في الكويت، أمس، اجتماعاتها بإشراف برعاية المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وذلكلمناقشة اللجان لقضايا انسحاب الميليشيات والجماعات المسلحة من المدن والمحافظات، وتسليم السلاح والترتيب لإطلاق سراح المعتقلين والأسرى وبحث إجراءات استعادة مؤسسات الدولة واستئناف العملية السياسية. وتركزالمحادثات بشكل خاص على إجراءات بناء الثقة والالتزام بمسار جدول الأعمال، فيما يرفض وفد الانقلابيين مناقشة القضايا الرئيسية المحددة في النقاط الخمس ويصر على مناقشة الملف السياسي والبحث عن سلطة انتقالية. في وقت تجددت فيه المواجهات بين القوات الشرعية وميليشيات الحوثي وصالح شرقي مدينة تعز، الثلاثاء، وفرضت مليشيا الحوثي حالة من الاستنفار العسكري في العاصمة صنعاء التي تشهد اضطرابات للمرة الأولى ضد الحوثيين. وشن المتمردون هجوما بالقصف المدفعي والرصاص على مواقع القوات الشرعية في منطقة الزنوج ومعسكر الدفاع الجوي شمالي تعز، كما شهد غرب المدينة معارك عنيفة بين الطرفين. وكان الحوثيون وقوات صالح واصلوا خلال الأيام الماضية إرسال التعزيزات إلى مختلف جبهات القتال في المحافظات التي تشهد مواجهات، رغم الهدنة. وأكدت وسائل إعلام يمنية الاستنفار الحوثي عسكريا في صنعاء، حيث انتشرت عشرات نقاط التفتيش في شوارع المدينة على مسافات متقاربة، ومن جميع فصائل الأجهزة الأمنية الموالية للميليشيا، التي قامت بعمليات تفتيش دقيقة للمركبات، كما دفعت بتعزيزات بينها مدرعات ودبابات وأطقم عسكرية إلى منطقة الرجم بمحافظة المحويت (شمال غرب صنعاء). وتعتبر جبهة المحويت جبهة مهمة يتم التحرك في إطارها، وتشهد تحركات للمقاومة والجيش والقبائل الموالية للشرعية، ما يعد ضغطاً كبيراً على الانقلابيين الذين قاموا أيضاً بتعزيز جبهاتهم في تلك المناطق بمختلف انواع الأسلحة. وكانت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح واصلت خرقها للهدنة المعلنة في اليمن وقامت بقصف عشوائي استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة مستهدفة الأحياء السكنية في مدينة تعز بصورة عشوائية، ما أوقع عددا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. كما استهدف قصف الميليشيات الانقلابية مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في الجبهات الشرقية والشمالية والغربية للمدينة، ومواقع أخرى للمقاومة والجيش في اللواء 35 مدرع، وهاجمت الميليشيات الانقلابية مواقع المقاومة الشعبية في جبل جرداد في قضاء الحجرية. وفي الوقت الذي واصلت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خروقاتها للهدنة في اليمن، لم تنتج اجتماعات الإثنين، في الكويت أي نتيجة تذكر بسبب تعنت وفد الحوثيين، فأبقاها في مكانها دون إحراز اختراق كبير. وكان المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اختتم الإثنين، جلسة محادثات مع وفدي المفاوضات اليمنية، على مستوى لجنة استعادة الدولة، والتحضير لاستئناف الحوار السياسي، دون تحقيق أي نتائج، ويواصل وفد المتمردين مناقشة مسألة استعادة الدولة، ويصر على مطلب تشكيل سلطة تنفيذية وفقا لرؤيته. وقد اتفق وفد الحكومة اليمنية مع المبعوث الدولي إلى اليمن على ضرورة وضع سقف زمني للمشاورات، وتثبيت النقاشات، حتى لا يحصل انقلاب عليها، وكانت لجنة استعادة الدولة والتحضير لاستئناف الحوار السياسي المصغرة في محادثات السلام اليمنية أنهت اجتماعها، مساء الإثنين، دون الخوض في أي نقاش جاد، نتيجة استمرار رفص الانقلابيين الدخول في النقاش في المحور الأول وهو استعادة الدولة، ويصرون على الحديث على سلطة تنفيذية بحسب رؤيتهم ولم يتم الاتفاق على شيء سوى العودة للقاء اللجنة مرة أخرى، صباح الثلاثاء.