شهدت بداية تحضيرات المنتخب السعودي لمواجهتي ماليزيا والامارات ضمن التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، دراما لم يشهدها المنتخب من قبل. تلك الدراما بدأت بتأخر لاعبي وسط الأهلي والهلال وليد باخشوين وسالم الدوسري عن الموعد المحدد لتجمع اللاعبين للمعسكر المقام حالياً في جدة تحضيراً للمواجهتين، حيث برر اللاعبان تأخرهما بتعديل برنامج الأخضر وعدم معرفتهما بالموعد الجديد، وهو ما رفضه الهولندي بيرت فان مارفيك وقام باستبعاد اللاعبين؛ لفرض الانضباط والجدية في المعسكر. المهاجم نايف هزازي أكمل دراما استهتار لاعبي المنتخب السعودي وعدم احترامهم لقميص الأخضر بعدما تسلل ليلاً من معسكر جدة، وفجر مهاجم النصر بفعلته موجة غضب عارم لدى الوسط الرياضي السعودي، وفتح ملف استهتار اللاعبين وعدم انضباطيتهم لاسيما وان المنتخب السعودي مقبل على مرحلة مهمة من التصفيات الآسيوية المشتركة. وعلى إثر ذلك قرر الهولندي بيرت فان مارفيك المدير الفني للمنتخب السعودي اخراج اللاعب من حساباته باستبعاده من القائمة الحالية. ولحق نايف هزازي بسالم الدوسري ووليد باخشوين بعد أقل من 48 ساعة من استبعادهما من معسكر المنتخب السعودي بسبب عدم التزامهما بالموعد المحدد لتجمع اللاعبين، وقام فان مارفيك باستدعاء عبدالمجيد الرويلي لاعب التعاون، وعبدالعزيز الجبرين لاعب النصر؛ لتعويض غياب اللاعبين، وخضع اللاعبان للكشف الطبي فور التحاقهما بالمعسكر. النصر لم يقف موقف المتفرج تجاه تصرفات نايف هزازي، حيث بادر فور علمه باستبعاده من معسكر المنتخب بإيقاف اللاعب مباراة رسمية واحدة مع تطبيق اللائحة الداخلية للنادي، بحسب ما أكد المركز الإعلامي للنادي. قائمة الاستبعاد لم تتوقف عند الثلاثي، حيث تلقى الهولندي فان مارفيك ضربة أخرى بإصابة معتز هوساوي وعبدالفتاح عسيري، ليتم استبعادهما بناءً على التقرير المقدم من الجهاز الطبي للمنتخب. وكان عسيري وهوساوي انضما لمعسكر جدة وخضعا لجلسة علاجية في الحصة التدريبية الأولى للمنتخب والتي أجراها على الملعب الرديف بمدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، ولم يشاركا في التدريبات. كما لعبت الإصابة دورها في استبعاد لاعب خط وسط الاهلي مصطفى بصاص من المعسكر أيضاً بناءً على التقرير المقدم من الجهاز الطبي للمنتخب. ولم يشارك بصاص في الحصة التدريبية الأولى للمنتخب؛ لأجرائه أشعة رنين في موضع إصابته لشعوره ببعض الألم في عضلات الفخذ. واستدعى مارفيك مدافع الأهلي محمد ال فتيل الذي خضع للكشف الطبي فور انضمامه للمعسكر. وبالرغم من حالة الاحتقان التي يعيشها الشارع الرياضي السعودي بسبب استهتار لاعبي الأندية الكبيرة بقميص منتخب بلادهم، إلا ان هناك حالة من الرضا بسبب التناغم الحاصل بين الجهاز الإداري للمنتخب بقيادة زكي الصالح، والمدرب الهولندي فان مارفيك. وعلى ما يبدو أن زكي الصالح وجد ضالته في المدرب الهولندي ليفرض الانضباط على جميع اللاعبين بمن فيهم الأندية الكبيرة، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى في المنتخب السعودي بدرجة عالية من الشفافية والوضوح، حيث انه من المعتاد التكتم على العقوبات التي تفرضها إدارة المنتخب على لاعبي الأندية الكبيرة تحديداً. بدوره أشاد أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بالقرارات الصارمة التي أصدرها الهولندي فان مارفيك مدرب الأخضر باستبعاد ثلاثة لاعبين بسبب عدم انضباطهم، مما أدى لإبعادهم من القائمة بشكل رسمي. وأكد عيد في تصريحات صحافية: أنا مع كل قرار اتخذه مارفيك وسأمد له يدي وما قام به هو عين الصواب والعقل، ونحن معه قلباً وقالباً من أجل فرض النظام على الجميع، ونحن لا نقبل بالاستهتار بقميص الأخضر». وعن