حتى زمن قريب لم يكن مصطلح الحوسبة السحابية معروفا لدى الكثيرين، ولم يتخيل بعض قادة الأعمال أن بالإمكان ممارسة أنشطتهم عن بعد باستخدام تقنيات تتيح لهم الدخول الى نظم معلومات شركاتهم من أي مكان وفي أي وقت. فقد غيرت الحوسبة السحابية مفاهيم الشركات ونظرتها للمستقبل، فأدخلت حلولا لصناع القرار للتفرغ الى اعمال شركاتهم الاصلية دون الدخول في دوامة صيانة انظمة المعلومات وتطوير البرمجيات والبنية التحتية لشبكاتهم. ويقول خبراء تقنية ان ظهور الحوسبة السحابية ساهم في إيجاد تطبيقات اقتصادية كثيرة جديدة, إذ مكنت الشركات من بناء مراكز بيانات ضخمة بتكاليف متدنية، معتمدين في ذلك على خبرتهم العالية في معالجة البيانات وتنظيمها وخزنها, وهذه التكاليف المتدنية تزيد من مردود، وتوفر موارد حسب الطلب، وتستجيب لطلبات المستخدمين، كل حسب حاجته، بتقاسم مرن للموارد. ويرى الخبراء ان نجاح كثير من الشركات بات مرهونا بشكل كبير على اعتماد الحوسبة السحابية في اعمالها، مؤكدين ان الاقتصادات «الذكية» تعتبر الحوسبة عنصرا اساسيا في نجاحها، فليس غريبا ان ان تطبق اكثر من 34 بالمائة من الشركات والمؤسسات الحكومية السعودية «الحوسبة السحابية» وذلك وفقا لاحدث الاحصائيات الصادرة في هذا الحوسبة السحابية عبارة عن تكنولوجيا تعتمد على نقل المعالجة ومساحة التخزين الخاصة بالحاسوب إلى ما يسمى السحابة وهي جهاز خادم يتم الوصول اليه عن طريق الانترنت, وبهذا تتحول برامج تكنولوجيا المعلومات من منتجات إلى خدمات, ومن أهم فوائد هذه التكنولوجيا هي الابتعاد عن اعباء صيانة وتطوير برامج تقنية المعلومات للشركات المستخدمة لها.المجال. ويقول الدكتور شريف عمر الخبير الاكاديمي في تقنية المعلومات والشبكات ان الأمن ما زال عائقا أمام تسارع الاعتماد على الحوسبة السحابية وانتشارها في المنطقة، وهذا الرأي يأتي من جهات مختلفة كالباحثين, وصانعي القرار, والمنظمات الحكومية, ومدراء تقنية المعلومات, ولا تنصح بعض الشركات الحساسة بالحوسبة السحابية، بسبب مشاكل توافر الخدمة، وسرية البيانات، والمصير المشترك بسبب عدم استقرار حركة الإنترنت في المنطقة والتي تعتبر هي الدعامة الأساسية والبنية التحتية لها, وهذا العائق هو أول ما يبعد الشركات في المنطقة من استخدام الحوسبة السحابية. وأضاف الدكتور شريف انه رغم المعوقات التي تعترض الحوسبة السحابية الا انها تحظى برواج كبير كخيار بديل للتطبيقات المركبة في الشركات لأنها تتيح توافرا للبيانات والخدمات وتعزز الكفاءة والمرونة, مشيرا الى ان السنوات الخمس الأخيرة شهدت اعتماد الكثير من المصارف وشركات الاتصالات ومؤسسات القطاع العام والخاص على التقنيات الافتراضية باستضافة بيئاتها التقنية كوسيلة فعالة للاستفادة بأكبر قدر من استثماراتها في تكنولوجيا المعلومات ولخفض تكاليفها التشغيلية. ويعتقد ان الحوسبة السحابية ستستمر في الهيمنة على المناقشات في أنحاء العالم التي تتركز حول الجدوى والإقبال ومستويات الحماية، مراهنا على ان عام 2012 سيشهد تحولا في نظرة المستفيدين من هذه الخدمات, الذين بدأوا يتطلعون إلى نموذج استخدام أنظمتهم كخدمات مزودة من قبل شركات أخرى, بدلا من الحلول الداخلية التي يتم تشغيلها في مقر المؤسسة, والذي يساهم في تخفيض التكاليف المباشرة أو إلغائها وتقليل متطلبات تقنية المعلومات وتقصير أوقات التنفيذ لتحسين الخدمات عبر حلول مستضافة من قبل شركات أخرى تحمل كامل المسؤولية حول تقنية المعلومات. من جانبه قال سعيد العمودي مدير تقنية المعلومات «إن التوجه نحو السحابة الخاصة يجعل من شؤون تقنية المعلومات أقل عبئاً على الشركات وتشكل حافزاً لتطوير الأعمال, إنها ببساطة النموذج الصحيح للأعمال في يومنا الحاضر, وتحرص الشركات الملتزمة بالسير في مشوار السحابة الخاصة على الارتقاء بهذه التقنية لتمكين شركات الأعمال من الاستفادة بشكل أكبر من تقنية المعلومات واستغلالها بشكل فعال, إضافة إلى أن الحوسبة السحابية تمكنت من الأخذ بيد المؤسسات بشكل فعلي في رحلة تقليل الإنفاق على تقنية المعلومات داخل المؤسسة، وتعزيز كفاءات أخرى مثل رفع مستوى العلاقة مع العملاء، ويمكن تحقيق ذلك عند الاستفادة من خدمات الحوسبة السحابية عند تطبيقها على التوازي مع إستراتيجية شاملة للشركة. وأضاف العمودي «أضافت الحوسبة السحابية للشركات خاصية تقييم مراكز بياناتها الحالية واختيار تصميم حلول افتراضية مقترحة لتكون ملائمة لبيئاتها بتقديمها للمزودات وللأجهزة المكتبية وللتطبيقات والتي تعزز نمو الشركات والاستمرارية لكونها تسمح باستخدام الموارد على نحو أفضل وتتيح تبادل المعلومات في أي مكان وعبر أي جهاز, إذ أصبح باستطاعة الشركات تقييم وتشغيل وترقية الأجهزة المكتبية والمزودات والأجهزة الدفترية والهواتف المتحركة في عموم الشبكات المؤسسية, ونتيجة لذلك، يستفيد المستخدمون من مرونة فائقة ومستويات جديدة من الكفاءة في إدارات تكنولوجيا المعلومات. فيما وصف أحمد بادغيش خبير تقنية المعلومات الحوسبة السحابية «بأنها تكنولوجيا تعتمد على نقل المعالجة ومساحة التخزين الخاصة بالحاسوب إلى ما يسمى السحابة وهي جهاز خادم يتم الوصول اليه عن طريق الانترنت, وبهذا تتحول برامج تكنولوجيا المعلومات من منتجات إلى خدمات, ومن أهم فوائد هذه التكنولوجيا هي إبعاد مشاكل صيانة وتطوير برامج تقنية المعلومات عن الشركات المستخدمة لها وبالتالي يتركز مجهود الجهات المستفيدة من هذه الخدمة على استخدام هذه الخدمات والتركيز أكثر على منتجاتها وخدماتها الأساسية فقط دون الخوض في مشاكل تقنية المعلومات. ولفت بادغيش الى وجود مخاوف لدى بعض الشركات من اعتماد الحوسبة السحابية، والتي تتمثل في أعطال التوقف، وتهديد الخصوصية ومخاطر الأمن والسلامة، مؤكدا ان الشركات التقنية بدأت تبتكر حلولا للتقليل من اعطال التوقف وحماية امن المعلومات.