بات من المرجح أن يختار الرئيس الأمريكي المنتخب منافسته السابقة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون في منصب وزير الخارجية، وهذا يعني أن اوباما يريد أن يرتب أمور الحزب الديموقراطي حتى لا يصيبه التصدع فيما بعد مثل ما أصاب الحزب الجمهوري الترهل والتفكك الذي أفقده الرئاسة وأورثه الخسارة الماحقة في الانتخابات التشريعية، كما ان هذا الاختيار يأتي عرفاناً بدور هيلاري كلنتون القوي الذي لعبته في تأييد أوباما وحالت به دون أن يقتنص ماكين ونائبته الأصوات الكثيرة التي كانت مؤيدة لها، من خلال عودتها بعد خسارتها لتقف جنباً إلى جنب هي وزوجها بيل كلنتون في مشاهد كثيرة لتقنع الناخب بأن الحزب الديموقراطي موحد ولا يعتريه أي خلاف ووجود هيلاري كلنتون في منصب الخارجية لا يحمل تعارضاً مع اهتمام الرئيس المنتخب اوباما فكلاهما كانا يعبران عن سياسة خارجية واحدة، اذ ان السياسة الخارجية حتى بين الحزبين الرئيسيين لم تكن تحمل اختلافاً كبيراً إلا ما ظهر أخيراً بشأن العراق، أما الملفات الأخرى فيكاد يكون هناك اتفاق تام بينهما. على كل فإن السيدة هيلاري كلنتون ستجد نفسها ومن خلال حقبة الخارجية انها ملزمة بتنفيذ ما كانت تروج له أثناء حملتها الانتخابية. فعملية السلام في الشرق الأوسط، والملف النووي الإيراني، والحرب في العراق والوضع في أفغانستان ملفات ملتهبة تنتظر هيلاري كلنتون من خلال موقعها الجديد المرتقب حسب ما أشارت إلى ذلك وكالات الأنباء.