تعثرت المشاورات اليمنية في الكويت، برعاية الأممالمتحدة، بعدما قاطعها وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح، واستمر خرق الهدنة في جبهات تعز ومأرب والجوف ونهم، فيما استنكر الرئيس عبد ربه منصور هادي إقدام قوات الأمن في عدن على طرد مئات اليمنيين منها وإعادتهم إلى المحافظات الشمالية، واعتبر ذلك «خدمة للحوثيين». ورأى مراقبون أن المسألة تتعلق بسعي الحراك الجنوبي إلى الانفصال. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة على سير المفاوضات أن مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمر برفع الجلسة المسائية التي حضرها الوفد الحكومي، وتغيب عنها وفد الحوثيين، على رغم اتفاقه معهم صباحاً على الحضور لاستئناف عمل اللجان المكلفة مناقشة الجانب الأمني والعسكري، والملف السياسي، وملف السجناء والمعتقلين. وكان وفد الحوثيين أعاد في جلسات أول من أمس المشاورات إلى «نقطة البداية» من خلال تمسكه بوقف الحملة العسكرية على المحافظاتالجنوبية، وطلبه بدء النقاش في تشكيل حكومة وفاق وطني قبل الخوض في الانسحاب من المدن وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة وإطلاق المعتقلين. واتهمت مصادر «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة الحوثيين وقوات صالح بمواصلة خرق اتفاق وقف إطلاق النار في جبهات تعز ونهم ومأرب والجوف، ومواصلة قصف الأحياء السكنية، وتشديد الحصار على المواطنين. وقالت إنهم واصلوا التقدم في ريف تعز وسيطروا أمس «على جبل جرداد في منطقة بني عمر». ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد انه تسلم من وفد الحكومة لائحة بأسماء الأسرى والمحتجزين لمناقشتها مع اللجان الفرعية، مؤكداً «أهمية عامل الوقت وضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل باعتباره المدخل الحقيقي للوقف الكامل والشامل للأعمال القتالية». على صعيد آخر، أثار لجوء السلطات الأمنية في عدن (جنوب) إلى اعتقال المئات من المواطنين الذين ينتمون إلى محافظة تعز وبقية المحافظات في الشمال وترحيلهم جماعياً إلى مناطقهم، غضباً رئاسياً وحكومياً شديداً، إذ اعتبرها الرئيس عبدربه منصور هادي، على ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) «ممارسات فردية مرفوضة يحاول بعضهم زرعها خدمة لأجندة مكشوفة تخدم في المقام الأول ميليشيا الحوثي وصالح». وأعلن رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر أنه التقى هادي في مقر إقامته في الرياض وناقش معه حادثة طرد المئات من المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية من عدن، وقال إن الرئيس «وجه بوقف هذه الأعمال والممارسات غير الدستورية وغير القانونية والمنافية لأبسط حقوق الإنسان وأمر على الفور بالسماح لهم بالعودة وممارسة أعمالهم بصورة طبيعية وآمنة». إلى ذلك نشر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، رئيس الوفد الحكومي الى مشاورات الكويت تغريدات غاضبة عبر حسابه في»تويتر» ووعد بمحاسبة المسؤولين عن العملية التي أكد أنها لا تمثل الحكومة. وقال إن «الذين لا يدركون خطورة ما يحدث ويمارسون ما يخالف القانون ويصنعون الأحقاد يخدمون الحوثي في تمزيق النسيج الاجتماعي ولا يخدمون الجنوب أو الشمال». وكانت قوات الأمن في عدن ولحج المجاورة شنت حملة اعتقالات في صفوف المنتمين إلى المحافظات الشمالية وحجزت المئات منهم في معسكرات قبل ترحيلهم جماعياً إلى مناطق الحدود السابقة بين شمال اليمن وجنوبه، ما اعتبره مراقبون «تجسيداً عملياً لإرادة الفصائل الجنوبية المتشددة الساعية إلى فصل الجنوب عن الشمال». في غضون ذلك، أفادت مصادر أمنية وشهود بأن عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارة مدير مديرية المنصورة، شمال عدن، العقيد علي موسى أدت إلى إصابته بجروح خطرة، نقل إثرها إلى «العناية الفائقة». كما أفادت مصادر أخرى في محافظة شبوة بأن مسلحين مجهولين في مدينة عتق، عاصمة المحافظة، اغتالوا مدير المباحث حبان عبدالله أحمد العولقي وأحد مرافقيه.