بدأت الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية بالازدياد في السخونة والشحن والاتهام والاتهام المضاد بين جميع المرشحين. وحيث إن هناك الكثير مما يمكن قوله عن الانتخابات، إلا أن هناك مؤشرات تعكس سير الانتخابات ومنها مرحلة انتقالية تتم في ولاية (أيوا) والتي يقام فيها ما يسمى (كاكوس) والذي هو عبارة عن تجمع لأفراد ينتمون لحزب سياسي واحد. وهناك ما يجري في ولاية (نيوهامبشير). بالطبع هناك تجمعات وحملات انتخابية في الكثير من الولايات وخاصة ذات التأثير الكبير على مجرى الانتخابات مثل ولاية كاليفورنا ونيويورك، إلا أن ما يشد الكثير لهذه المرحلة هو كونها مشابهة للمرحلة السابقة من ناحية رؤية شيء جديد لم يسبق للناخب الأمريكي أن رآه. ففي المرة السابقة كانت هناك ظاهرة قبول الناخب الأمريكي من وجود مرشح من أصول أفريقية وفاز لأول مرة بمنصب الرئيس. وهذه المرة نرى السيدة هيلاري كلنتون والتي بدأت بقوة ولا تزال مسيطرة ومتقدمة على منافسيها من نفس الحزب. وقد لاحظ كل مراقب أنها استقطبت أقوى مجموعة استشارية وخاصة في شؤون الشرق الأوسط والذي عادة ما يكون محور الكثير من المناظرات السياسية أثناء الترويج للحملات الانتخابية. بل إن الشرق الأوسط وقضاياه كان من الممكن أن يطيح بالسيدة هيلاري كلنتون حتى قبل أن تبدأ. والسبب يعود لأنها استخدمت بريدها الألكتروني الخاص في التواصل بأمور رسمية اثناء تقلدها منصب وزيرة الخارجية بين عامي 2009 و2013م، فقد قامت بتبادل رسائل مع السفير السابق لأمريكا لدى إسرائيل توماس بيكرنغ حول اقتراح يتم فيه قيام انتفاضة فلسطينية تكون بدايتها من خلال نساء فلسطينيات، وبعدها يتم دمج تفاعل من نساء من إسرائيل في هذا الشأن كنوع من الضغط لحل القضية الفلسطينية وعودة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات. ورغم الغضب الإسرائيلي حيال ما جرى، إلا أنه غير معلوم إن كانت الأصوات اليهودية الأمريكية المؤثرة ستكون معها أم ضدها. ولكن وفي نهاية المطاف فهي مندفعة وبقوة وقد تكون أول امرأة تحكم الولاياتالمتحدة في وقت تعتبر فيه أمريكا متخلفة بعض الشيء فيما يخص نسبة ونفوذ القيادات السياسية النسائية مقارنة بأوربا والتي يتزعم الكثير منها نساء أصبحن الأكثر تأثير في العالم مثل السيدة أنغيلا ميركل. ولعلم القارئ يختلف أسلوب الفرز لعدد الأصوات في أمريكا عنه في الدول الأخرى بحيث إن كل ولاية من الولايات الخمسين إضافة للعاصمة واشنطن يكون لها عدد معين من نقاط التصويت حسب الكثافة السكانية بحيث لو فاز مرشح بولاية معينة فجميع النقاط يتم حسابها لها. وفي الوقت الحالي يراقب الكثير من المحللين السياسيين إمكانية وجود امرأة كسيدة ليست الأولى فقط في البيت الأبيض، بل هي ما يطلق عليه في أمريكا القائد العام (كوماندر - إن - تشيف). وهي مهمة ستكون أكثر تعقيدا في الفترة الحالية. فالعالم اليوم ليس هو العالم يوم أمس، سواء في الشأن الاقتصادي أو السياسي أو العسكري. فلدى الرئيس القادم ملفات لا بد من التعامل معها كانت الرئاسة الحالية مشغولة عنها بشأنها الداخلي.