أوضح معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية يعد مناسبة تاريخية في مجال الثقافة , ومؤشراً عميقاً للدلالة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث والثقافة والقيم العربية الأصيلة , كما يعد مناسبة وطنية تمزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر ، ومن أسمى أهداف هذا المهرجان التأكيد على هويتنا العربية والإسلامية وما تزخر به من معانٍ سامية وأهداف نبيلة جعلت منها منهجاً صالحاً ومصلحاً لكل زمان ومكان. وأعرب معاليه عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني ولسمو وزير الحرس الوطني - حفظهم الله - على ما يقومون به من جهود مباركة في خدمة هذا الوطن الغالي ورعاية هذه الإحتفائيات المباركة. وقال معاليه إن المتأمل في الأمجاد والحضارات والمستقرئ لأحوال الأفراد والمجتمعات يدرك يقيناً أنها إنما تبنى على الأصالة والثوابت والأسس والمبادئ ، والموروث الحضاري والمخزون الفكري والثقافي الذي تنطلق منه في أهدافها وأعمالها، ومن فضل الله علينا في المملكة العربية السعودية أننا نمتلك من هذا الإرث الحضاري أفضله وأكمله وأشمله لأن الله منّ علينا بدين الإسلام وجعل بلادنا مهد الحضارة الإسلامية والعربية الأصيلة, وإنه برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - دأبت المملكة سنوياً على إقامة مهرجان الجنادرية الذي يجمع التراث والثقافة ويربط الماضي بالحاضر وليثري المعاصرة بالأصالة وليرى الجيل الحالي ويتنسم معه رائحة التاريخ ويقيس مدى التطور والتنمية التي تعيشها المملكة وما كان عليه الآباء والأجداد - رحمهم الله -. وأضاف معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن المهرجان يجسد ثقافة مجتمعنا وحضارة بلادنا ببعديها التراثي والمعاصر ، ففي الوقت الذي نجد المقتنيات الأثرية والحرف اليدوية والفنون التراثية والعمران القديم ، نشاهد كذلك التقنية الحديثة والهندسة العمرانية المتطورة والمصانع والمنجزات الحضارية المختلفة التي لا تغيب عن عين من يزور مدينة الرياض بمناسبة هذا المهرجان الكبير. وأفاد أن المهرجان نجح بفضل الله في تحقيق التمازج بين العناصر الثقافية القديمة وبين المعطيات الحديثة ، وهو تمازج واعٍ ومتقن , وبقدر ما يبعث على البهجة فإنه يكشف عن الأسلوب الناجح في بناء شخصية أمة تسير نحو المستقبل بخطى واثقة دون أن يحدّ الماضي من تقدمها ، ولا شك أن هذه الإستراتيجية التي عني بها مهرجان الجنادرية تعدّ خير محفز لأبناء البلد للإنجاز المتميز في مختلف حقول المعرفة والحضارة ودرساً للناشئة ورسالة للأجيال في التمسك بالثوابت والاعتزاز بالأصالة مع استثمار المعاصرة في نشر عقيدتنا السمحة وقيمنا النبيلة، كماأنه يؤكد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتعيد تصوير مظاهر الحياة بهذه المنطقة وذلك عبر استرجاع العادات الكريمة والأساليب الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف , إضافة إلى إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية. وبين الشيخ السديس أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تتشرف بالمشاركة هذا العام 1435ه من خلال جناح متميز يبرز مدى العناية والاهتمام بالحرمين الشريفين وشؤونهما انطلاقا من اهتمام وتوجيهات ومتابعة ولاة الأمر - حفظهم الله - التي لم تدخر وسعاً وجهداً في خدمة الحرمين الشريفين بشكل لم يسبق له مثيل منذ فجر الإسلام خاصة في التوسعات التاريخية العملاقة للحرمين الشريفين , وترحب الرئاسة بزوارها الكرام في جناحها الذي تأمل من خلاله إيصال رسالتها الإعلامية عن الحرمين الشريفين وشؤونهما وتتطلع مستقبلاً إلى أن يكون جناحها بصفة دائمة من خلال مبنى يتم إنشاؤه لهذا الغرض النبيل ومن البشائر في ذلك اعتماده في ميزانية الرئاسة لهذا العام - بفضل الله -.