نفى عبدالملك المخلافي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية اليمني أن هناك نية لوفد الحكومة اليمنية لتعليق مشاركته أو للانسحاب من المفاوضات الجارية بالكويت، محذرا في الوقت نفسه من أن تلك المفاوضات قد لا تصل لنتيجة إذا ما استمر الانقلابيون في نهجهم الحالي الذي يهدد بتقويض عملية السلام برمتها، وليس المفاوضات فقط، وقال المخلافي «ليس من استراتيجيتنا ولا من أهدافنا أن ننسحب من المفاوضات ونقوضها، نحن مستمرون بالمفاوضات ونقوم بما علينا من التزامات، ولكن التهديد بتقويضها سيكون نتيجة منطقية وطبيعية لاستمرار الطرف الآخر في خرق وقف إطلاق النار، وعدم التقدم في جداول المفاوضات الزمنية وبالتالي جعلها بلا جدوى». في وقت تواصل فيه ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، خروقاتها للهدنة بقصف الأحياء السكنية ومواقع الجيش الوطني والمقاومة في مدينة تعز ما أدى لاصابة 4 مدنيين، بينهم امرأة وطفل. بينما قتل سبعة أشخاص وأصيب أكثر من 15 آخرين في تفجير انتحاري وقع امس الجمعة في سوق بمدينة مأرب شرقي العاصمة صنعاء. ووصف المخلافي ما صرح به محمد عبدالسلام رئيس وفد الانقلابيين الحوثيين عن وجود قوى تعرقل المشاورات السياسية الجارية بالكويت والدفع نحو تصعيد ميداني وتحشيد عسكري واسع في أكثر من محافظة ومدينة يمنية بأنه «ادعاءات كاذبة». وقال لوكالة الأنباء الألمانية: «هم لا يعتبرون الهدنة مستقرة إلا إذا توقف طيران التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، هم يعتبرون تحليقه حتى دون قصف، وبعد توقفه لفترة طويلة، خرقا كبيرا للهدنة، بينما يقومون هم بخرق تلك الهدنة آلاف المرات في كل المناطق باليمن». وأضاف «هذه الجماعة تريد أن تستمر في قتل الشعب اليمني ولا تريد ولا تسعى إلا لشيء واحد من هذه الهدنة وهو وقف طيران التحالف». وتابع «خلال الجلسة الصباحية والتي خصصت لمناقشة عمل اللجان الثلاث التي شكلت مؤخرا، وهي لجنة إطلاق سراح المعتقلين، ولجنة الانسحاب وتسليم السلاح، ولجنة استعادة الدولة واستئناف العملية السياسية لم يحدث أي تقدم بعمل تلك اللجنة الأخيرة، وذلك لرفضهم الحديث عن هذا المحور تحديدا، ورفضهم للأجندة التي قدمها المبعوث الأممي حولها، والمهام المحددة لها، وعادوا بنا لنقطة الصفر وقالوا إنه لا نقاش لهم معنا، إلا إذا توقف عمل طيران التحالف في بعض المناطق». وكان المخلافي- والذي يرأس وفد الحكومة اليمنية بمفاوضات الكويت- قد أشار في تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) خلال اليومين الماضيين إلى أن ما «يجري في تعز من قصف للمدنيين يؤكد إجرام جماعة الحوثي وصالح وستكون له عواقب وخيمة على مسار السلام». وفي رده على تساؤل حول موقف الأممالمتحدة والمجتمع الدولي من عملية استمرار المفاوضات، خاصة مع إعلان وفد الحكومة أكثر من مرة عدم تفاؤله بنتائجها، بسبب كثرة خروقات الهدنة من قبل الانقلابيين، فضلا عن عدم إحراز المفاوضات حتى الآن لأي نتائج ملموسة، أجاب المخلافي «عندما نصدر بيانات أو تصريحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أن هذا الأسلوب من الخرق والمماطلة يهدد سير المفاوضات وعملية السلام برمتها ننتظر من المجتمع الدولي أن يتحرك لبحث الامر». وذكر «ربما لا يزال المجتمع الدولي يرى أن هناك إمكانية لإحراز تقدم في مفاوضات الكويت، والمبعوث الأممي يبذل جهدا كبيرا وهناك تدخلات إقليمية ودولية كبيرة تحاول إلزام الطرف الآخر بما عليه من التزامات، ولكن كل ذلك لم يحقق أي تقدم حتى الآن». واستطرد قائلا «المجتمع الدولي