البداية الحقيقية لانطلاقة الكرة السعودية قاريا تجلت بداية الثمانينات الميلادية، ما إن يستعيد المشجع السعودي الذاكرة حتى تستوقفه الروح العالية والإخلاص والتفاني لشعار المنتخب الوطني، روح ماجد والنعيمة وعبدالجواد وعبدالله الدعيع وزملائهم، كانوا نجوما متقدين في حبهم للعبة ولرفعة علم بلادهم، تستوقفنا لحظات تحاملهم على جراحهم، أكثر من مواهبهم اللافتة التي كونت قاعدة للاعب السعودي الموهوب، مستفيدا من خبراء كرة القدم البرازيلية وأشهر مدربيها في الأندية والمنتخبات. المدرب مارفيك قرر استبعاد اللاعبين سالم الدوسري ووليد باخشوين لعدم التزامهما بالحضور في الموعد المحدد لانطلاق المعسكر الإعدادي لمباراتي ماليزيا والإمارات المهمتين في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لمونديال 2018 وكأس الأمم 2019، وتأخرهما يشير إلى استهتار طالما لم يقدما العذر المقبول، والأكثر سوءا خروج المهاجم نايف هزازي من دون إذن المسؤول، وما فيه من عدم شعور بالمسؤولية، وترويج صريح للفوضى، يحدث هذا من لاعب خبير مثّل ثلاثة أندية كبيرة، وله إسهامات جيدة ويحتل موقعا مهما في خارطة المنتخب. مبادرة إدارة النصر وتفاعلها السريع مع خبر استبعاد اللاعب بإعلانها إيقاف هزازي مباراة واحدة وتطبيق اللائحة الداخلية بحقه قرار ممتاز أغلق بابا منتظرا فتحه من قبل من لا هم لهم سوى الحديث عن المؤامرات، وفي الوقت ذاته أعطى درسا لأولئك الذين يهاجمون أي قرارات بحق لاعبي الأندية الأخرى وأن عليهم تقديم مصلحة المنتخب، ودعم الانضباط بين أرجائه، وفي القرار النصراوي كذلك شعور بتوجه نحو الحزم في التعامل مع المقصرين داخل أروقة النادي بعد أن تقهقر إلى المرتبة التاسعة في سلم الدوري!!. لا نجاح لأي مؤسسة تفتقد لالتزام منسوبيها، ولشعور أعضائها بغياب العدل والمساواة. الاتحاد السعودي لكرة القدم يعيش حالة من الفوضى في معظم لجانه، لا يجب أن يتأثر المنتخب بأجواء المنافسات المحلية وطرق إدارتها المخيبة، وهو الذي يملك فرصا جيدة للذهاب بعيدا في المرحلة المقبلة. رئيس اتحاد القدم أحمد عيد أبدى دعما كاملا لقرارات مارفيك، وأكد أن عقوبات إدارية تنتظر المخالفين الثلاثة مانحا الجهاز الفني كامل الصلاحيات لتكون منطلقا لنهج جديد يخالف الفوضى الإدارية التي صاحبت إيقاف الثلاثي شايع شراحيلي وعبدالفتاح عسيري وفهد المولد لمغادرتهم معسكر المنتخب في ماليزيا بعد نهاية المباراة. ارتداء شعار المنتخب حلم أي لاعب كرة قدم، ومطمح الباحثين عن التفوق والنجاح، أن تمثل السعودية وتكون آمال الجماهير متعلقة بك وبزملائك للفوز هو شرف كبير، لا نتمنى أن تتسبب حالات شاذة تخرج بين فترة وأخرى عن النسق العام في تشويه طموح اللاعب السعودي، ورغبته في خدمة وطنه، منتخبنا سيظل أمل الرياضة وسيحقق الإنجازات برجاله المخلصين، ومواهبه الولادة، ومن ضعفت همته، وهان عليه منتخب بلده فالباب يفوّت جمل!!.