كثف طيران التحالف العربي أمس، غاراته على مواقع مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح في محافظة تعز وأعلن المجلس العسكري في المحافظة أمس تطهير منطقة الضباب من جيوب ميليشيات الحوثي وصالح، بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش الوطني المسنودة بالمقاومة الشعبية. فيما أعرب وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي عن ثقته «بنسبة 99%» بأن محادثات سلام مع الحوثيين لتسوية الأزمة اليمنية ستعقد خلال الشهر الجاري برعاية الأممالمتحدة في الكويت. وأكد أن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ستشارك في هذه المحادثات. وكانت وكالة «فرانس برس» نقلت عن مسؤول حكومي يمني، أن طرفي النزاع اتفقا على «مبدأ عقد جلسة محادثات جديدة في الكويت في 17 نيسان (أبريل) المقبل». غير أن المخلافي لم يستبعد عقدها قبل ذلك. وفي الرياض، التقى أمس ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبحث معه مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية والجهود المبذولة تجاهها، بما يحقق لليمن الأمن والاستقرار وفق قرار مجلس الأمن 2216. وحضر الاستقبال وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان، ووزير الخارجية عادل الجبير، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان. وعلى صعيد المعارك في تعز، أعلن المجلس العسكري في المحافظة أمس تطهير منطقة الضباب من جيوب ميليشيات الحوثي وصالح، بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش الوطني المسنودة بالمقاومة الشعبية، وأكد انتقال المعارك إلى جبل الهان في منطقة الربيعي. وقال مصدر في المقاومة إن طيران التحالف شن صباح أمس غارات على مواقع الميليشيات الانقلابية في حي الجحملية شرق المدينة، مشيراً إلى استهداف الطيران مواقع الحوثيين في تبة سوفتيل، التي يستخدمونها في قصف الأحياء السكنية ومواقع المقاومة بأربع غارات. وشهدت جبهة الضباب غربي مدينة تعز، معارك عنيفة أمس، بعد هجوم شنته المقاومة والجيش الوطني لصد تسلل ميليشيا الحوثي وقوات علي صالح. وتسعى الميليشيا وقوات صالح إلى استعادة المناطق التي فقدتها، وقطع الطريق على قوات المقاومة والجيش الوطني غرب المدينة، وذلك بهدف إعادة إحكام حصارها الذي فرضته على تعز لمدة ثمانية أشهر، قبل أن تتمكن المقاومة من فكه بمساندة من قوات التحالف العربي. وكانت المقاومة الشعبية أعلنت أول من أمس مقتل 11 مسلحاً حوثياً وإصابة العشرات في معارك الضباب، وقالت مصادر ميدانية وطبية إن خمسة من عناصر المقاومة الشعبية قُتلوا خلال المواجهات، من بينهم القيادي محمد عارف جامل نجل نائب قائد المقاومة في محافظة تعز الزعيم القبلي عارف جامل. وأضافت مصادر المقاومة أن غارات أخرى ضربت مواقع المليشيات في مناطق «المقهاية» وجبل «الهان» في الجبهة الغربية، في حين تدور المعارك في مناطق عصيفرة وشارع الخمسين وجبل وعش وحي الزنوج، والتي يحاول الحوثيون من خلالها إعادة إحكام الحصار على تعز بعد حوالى عشرة أيام من فك الحصار الجزئي عنها من الجهة الغربية. وطاولت غارات التحالف في الريف الغربي لتعز مواقع للحوثيين في مديرية الوازعية، وفي محافظة عمران شمال صنعاء طاولت الغارات مواقع المتمردين في منطقة الجبل الأسود في مديرية حرف سفيان، وامتد القصف الجوي إلى مديرية مجزر في مأرب، وإلى مديرية بني حشيش في الأطراف الشرقية للعاصمة صنعاء. وشنت طائرات التحالف غارة أمس على معسكر لتنظيم «القاعدة» في حضرموت قال مسؤول يمني أنها أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وفي موقف يعكس الشكوك في نجاح محادثات السلام، أكدت جماعة الحوثيين أمس على لسان رئيس «اللجنة الثورية» محمد علي الحوثي، الذي يدير سلطات الجماعة في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، أنها أبلغت مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، أنها ترفض أي حوار مرتقب مع الحكومة الشرعية قبل وقف الحرب والغارات الجوية للتحالف. وجدد في اجتماعه أمس مع القائمين بأعمال الوزارات تحت سلطته في صنعاء، اتهاماته الولاياتالمتحدة بالتدخل المباشر في المحادثات اليمنية، وقال إن الوسيط الدولي «أجبر على إنهاء الجولة الأخيرة من المحادثات» التي عقدت في سويسرا منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، «بطلب مباشر من السفير الأميركي». إلى ذلك أكدت مصادر الحكومة اليمنية أن ولد الشيخ التقى أمس في الرياض الرئيس عبد ربه منصور هادي وأطلعه على نتائج مشاوراته الأخيرة مع الحوثيين وحزب صالح في صنعاء، وأضافت أن هادي جدد تأكيده «مساعي الدولة لإحلال السلام الدائم الذي يؤسس لمستقبل آمن في اليمن وليس لترحيل الأزمات، وشدد على تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة باليمن وتطبيقها على أرض الواقع». ويأتي الحديث عن إمكان استئناف المحادثات اليمنية مع لقاءات عقدها إسماعيل ولد الشيخ أحمد في صنعاء مع ممثلين للحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذين يسيطرون على صنعاء منذ أيلول (سبتمبر) 2014. وأعلن ولد الشيخ أن أجواء لقاءاته في صنعاء «إيجابية وبناءة». وكان طرفا النزاع عقدا جولة مباحثات في سويسرا برعاية الأممالمتحدة بين 15 كانون الأول و20 منه، من دون التوصل إلى نتائج.