يختلف العديد من الخبراء حول كون تقنية الحوسبة السحابية أوجدت حلولا جديدة في مجالات التقنية لتوفير ما عجزت عنه سابقاتها, أو أنها ولدت وولدت معها معوقاتها كغيرها من التقنيات لتكون بداية عصر جديد من في شبكات الكومبيوتر. يقول خبراء إن الحوسبة السحابية «Cloud Computing « هي تقنية تعتمد على نقل المعالجة ومساحة التخزين والبيانات الخاصة بالحاسوب إلى ما يسمى السحابة وهي جهاز خادم يتم الوصول إليه عن طريق الانترنت, أي انها حولت برامج تكنولوجيا المعلومات من منتجات إلى خدمات, كما أنها تتميز بإبعاد مشاكل صيانة وتطوير البرامج عن الشركات المستخدمة لها, وبالتالي يتركز مجهود الجهات المستفيدة على استخدام هذه الخدمات فقط. كما أن الحوسبة السحابية تتيح للمؤسسات والأفراد القيام بالعمل عبر الشبكة العنكبوتية، التي يتم فيها تخزين البرمجيات والمعلومات على الملايين من الأجهزة الخادمة، ويتم التعامل مع المعلومات تعاملاً فوريا، بتمكين المستخدمين من طلب البرمجيات التي يعملون عليها والمعلومات التي يحتاجونها لحظيا, أي انها تكنولوجيا جديدة يتم من خلالها الاستغناء عن وحدات الكمبيوتر بأشكاله المختلفة لصالح «Data Center» يتم التعامل معه وتخزن البيانات والتطبيقات عليه. ويشير الخبراء إلى أن بعض الشركات بدأت بالاستفادة بشكل كبير من «Cloud Computing» من خلال استخدام هذه الخدمات المتوفرة على الانترنت، بينما يكون العاملون بالشركة يملكون اجهزة كومبيوتر شخصية مع البرمجيات الأساسية فقط، ويعتبرونها الحل المناسب لشركات التي لا تريد شراء مزودات أو القيام بالصيانة بشكل مستمر للبرمجيات. أهم المشكلات هي أمن وخصوصية البيانات والمعلومات والتي تكون على عاتق الشركات المستضيفة لبيانات وتطبيقات المستخدمين, ولجعل المنشأة أو المستفيد من هذه الخدمة تحت رحمة الشركة الموفرة والمزودة للخدمة. إلا أن البعض يعتبر الوجه الآخر للحوسبة السحابية هو الاعتماد بشكل كامل على شركات أخرى تحد من التكنولوجيا المستخدمة وتقلل مرونة العمل للمستخدمين, كما أنه لا يمكن للمستخدمين عمل أي شيء خارج الحدود والصلاحيات المسموح بها من الشركات المزودة لهذه الخدمة, حيث كان الاعتماد على مسؤولي قسم الكومبيوتر «Help Desk» سابقا لحل المشاكل التي تواجه الموظفين ضمن العمل لوجود مراكز البيانات « Data Centers « في نفس مبنى المؤسسة أو ضمن مسافة قريبة. ومن جانبه قال سعيد العمودي الخبير في مجال تقنية المعلومات ل «اليوم» : إن من فوائد الحوسبة السحابية توفير الجهد والوقت على الكثير من الشركات المستخدمة لها في تلافى مشاكل صيانة الأجهزة وبرامج تكنولوجيا المعلومات عن المستفيدين سواء كانوا أفرادا أو شركات، وبالتالي يتركز مجهود الجهات المستفيدة على استخدام هذه الخدمات فقط, كما لا نستطيع أن نتجاهل العامل المادي الذي سيتم توفيره نتيجة لاستعمال موارد مشتركة من الأجهزة والبرمجيات وأنظمة والتشغيل قواعد البيانات, كما أن الشركات المستضيفة تعتمد في بنيتها التحتية للحوسبة السحابية على مراكز البيانات المتطورة «Data Centers» والتي توفر مساحات تخزين كبيرة للمستفيدين, كما أنها توفر البرامج المختلفة لدعم أنظمة المعلومات. وأضاف العمودي « الحوسبة السحابية شأنها شأن أي تقنية تولد حديثنا بمميزاتها ومعوقاتها فمن أهم ما يميزها هو إمكانية المستخدم من الوصول إلى البيانات والتطبيقات من خلال السحابة دون الحاجة لتثبيت أي تطبيق على جهازه فكل ما يحتاجه اتصال بالانترنت, إضافة إلى توفير المال وذلك من خلال تقليل عدد الأجهزة الخاصة بالبنية التحتية, وتوفير عدد العاملين في صيانة الأجهزة والبرمجيات في المؤسسة, كما تكمن فائدتها الأساسية في تجاوز حدود المكان والزمان فمن خلال هذه التقنية يمكن للمستخدم الدخول للملفات والتطبيقات من أي مكان وفي أي وقت. أما على الصعيد الآخر فقد أفاد سامي محمد مدير مركز البيانات في إحدى الشركات «لا يختلف الجميع في أن الحوسبة السحابية فتحت آفاقا جديدة في مجال الشبكات ومراكز المعلومات, إلا أن شأنها شأن سابقاتها من التقنيات, بمميزاتها ومعوقاتها ,فمن معوقاتها وجوب توفر اتصال انترنت سريع ومستقر لاستمرار الخدمة والتي تعتبر حتى الآن معضلة لم تحل, إضافة إلى مشكلة حماية حقوق الملكية الفكرية وهذه من المشاكل التي تثير مخاوف مستخدمي تلك الخدمات، فلا يوجد ضمانات بعدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية لبيانات المستخدمين, كما أن أهم المشكلات هي أمن وخصوصية البيانات والمعلومات والتي تكون على عاتق الشركات المستضيفة لبيانات وتطبيقات المستخدمين, ولجعل المنشأة أو المستفيد من هذه الخدمة تحت رحمة الشركة الموفرة والمزودة للخدمة. وفي استطلاع للرأي قامت به «Axios Systems» أوضحت نتائجه عن مدى جاهزية أقسام إدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات في الشركات حول العالم لإدارة خدمات الحوسبة السحابية، وقد أظهرت نتائج الاستطلاع أن 51 بالمائة من خبراء تكنولوجيا المعلومات يعتقدون بعدم إمكانية إدارة شركاتهم لخدمات الحوسبة السحابية، فيما أبدى 26 بالمائة من المستطلعة آراؤهم عن اعتقادهم بجاهزية شركاتهم لإدارة خدمات الحوسبة السحابية، وقال 23 بالمائة بعدم تأكدهم من جاهزية شركاتهم . وتطرح هذه التقنية نفسها كأحد المجالات المستقبلية المرشحة للنمو بشكل أكبر حتى من بقية القطاعات التكنولوجية فقد بدأت شركات الهواتف الذكية بتطوير تطبيقات وأنظمة خاصة بهواتفها إما لمواكبة خدمات الحوسبة السحابية للشركات أو لتوفرها على مستوى الأفراد مثل تطبيق «icloud» من شركة أبل, كما أن الاستثمارات المتوقعة في هذا القطاع مرشحة لأن تتجاوز عشرات المليارات من الدولارات مع نهايات العام الجاري.