خروج نايف هزازي دون إذن مسبق من الجهاز الإداري من المنتخب السعودي قال: للأسف هزازي أخل بالنظام وتم تطبيق العقوبة عليه من الجهازين الفني والإداري». وكشف عيد «إن السبب وراء استبعاد المهاجم نايف هزازي يعود إلى إخلاله بالنظام، وطبقت عليه العقوبة من المدرب والأجهزة الفنية والإدارية». وتابع رئيس الاتحاد السعودي : وليد باخشوين ونايف هزازي وسالم الدوسري لم يكونوا بمستوى الحدث ولم يلبوا نداء الوطن ومن حق المدرب والأجهزة الفنية والإدارية أن تستبعدهم، وهذا قرار بالمقام الاول فني وتبعه قرار إداري، واننا عندما وقعنا مع مارفيك الاتفاقية منحناه كامل الصلاحيات للعمل بفكر ومنهج جديد، وان الانضباط عنصر هام في كرة القدم وما طبقه عين الصواب، وعندما نستلم التقرير من الجهازين الفني والإداري حول اللاعبين المستبعدين سنتخذ قرارا حاسما من جميع الاطراف». واضاف عيد: السعودية فيها من المواهب الكروية عدد وافر، فعندما يتم استدعاء لاعب للمنتخب لابد أن يُلبي النداء بأكبر قدر من التبكير والسرعة والانضباط، لذلك نحن لن نتهاون مع ابن من أبناء البلد لا يلبي النداء». واستبعد أحمد عيد وجود مؤامرة تحاك من اللاعبين الثلاثة ضد الجهازين الفني أو الإداري خلال المعسكر الحالي، وقال: لا أؤمن بنظرية المؤامرة، ومن ينضبط لخدمة المنتخب فسيكون معنا، ومن لم ينضبط فالأبواب مفتوحة». وحول اللائحة الداخلية للمنتخب حيال مخالفات اللاعبين قال: «لا أؤمن بأي لائحة فيها خروج عن النص، وقد لا تفي اللائحة بالغرض واللاعب الذي يخرج عن الأنظمة ليست اللائحة فقط من ستطبق وإنما هناك أعراف وأخلاقيات». وزاد عيد في هذا الصدد: «أهيب بكل من لديه الفكر والمنهج في خدمة الوطن أن يدلي بدلوه، وأن يتحدث في هذا الموضوع؛ كونه وطنياً ويهم جميع شرائح الوطن وأيضاً المملكة في المقام الأول». ورفض عيد الآراء التي دافعت عن الثنائي وليد باخشوين وسالم الدوسري وقال: «ليس هناك أي مبرر لباخشوين والدوسري، وجميع اللاعبين بلغوا بالمواعيد الخاصة بالحضور، فلماذا جميع اللاعبين حضروا في الموعد المحدد باستثنائهما». من جانبه أقر عدنان المعيبد، عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم والمتحدث الرسمي له، بوجود لائحة عقوبات داخلية بحق المخالفات التي ترتكب من قبل اللاعبين، وقال المعيبد: «اللائحة تم تعديلها في عدة اجتماعات سابقة لاتحاد القدم، ويتم تطبيقها بحق المخالفين كل حسب مخالفته». من جهة أخرى عبر عدد من الإعلاميين والرياضيين السعوديين عن استيائهم من استهتار اللاعبين الدوليين، وعدم تحملهم المسؤولية، وذلك بعدم الالتزام بالمواعيد المعلنة مسبقاً للانضمام للمعسكر . واكد المحللون والنقاد ان آخر طموحات اللاعب الانضمام للمنتخب، بعدما كان اللاعب في السابق اقصى طموحاته ارتداء شعار المنتخب، وأصبح ولاؤهم في الوقت الحالي للأندية أكثر من المنتخب بسبب المردود المادي الكبير الذي يجنونه من تعاقداتهم مع الأندية. يشار الى ان الاتحاد السعودي لكرة القدم عاقب ثلاثي المنتخب الأول شايع شراحيلي وفهد المولد وعبدالفتاح عسيري بتغريمهم مبلغ 50 ألف ريال لكل لاعب، مع مخاطبة أنديتهم للحسم من مرتباتهم وإيداعها في حساب اتحاد القدم، بالإضافة إلى عدم استدعائهم إلى قائمة الأخضر لمدة شهرين على خلفية خروجهم دون إذن من معسكر الأخضر في ماليزيا بعد نهاية مباراة المنتخب مع ماليزيا ضمن الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، وكأس آسيا 2018م في الإمارات. وغاب الثلاثي شايع شراحيلي، وفهد المولد وعبدالفتاح عسيري عن مباريات الأخضر أمام الإمارات وفلسطين في شهر أكتوبر الماضي، وتيمور الشرقية في نوفمبر الماضي ضمن الجولات الرابعة والخامسة والسادسة للتصفيات الآسيوية.