رعى الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة اليوم فعاليات منتدى جدة الاقتصادي 2016، تحت عنوان: "شركات القطاع الخاص والعام، شراكة فاعلة لمستقبل أفضل" الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام بحضور أكثر من 80 خبيراً سعودياً وعربياً وعالمياً وذلك بفندق الهيلتون بجدة. وقال الأمير خالد الفيصل كلمة بعنوان: (التحول ) في افتتاح منتدى جدة الاقتصادي نصها: أنا لا أكتب بالحروف أوهاماً .. ولا أنسج من الأفكار أحلاماً .. وإنما … أستخلص من عبر الزمان دروسا .. وأزيّن من ومضات الفكر عروسا .. أرسلها مع ساري العمر ألحانا .. لأهل الرأي والفكر أشجانا … إنها حالة التَحوّل .!! وما أدراك ما حالة التحوّل .!؟ هي حالة مرحليه وفترة زمنيه لنقلة حضاريه يصنعها الإنسان أو يفرضها الزمان .. وفي نظري أنها ترتكز على ثلاثة عناصر : ثقافة .. واقتصاد .. وإداره الثقافه : روح وفكر وسلوك لأنها دين وتعلم وإعلام .. والاقتصاد : مال وتجاره .. وهو عصب حياة ومنطلق حضاره والإداره : رأس الأمر في كل صدد فإذا صلح الرأس صلح الجسد .. يحسبها الجاهلون مغنم فترة زمنيه ويعرفها العالمون بحالات عصف عتيه .. فيها صدمات اجتماعيه.. وتقلبات اقتصاديه وهزات ثقافيه .. ولكن فيها أيضاً .. إمكانات إبداع فكريه .. وعلمنا التاريخ .. أن لكل تحول حضاري أزمات .. ولكل مسيرة _ولو نجحت _ وقفات .. وللتحول حالات وفترات وظروف وله عقل وقلب وفكر وسيوف .. وله آليات ودواعي .. وما يستدعيه داعي .. وما ليس له داعي .. ولقد عانت منه مجتمعات أوروبا قبل أن تشفى بنهضة وتهنأ بغمضه .. وكم استغرقت فيه من الوقت أمريكا .. قبل أن ترقى من راعي البقر إلى حاكم البشر .. وكم من صدمة ووصمه .. تجرعتها تلك المجتمعات .. لتشرع المحرمات وتبيح الموبقات .. وكم بذلوا فيها من الجهد والعمل والتضحيه حتى أصبحت سلطة مدويه .. تصنع ما تريد فيمن لا تريد .. وهكذا حل التحوّل في كل المجتمعات وأحدث الكثير من التغيرات والتقلبات في جميع القارات .. إن قاده العقل وحَكَمته المباديء .. أصاب وإن قاده الجهل وحَكَمته المساويء .. أعاب ولقد سبق أن صنعنا التحول .. وقدناه وأحسنا القيادة فأحكمناه .. فكان عبد العزيز بن عبدالرحمن .. رجل الزمان والمكان .. جمع الأفراد والقبائل والإمارات .. ثم سلطنة نجد ومملكة الحجاز .. فأسس دوله .. لها صولة وجوله .. لكنها كانت أكبر من إدراك بعض أهل زمانه .. فكانت الفتنه .. أسبابها جهل طغمه .. غايتها اقتسام سلطه .. وبرز القائد في الشدائد .. فألجم التمرد بالعنان وحسم الأمر بالقوة والحكمة والجنان.. فنجحت الوحدة .. واستتب الأمن وفشلت الرده.. وبعد فترة أمن واستقرار وأمان غزانا تحوّل يفرضه الزمان عندما ترامى بعض العرب في أحضان الاشتراكيه نكاية في قوى الغرب الاستعماريه .. فغزتنا الشيوعية الإلحاديه .. فتمدد الغزو خارج حدود من دعاه إلى من تمنى الغازي دخول حماه فتصدت له قوة الإيمان السعوديه بحكمة قياديه وإرادة شعبيه مستثيرة نخوة الإسلام في معقله وحمية العربي في مأصله وابتدأ الخير يتدفق .. والعلم والمال والبناء يتألق .. ولكن الذين هربوا بدينهم وأضفناهم .. خانوا كرم من آواهم .. فبذروا جرثومة التكفير والتمرد في عقول الجاهلين ومن بهم تردد فحولوا الدعوة إلى الله .. إلى جهاد عباد الله .. فتنكر الغر الجاهل على أهله .. وخان وطنه ودولته وأرضه .. واحتل جهيمان الحرم وكذب وادعى وظلم .. وهزم الرجل ومضى ولكن فكره بقي وطغى فانطلقت أكذوبة الصحوة في حالة غفوه وكادت أن تكون كبوه لولا لطف من الله .. ثم وقفة ثبات من المتفقهين في كتاب الله .. ورفض التطرف من عاقل عباد الله .. ومرت بنا فترة من الأمن والاستقرار وطفرتان من ثروة المال والإعمار استثمرنا بعضها وأهدرنا بعضها وعلينا أن نستفيد من دروسها فالوضع اليوم خطير .. والهجمة شرسه .. والشر مستطير .. والجرثومة نجسه .. لها عقول خارجيه .. وأذناب داخليه .. تديرها دول ومؤسسات وخبرات .. وينفذها مرتزقون بإتاوات .. هدفها الاهتزاز والابتزاز .. واختلال التوازن بتشكيك المواطن .. واتهام المسؤول بالتهاون .. سخروا الإعلام لاستثارة الأنام .. وزخرفوا الكلام ولفقوا الاتهام .. ولا بد لنا أن نعترف : بأننا اليوم أمام تحوّل اجتماعي سريع .. وانقسام فكري وثقافي مريع .. ومع أن الغالبيه تتمسك بالمباديء الإسلاميه .. القائمة على منهج الاعتدال والوسطيه .. إلا أنه على الشوائب والشذوذ تجتمع ضالتان .. فهذا تكفيري وهذا انحلالي وكلاهما قاتلان .. فماذا يحدث اليوم ؟! الوقت أسرع مما كان والويل لمن لا يفهم الزمان ويحمي المكان أصبحنا جزأ لا يتجزأ من العالم .. والأخطار من حولنا تتفاقم .. وأمسينا محور اهتمام عالمي ليس إعجاباً بنا .. وليس إيجاباً .. سمه ما شئت !! لكن سلبيته طاغيه .. ومبرراته واهيه ورياحه عاتيه.. فلنفكر في الأمر برويه .. ولتكن نظرتنا واقعيه .. التحوّل بدأ .. والوضع الجديد نشأ .. فلا بد من استكمال التنميه .. لنحقق الأمنيه .. فلنتمسك بالإسلام عقيدة وحصانه وننفتح على العالم بثقة وأمانه ولا نخشى الاستفادة من مكتسبات العصر مع الثبات على مبادئنا بكل فخر ولا بأس من أخذ المفيد من تجارب الغير فليس في طلب العلم والخبرة ضير نأخذ منها ما نريد على هوانا ولكن لا نسلم لحانا لمن يريد لها الهوانا إحفظوا الله يحفظكم وأشكروه على نعمه يزدكم ولنعلم أن الله ما أعزّنا إلا بالإسلام. والسلام … خالد الفيصل