تعود الجنادرية اليوم في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين لتؤكد الماضي العريق والأصالة التي تمتد إلى جذور التاريخ لهذا الوطن الشامخ، وما حققه الآباء والأجداد وتميزوا به من ثقافة وحضارة رسمت ملامح الوطن السعودي الذي نفخر به اليوم، ونعيشه حاضرا وواقعا وامتدادا لمستقبل وطننا الكريم. إن المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية يعد مناسبة تاريخية في مجال الثقافة، ومؤشرا عميقا للدلالة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالتراث والثقافة والقيم العربية الأصيلة، كما يعد مناسبة وطنية تمزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر، ومن أسمى أهداف هذا المهرجان التأكيد على هويتنا العربية والإسلامية، وما تزخر به من معانٍ سامية وأهداف نبيلة جعلت منها منهجا صالحا ومصلحا لكل زمان ومكان. إن المتأمل في الأمجاد والحضارات والمستقرئ لأحوال الأفراد والمجتمعات يدرك يقينا أنها إنما تبنى على الأصالة والثوابت والأسس والمبادئ، والموروث الحضاري والمخزون الفكري والثقافي الذي تنطلق منه في أهدافها وأعمالها، ومن فضل الله على المملكة العربية السعودية أنها تمتلك من هذا الإرث الحضاري أفضله وأكمله وأشمله؛ لأن الله منّ علينا بدين الإسلام وجعل بلادنا مهد الحضارة الإسلامية والعربية الأصيلة. لقد رسمت الجنادرية أهدافها منذ الوهلة الاولى منطلقة من التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف، كما أنها تسعى إلى إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية والعمل على إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي والفني وبين الموروث الشعبي. وقد أسهمت الجنادرية في تشجيع اكتشاف التراث الشعبي وبلورته بالصياغة والتوظيف في أعمال أدبية وفنية ناجحة والحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته وصقله والتعهد بحفظه من الضياع وحمايته من الإهمال. وإن هذه الأهداف النبيلة نقلت المهرجان من صورته المحلية إلى العالمية، وأصبح موعداً يحتفي فيه الوطن بتاريخه ومنجزاته ويجدد فيه العهد والوعد على حمايته والذود عنه في كل المجالات.