■ قلتها سابقاً وفي أكثر من مناسبة، لا أخشى على النصر إلا من النصر، وهذا بالتأكيد ليس انتقاصاً ولا تقليلاً من بقية المنافسين، ولكن لثقتي في الإمكانات التي يتمتع بها الفريق خصوصاً على مستوى العناصر المحلية، التي أعتبرها بدون مبالغة الصفوة على مستوى اللاعبين في بقية الأندية.. ■ لذلك عندما كان النصر في أفضل حالاته الفنية والمعنوية والنفسية ويحظى باهتمام إداري ودعم شرفي ومساندة جماهيرية لم يجاريه أحد، ونجح في تحقيق ثلاث بطولات في موسمين، وكان بالإمكان أن يكون الرقم مضاعفاً لولا ركلات الحظ الترجيحية، التي أدارت له ظهرها في ثلاثة نهائيات مختلفة، وابتسمت لمنافسيه رغم أنه كان الطرف الأفضل خلالها.. ■ أما ما حدث للعالمي منذ بداية الموسم الحالي وحتى هذه اللحظة، ويمكن إدراجه تحت بند العبث والفوضى، فلم يكن بفعل أطراف خارجية وإنما صنيعة أبنائه بدءاً من إدارة النادي وأعضاء شرفه ولاعبيه، الذين يتحملون وزر ما حدث لناديهم من إخفاقات ولجماهيرهم من انكسارات، ولكن بنسب متفاوتة بين الأطراف الثلاثة.. ■ لن أغوص كثيراً في التفاصيل التي لا مجال لسردها في هذا التوقيت تحديداً، لا سيما أن الفريق تنتظره مهمة قد تكون صعبة وقد تكون عكس ذلك، عندما يحل ضيفاً على العميد يوم غدٍ السبت في نصف نهائي كأس الملك.. ■ هذه البطولة الغالية، التي لم يحقق الفريق لقبها منذ إقرار عودتها قبل ثمانية مواسم، يستطيع من خلالها إنقاذ موسمه واستعادة كبريائه ومصالحة مدرجه وفتح صفحة جديدة نحو مستقبل مشرق، خصوصاً أن مهر البطولة لا يتجاوز الفوز في مباراتين فقط أمام الاتحاد غداً، وأمام الفائز من مواجهة الهلال والأهلي في النهائي.. ■ لا شك أن إدارة النادي وقعت في جملة أخطاء هذا الموسم، لكنها استوعبت الدرس جيداً مع أن ذلك جاء متأخراً، وبدأت باتخاذ خطوات تصحيحية بعضها سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومن ذلك إيداع بعض الرواتب المتأخرة في حسابات اللاعبين قبل أيام، والبعض الآخر في إطار الاستعداد المبكر للموسم المقبل، كما أن بعض أعضاء الشرف ساروا في النسق نفسه، ورصدوا مكافآت مالية مجزية للاعبين في حالة تجاوز الاتحاد وضعفها في حالة التتويج باللقب، الذي إذا ما تحقق فإنه سيجوب ما قبله من إخفاقات.. ■ وفي تصوري أن الكرة الآن أصبحت في مرمى اللاعبين «النخبة»، الذين لا ينقصهم سوى الإصرار والحماس والروح القتالية من أجل الشعار الذي يرتدونه، فمتى ما كان سقف الطموح لديهم عالياً ورغبتهم في إسعاد مدرج الشمس جامحة، فإن البطولة بعد توفيق الله لن تذهب بعيداً عنهم، أما إذا واصلوا عروضهم الهزيلة ومستوياتهم الباهتة، التي لا تعكس إمكاناتهم فلن نقول سوى «صبرٌ جميل والله المستعان»..