يتوقع أنه لا يزال هناك وقت لاستكمال المفاوضات وأنها قد تحتاج لأسبوعين إضافيين، ولكننا في كل الأحوال نرى أن الطرف الآخر ليس جادا، وليس لديه استعداد للسلام ولذا نقول إن هذه المحادثات قد لا تصل لنتيجة». واختتم المخلافي حديثه بالتنديد بالقصف «الهمجي» الذي تعرضت له تعز مساء الأربعاء، مشيرا إلى أن وفده لا يزال ينتظر من المبعوث الأممي ولجنة التهدئة موقفا واضحا حول ذلك القصف الذي طال منازل المدنيين، خاصة وأنه قد جاء بعد مطالبة وفد الحكومة اليمنية عقب قراره باستئناف المفاوضات يوم الأربعاء الماضي بتثبيت وقف إطلاق النار بتلك المدينة تحديدا لكونها مدينة محاصرة. وكان مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد أكد انه تم إنشاء ثلاث لجان سياسية وأمنية وأخرى تعنى بالمعتقلين، مشيراً الى انه تم الاتفاق على أن تعمل لجنة التهدئة على النظر في الاشتباكات الميدانية وتقصي الحقائق وتقديم تقارير مفصلة عنها للجهات المعنية. وقال ولد الشيخ في المؤتمر الصحفي الذي عقده في الكويت «تشدد الأممالمتحدة على ضرورة تقوية عمل اللجان المحلية والبدء من محافظة تعز كنموذج بهدف تأمين الايصال المستمر للمساعدات الانسانية». واكد المبعوث الأممي أن الأممالمتحدة تعمل على تحسين الأوضاع الإنسانية والصحية في كافة المدن والمحافظات اليمنية. وعبر ولد الشيخ عن قلقه لاستمرار خروقات الهدنة وخاصة الخروقات التي رصدت يوم الاربعاء والخميس في عدد من المدن والمحافظات. واشار الى أن المشاورات اليمنية مستمرة وأن العزم والإرادة موجودة لمواصلة المشاورات من اجل التوصل إلى حل وسلام دائم. وخلال المؤتمر الصحفي رفع عدد من الصحفيين اليمنيين لافتات طالبت الأممالمتحدة بالتدخل لإطلاق سراح زملائهم المختطفين من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، كما نددت اللافتات التي تأتي تزامناً باليوم العالمي للصحافة بممارسات الميليشيا الانقلابية ضد الصحفيين ووسائل الاعلام بشكل عام. وحملت اللافتات اسماء زملائهم الصحفيين الذين يقبعون في سجون الميليشيات الانقلابية. من جانبه اكد المبعوث الاممي ان هناك جهودا تبذل لاطلاق سراح الصحفيين المختفين قسرا لدى الانقلابيين. على صعيد آخر قال مصدر محلي «إن ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، واصلت الخميس، خروقاتها للهدنة بقصف الأحياء السكنية ومواقع الجيش الوطني والمقاومة في مدينة تعز». وذكر المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن 4 من أبطال الجيش الوطني والمقاومة أصيبوا بقصف مدفعي وهجمات مستمرة على مواقع من قبل الميليشيا الانقلابية، في خروقات مستمرة لوقف إطلاق النار. كما أصيب 4 مدنيين، بينهم امرأة وطفل، في قصف مدفعي طال الأحياء السكنية في مدينة تعز من قبل الميليشيا الانقلابية. وسجّل المركزالإعلامي للمقاومة الشعبية، أكثر من 15 خرقا منذ منتصف نهار الخميس وحتى السابعة والنصف من مساءً نفس اليوم. من جهة اخرى قالت مصادر في الشرطة لرويترز إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 15 آخرين في تفجير انتحاري وقع امس الجمعة في سوق بمدينة مأرب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء. وأضافت المصادر أنه لم يتضح بعد من وراء الهجوم الذي استهدف سوقا مزدحما للقات. وكانت السلطات اعادت فتح مطار عدن رمزيا مع وصول أول رحلة تجارية للخطوط الجوية اليمنية بعد إصلاح الاضرار الناجمة عن الحرب التي تشهدها البلاد، وفق ما اعلن مدير المطار. صحفيون يمنيون في محادثات الكويت يطالبون الانقلابيين باطلاق سراح زملائهم