انطلق حفل الافتتاح لمنتدى جدة التجاري مساء أمس في أول أيام المنتدى، وتحدث فيه إلى جانب سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ورئيس مجلس إدارة غرفة جدة ورئيس المنتدى الشيخ صالح بن عبدالله كامل. وشهد عرضاً مرئياً عن منتدى جدة الاقتصادي من نسخته الاولى حتى وصوله للعالمية وتحوله لثاني أهم منتدى دولي. وشارك في الحفل كوكبة من أبرز رجالات الدولة والأمراء والمسؤولين وأصحاب الأعمال والمفكرين وخبراء الاقتصاد. وكرم أمير منطقة مكةالمكرمة الرعاة والمنظمين والشركاء، قبل أن يشارك الجميع في حفل العشاء الذي أعد لضيوف المملكة. في البداية رحب صالح كامل رئيس مجلس غرفة جدة بصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير الفكر والابداع أمير التنمية والإنجاز وبدولة رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب تون عبدالرزاق ودولة نائب رئيس وزراء تركيا محمد شمشك وبمعالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة. وقال : "إن الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تدل بكل وضوح على أن الإسلام دين سلام ومحبة وتنمية ونحن نجتمع في منتدى جدة الاقتصادي الذي بدأ عام 2000م كي نتعارف كما أمرنا الله - تعالى - ونعمر الأرض وننميها كما أمر الله - سبحانه وتعالى - وبين رسوله الكريم. وأكد أن المنتدى ينعقد في دورته الخامسة عشرة تحت عنوان : "شراكة القطاع العام والخاص .. لصنع مستقبل أفضل" حيث بدأت معالم المناداة بهذا التوجه تتبلور بعد فترة الستينيات من القرن السابق حين تم التحول إلى ما يعرف بتجربة "التأميم" سيء السمعة فكان الانتقال فاشلا وتراجعت الأوضاع الاقتصادية في الدول التي طبقته ما حدا بأحد الرؤساء في المنطقة أن يصارح شعبه قائلا: لقد سلمنا القطاع العام شركات ناجحة مائة بالمائة فأعادوها إلينا خاسرة مائة بالمائة. وأشار كامل الى أن مصطلح وتجربة الشراكة ليس أمرا مستحدثا، بل موجود في تراثنا الإسلامي، حيث أعطى بعض الخلفاء الراشدين بعض التمويلات من دار المال لبعض التجار ليستثمروه وينموه، مؤكداً حضور المصطلح في التراث الإسلامي الذي ركز على مهام الدولة في حفظ الأمن داخليا وخارجيا وحماية الدولة وتنظيم العلاقات بين الناس وتسيير القضاء. من جانب آخر عبر معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة عن سعادته بالمشاركة في المنتدى الذي تقوم به غرفة جدة، مشيراً إلى أن هذا المنتدى يعتبر الأكثر تميزاً وتنظيماً في المنطقة مقدماً شكره للمنظمين على التميز. وقدم معاليه عرضاً عما تقدمه وزارة التجارة والصناعة لتطوير ودعم القطاع الخاص، مؤكداً أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تهتم وتؤمن بأن القطاع الخاص الذراع الأمينة لتطوير اقتصاد المملكة وتنويعه والانطلاق به إلى المستقبل. وقال وزير التجارة : إن الوزارة تعمل على تسخير وتسهيل الإجراءات للقطاع الخاص ومنها إصدار السجل التجاري الذي أصبح الكترونياً للشركات والمؤسسات الصناعية، وفيما يتعلق بالصناعة يتم إصدار ترخيص صناعي الكترونياً ودون أوراق خلال عمل يوم واحد ومنها أيضاً التقديم على أرض صناعية وغيرها من الإجراءات لما يشكله حجم النمو الصناعي الذي يتطور بشكل كبير حتى وصل إلى ما يقارب 627 مليار ريال وهذا النمو - ولله الحمد - يسير بشكل مستمر. وفيما يتعلق بالأراضي الزراعية أوضح معاليه أن هناك أكثر من 20 موقعاً في أغلب مناطق المملكة - ولله الحمد - وهناك في جدة 4 مدن صناعية ، الأولى والثانية والثالثة والرابعة، لافتاً إلى أن التمويل لهذه المشاريع والمصانع السعودية يشهد نمواً كبيراً، حيث قدم الصندوق الصناعي العام الماضي للمصانع قروضاً بلغت أكثر من 11 مليار ريال. التحول الأمير خالد الفيصل يلقي القصيدة أنا لا أكتب بالحروف أوهاماً .. ولا أنسج من الأفكار أحلاماً .. وإنما ... أستخلص من عبر الزمان دروسا .. وأزيّن من ومضات الفكر عروسا .. أرسلها مع ساري العمر ألحانا .. لأهل الرأي والفكر أشجانا .. إنها حالة التَحوّل .!! وما أدراك ما حالة التحوّل .!؟ هي حالة مرحليه وفترة زمنية لنقلة حضاريه يصنعها الإنسان أو يفرضها الزمان .. وفي نظري أنها ترتكز على ثلاثة عناصر : ثقافه .. واقتصاد .. وإداره الثقافة : روح وفكر وسلوك لأنها دين وتعلم وإعلام .. والاقتصاد : مال وتجارة .. وهو عصب حياه ومنطلق حضاره والإدارة : رأس الأمر في كل صدد فإذا صلح الرأس صلح الجسد .. يحسبها الجاهلون مغنم فترة زمنيه ويعرفها العالمون بحالات عصف عتيه .. فيها صدمات اجتماعيه.. وتقلبات اقتصاديه وهزات ثقافيه .. ولكن فيها أيضاً .. إمكانات إبداع فكرية .. وعلمنا التاريخ .. أن لكل تحول حضاري أزمات .. ولكل مسيرة - ولو نجحت - وقفات .. وللتحول حالات وفترات وظروف وله عقل وقلب وفكر وسيوف .. وله آليات ودواعي .. وما يستدعيه داعي .. وما ليس له داعي .. ولقد عانت منه مجتمعات أوروبا قبل أن تشفى بنهضه وتهنأ بغمضه .. وكم استغرقت فيه من الوقت أمريكا .. قبل أن ترقى من راعي البقر إلى حاكم البشر .. وكم من صدمة ووصمه .. تجرعتها تلك المجتمعات .. لتشرع المحرمات وتبيح الموبقات .. وكم بذلوا فيها من الجهد والعمل والتضحيه حتى أصبحت سلطة مدويه .. تصنع ما تريد فيمن لا تريد .. وهكذا حل التحوّل في كل المجتمعات وأحدث الكثير من التغيرات والتقلبات في جميع القارات .. إن قاده العقل وحَكَمته المباديء .. أصاب وإن قاده الجهل وحَكَمته المساوئ .. أعاب ولقد سبق أن صنعنا التحول .. وقدناه وأحسنا القيادة فأحكمناه .. فكان عبدالعزيز بن عبدالرحمن .. رجل الزمان والمكان .. جمع الأفراد والقبائل والإمارات .. ثم سلطنة نجد ومملكة الحجاز .. فأسس دوله .. لها صولة وجوله .. لكنها كانت أكبر من إدراك بعض أهل زمانه .. فكانت الفتنه .. أسبابها جهل طغمه .. غايتها اقتسام سلطه .. وبرز القائد في الشدائد .. فألجم التمرد بالعنان وحسم الأمر بالقوة والحكمة والجنان.. فنجحت الوحدة .. واستتب الأمن وفشلت الردة.. وبعد فترة أمن واستقرار وأمان غزانا تحوّل يفرضه الزمان عندما ترامى بعض العرب في أحضان الاشتراكيه نكاية في قوى الغرب الاستعمارية .. فغزتنا الشيوعيه الإلحاديه .. فتمدد الغزو خارج حدود من دعاه إلى من تمنى الغازي دخول حماه فتصدت له قوة الإيمان السعوديه بحكمة قياديه وإرادة شعبيه مستثيرة نخوة الإسلام في معقله وحمية العربي في مأصله وابتدأ الخير يتدفق .. والعلم والمال والبناء يتألق .. ولكن الذين هربوا بدينهم وأضفناهم .. خانوا كرم من آواهم .. فبذروا جرثومه التكفير والتمرد في عقول الجاهلين ومن بهم تردد فحولوا الدعوة إلى الله .. إلى جهاد عباد الله .. فتنكر الغر الجاهل على أهله .. وخان وطنه ودولته وأرضه .. واحتل جهيمان الحرم وكذب وادعى وظلم .. وهزم الرجل ومضى ولكن فكره بقي وطغى فانطلقت أكذوبة الصحوه في حالة غفوه وكادت أن تكون كبوة لولا لطف من الله .. ثم وقفة ثبات من المتفقهين في كتاب الله .. ورفض التطرف من عاقل عباد الله .. ومرت بنا فترة من الأمن والاستقرار وطفرتان من ثروة المال والإعمار استثمرنا بعضها وأهدرنا بعضها وعلينا أن نستفيد من دروسها فالوضع اليوم خطير .. والهجمة شرسه .. والشر مستطير .. والجرثومة نجسه .. لها عقول خارجيه .. وأذناب داخليه .. تديرها دول ومؤسسات وخبرات .. وينفذها مرتزقون بإتاوات .. هدفها الاهتزاز والابتزاز .. واختلال التوازن بتشكيك المواطن .. واتهام المسؤول بالتهاون .. سخروا الإعلام لاستثارة الأنام .. وزخرفوا الكلام ولفقوا الاتهام .. ولابد لنا أن نعترف : بأننا اليوم أمام تحوّل اجتماعي سريع .. وانقسام فكري وثقافي مريع .. ومع أن الغالبية تتمسك بالمبادئ الإسلاميه .. القائمة على منهج الاعتدال والوسطيه .. إلا أنه على الشوائب والشذوذ تجتمع ضالتان .. فهذا تكفيري وهذا انحلالي وكلاهما قاتلان .. فماذا يحدث اليوم ؟! الوقت أسرع مما كان والويل لمن لا يفهم الزمان ويحمي المكان أصبحنا جزأ لا يتجزأ من العالم .. والأخطار من حولنا تتفاقم .. وأمسينا محور اهتمام عالمي ليس إعجاباً بنا .. وليس إيجاباً .. سمه ما شئت !! لكن سلبيته طاغيه .. ومبرراته واهيه ورياحه عاتيه .. فلنفكر في الأمر برويه .. ولتكن نظرتنا واقعيه .. التحوّل بدأ .. والوضع الجديد نشأ .. فلا بد من استكمال التنميه .. لنحقق الأمنيه .. فلنتمسك بالإسلام عقيده وحصانه وننفتح على العالم بثقه وأمانه ولا نخشى الاستفادة من مكتسبات العصر مع الثبات على مبادئنا بكل فخر ولا بأس من أخذ المفيد من تجارب الغير فليس في طلب العلم والخبرة ضير نأخذ منها ما نريد على هوانا ولكن لا نسلم لحانا لمن يريد لها الهوانا احفظوا الله يحفظكم واشكروه على نعمه يزدكم ولنعلم أن الله ما أعزّنا إلا بالإسلام... والسلام. أمير مكةالمكرمة يتسلم درعاً تكريمية لرعايته المنتدى