كشف متخصصون أن تبني الشركات في المملكة لتقنيات الحوسبة السحابية التي تتميز بخفض التكاليف؛ سيفتح بابا من التحديات الأمنية أمامهم؛ للمحافظة على استقرار وسلامة أعمالهم اليومية، ومن الممكن أن تكلفهم هذه التحديات مبالغ طائلة في حال لم تقم بمعالجتها. وقال عبدالله المساعد الرئيس التنفيذي لشركة "Democloud" للخدمات السحابية إن تحرك الشركات الآن أصبح ملحوظاً نحو تطبيق الحوسبة السحابية لمنشآتها؛ لما توفره هذه التقنية من كبح لتكاليف أصبحت غير ضرورية مع هذا النوع من التطبيقات، وبالتالي ستكون قواعد بيانات كم من هذه الشركات محفوظة في مركز للحفظ والمعالجة موحد سواءً كانت هذه المراكز داخل المملكة أو خارجها. وأكد أنه يجب ان تحرص الشركات القائمة على هذه المراكز كل الحرص على سمعتها ونصيبها في السوق بالحفاظ على الكم الهائل من البيانات المستلمة والمرحلة من وإلى الشركات المستخدمة لهذه التقنية. فهناك طرق عديدة للحفاظ أولاً على أمن المعلومات مثل تشفير كلمات المرور بحيث يصعب جداً اختراقها حتى من قبل القائمين على هذه المراكز أو على سبيل المثال طلب الرمز المرسل إلى الجوال بعد الدخول الى الخدمة باستخدام اسم المستخدم وكلمة المرور، كما هو الحال مع المواقع الإلكترونية للبنوك والخدمات الحكومية. إضافة إلى أنها يجب أن تحرص على توفير أفضل الخوادم من حيث سرعة وكمية المعلومات المعالجة بحيث يتسنى لمستخدم هذا النوع من التطبيقات إرسال الأوامر واستقبال النتائج في فترة زمنية قصيرة. وقال خبير الشبكات وأمن المعلومات في شركة "نور نت" محمد مرزوق: إن الحوسبة السحابية تعتبر من أحدث النظم الإلكترونية من ناحية التوفير الاقتصادي حيث تتوجه الشركات لاستخدام الحوسبة السحابية في مجال تخزين البيانات أو ما يعرف ب "cloud server" حيث يتم تخزين المعلومات والبيانات الخاصة بشركات داخل هذه النظم وبذلك لا تحتاج الشركة للاعتماد على نظم التخزين الداخلية، حيث إن النظم القديمة تحتاج دائما للتحديث أو التجديد مما يؤدي إلى دفع مبالغ مالية جديدة، وبالرغم من مميزات استخدام الحوسبة السحابية لكن هناك مخاطر في استخدامها من حيث الخصوصية أو السرية بحيث يتوجب على الشركات أن تقوم بتخزين البيانات بعيدا عن حماية الشركات الخاصة أو الأماكن الخاصة لهم، وهناك أيضا مخاطر حيث تواجد بعض وحدات التخزين في دول خارج المملكة وبالتالي هناك صعوبة في استعادة البيانات في حال حصول أي خطر. وتابع "لحماية الشركات قامت المملكة بوضع قوانين هامة للحد من استخدام الحوسبة السحابية خارج المملكة؛ لكي يسهل التعامل مع المخاطر الناتجة لفقد هذه المعلومات، ومن أهم الأسباب لاستخدام الحوسبة السحابية تقليل التكاليف المالية المستخدمة لتخزين بيانات الشركات وكذلك مواكبة التكنولوجيا الحديثة حيث يمكن سهولة حفظ البيانات في أجهزة مدعومة ومحمية من قبل المصنعين لأجهزة التخزين أو ما يعرف "server"". وقال الخبير التقني أحمد العمودي، إن أمن الحوسبة السحابية يعد من أهم أولويات رؤساء أقسام تقنية المعلومات المعتمدة على هذه التقنية، وذلك لكونها تعزز الكفاءة التنظيمية والإنتاجية بسبب التوفير في التكاليف؛ نتيجة لتخصيص الموارد بشكل أفضل، والنشر السريع والصيانة السريعة، والقابلية للتوسعة، وبالتالي اكتساب القدرة الأفضل على المنافسة والقيمة المضافة لهذه الشركات. وتابع "بسبب هذا التوجه من قبل الشركات، سيصبح تأمين ميزانيات لتقنية المعلومات أكثر صعوبة في السنوات المقبلة، مع توجه المنشآت للتوفير في النفقات، خاصة في ظل تزايد التهديدات والمخاطر التي تتعرض لها العديد من المنشآت بأحجامها المختلفة داخل المملكة وخارجها، ويواجه الرؤساء التنفيذيون لتقنية المعلومات حاليا النقص في الكوادر المؤهلة بالمنطقة، حيث يواجهون صعوبة كبيرة في إيجاد الكوادر المؤهلة والمحافظة عليهم وبخاصة في مجال التقنيات الناشئة والهامة مثل تقنيات الاتصالات المتنقلة والتحليلات، وهذا يشكل تحديا كبيرا أمامهم، وخسارتهم لهذا التحدي ستؤدي في نهاية الأمر إلى ارتفاع إجمالي الإنفاق على الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث إن الدوافع الرئيسية للاستثمار هي ما يطلق عليه منصة الجيل الثالث، والتي تشمل تحديداً الحوسبة السحابية وتقنيات الاتصالات المتنقلة ووسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات البيانات الكبيرة. وأكد أن عمل الشركات سيصبح في تغيير جذري وجريء، حيث تسعى جميع الشركات لإيجاد حلول لإدارة اعمالها ولا يكاد يمر يوم إلا وتتغير فيه هذه التقنية وتأتي بالجديد، ولعل احدث تلك التقنيات والتي بدأ العمل فيها في الشركات العالمية هي الحوسبة السحابية، إلا أن التبني المتزايد للأجهزة النقالة والحوسبة السحابية والوسائط الاجتماعية والمعلومات المتداخلة فيما بينها سيدفع غالبا إلى مزيد من الاستخدام للخدمات والتقنية الأمنية الجديدة خلال هذا العام بحيث ستعاني 60 بالمائة من الشركات الرقمية من فشل الكثير من الخدمات؛ بسبب عدم قدرة فرق أمن تقنية المعلومات على إدارة المخاطر الرقمية، وستلحق الأعمال الرقمية، المدعومة ب"إنترنت الأشياء"، الضرر بالمؤسسة الأمنية أكثر من ظهور الإنترنت.