تشارك الرئاسة العامة للحرمين الشريفين في المهرجان الوطني للجنادرية بركن خاص لها في هذا العام هذا وقد قال معالي الرئيس العام لرئاسة الحرمين الشريفين الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس – بمناسبة المشاركة في مهرجان الجنادرية الحمدلله، وأصلي وأسلم على عبدالله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فيطيب لي بمناسبة مشاركة الرئاسة العامة في المهرجان الوطني بالجنادرية لهذا العام 1435ه أن ازجي وافر الشكر والعرفان والتقدير و الإمتنان بعد شكر الله عزّ وجلّ لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ولسمو وزير الحرس الوطني على ما يقومون به من جهود مباركة في خدمة هذا الوطن الغالي ورعاية هذه الإحتفائيات المباركةولا شك أن المتأمل في الأمجاد والحضارات والمستقرئ لأحوال الأفراد والمجتمعات يدرك يقيناً أنها إنما تبنى على الأصالة والثوابت والأسس والمبادئ، والموروث الحضاري والمخزون الفكري والثقافي الذي تنطلق منه في أهدافها وأعمالها. ومن فضل الله علينا في المملكة العربية السعودية أننا نمتلك من هذا الإرث الحضاري أفضله وأكمله وأشمله لأن الله منّ علينا بدين الإسلام وجعل بلادنا مهد الحضارة الإسلامية والعربيةالأصيلة. بيت الحضارة و الكرامة والندى *** من غابر التاريخ و الأزمان الأمن و الإيمان صوت ضميرها *** والعدل نبض الحق في الميزان وإنه برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله دأبت المملكةالعربية السعوديه سنوياً على إقامة مهرجان الجنادرية الذي يجمع التراث والثقافة ويربط الماضي بالحاضر وليثري المعاصرة بالأصالةوليرى الجيل الحالي ويتنسم معه رائحة التاريخ ويقيس مدى التطور والتنمية التي تعيشها المملكة وماكان عليه الآباء والأجداد رحمهم الله. ويعتبر المهرجان مناسبة تاريخية في مجال الثقافة ومؤشراً عميقاً للدلالة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث والثقافة والقيم العربية الأصيلة. كما يعد مناسبة وطنية تمزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر،ومن أسمى أهداف هذا المهرجان التأكيد على هويتنا العربية والإسلامية وما تزخر به من معانٍ سامية وأهداف نبيلة جعلت منها منهجاً صالحاً ومصلحاً لكل زمان ومكان. ويعكس المهرجان ثقافة مجتمعنا وحضارة بلادنا ببعديها التراثي والمعاصر،ففي الوقت الذي نجد المقتنيات الأثرية والحرف اليدوية والفنون التراثية والعمران القديم، نشاهد كذلك التقنية الحديثة والهندسة العمرانيةالمتطورة والمصانع والمنجزات الحضارية المختلفة التي لا تغيب عن عين من يزور مدينة الرياض بمناسبة هذا المهرجانالكبير. هذا وقد نجح المهرجان بفضل الله في تحقيق التمازج بين العناصر الثقافية القديمة وبين المعطيات الحديثة، وهو تمازج واعٍ ومتقن؛ وبقدر ما يبعث على البهجة فإنه يكشف عن الأسلوب الناجح في بناء شخصية أمة تسير نحو المستقبل بخطى واثقة دون أن يحدّ الماضي من تقدمها، ولا شك أن هذه الاستراتيجية التي عني بها مهرجان الجنادرية تعدّ خير محفز لأبناء البلد للإنجاز المتميز في مختلف حقول المعرفة والحضارة ودرساً للناشئة ورسالة للأجيال في التمسك بالثوابت و الإعتزاز بالأصالة مع إستثمار المعاصرة في نشر عقيدتنا السمحة وقيمنا النبيلة. ويؤكد المهرجان على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتعيد تصوير مظاهر الحياة بهذه المنطقة وذلك عبر استرجاع العادات الكريمة والأساليب الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف إضافة إلى إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية. وتشرف الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالمشاركة هذا العام1435ه من خلال جناح متميز يبرز مدى العنايةوالاهتمام بالحرمين الشريفين وشؤونهما إنطلاقاً من اهتماموتوجيهات ومتابعة ولاة الأمر حفظهم الله التي لم تدخر وسعاًوجهداً في خدمة الحرمين الشريفين بشكل لم يسبق له مثيل منذ فجر الإسلام خاصة في التوسعات التاريخية العملاقة للحرمين الشريفين وترحب الرئاسة بزوارها الكرام في جناحها الذي تأمل من خلاله إيصال رسالتها الإعلامية عن الحرمين الشريفين وشؤونهما وتتطلع مستقبلاإلى أن يكون جناحها بصفةدائمة من خلال مبنى يتم إنشاؤه لهذا الغرض النبيل ومن البشائر في ذلك اعتماده في ميزانية الرئاسة لهذا العام بفضل الله. وبهذه المناسبة نشيد بالإخوة الأعزاء،رجال الحرس الوطني البواسلوعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وزير الحرس الوطني على جهوده الموفقة في هذا المجال والذي تعتبر إدارته لهذا المهرجان امتداداً لرسالته الحضارية في خدمة المجتمع والتواصل مع جميع فئاته رسميةٍ وشعبيةٍ فلهم منا جزيل الشكر والتقدير على جهودهم ومتابعتهم لتنظيم هذه المناسبة السنوية العظيمةوالإحتفائية الفريدة. التي ترسم لوحة فنية قشيبة تبرز من خلالها المملكة العربية السعودية تاريخياً وحضارياً. وختاماً أسأل الله عزوجل أن يحفظ لهذه البلاد قادتها ويديم عِزّها وأمنها و أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني لكل خير و أن يجزيهم خير الجزاء على رعاية هذه المناسبات المباركةإنه جواد كريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.