غاب الاستقرار عن نادي الوحدة في السنوات العشر الأخيرة، التي لم يعد خلالها قادرا على مقارعة الكبار أو حتى ضمان موقع له في دوري الأضواء والشهرة؛ وذلك نتيجة إحجام تجار مكةالمكرمة عن دعم النادي، وعدم قدرة الإدارات المتعاقبة على الصمود أمام الإغراءات المالية الكبيرة من جهة، ورغبة نجوم الفريق في مغادرة أسوار النادي؛ استجابة للعروض الفخمة والبحث عن الملايين من جهة ثانية. ونتيجة ذلك وعلى طريقة "مجبر أخاك لا بطل" فرط النادي المكي خلال تلك السنوات في عدد كبير من نجومه، الذين تألقوا مع أنديتهم الجديدة، وطرقوا أبواب المنتخب الأول، وباتوا من ركائزه الأساسية في العديد من البطولات. وهؤلاء النجوم لو نجحت الإدارات التي تناوبت على رئاسة النادي العتيق في المحافظة عليهم؛ لما كان الفريق سنة في دوري الأضواء والشهرة وسنة أخرى في دوري المظاليم، بل ربما كان منافسا شرسا على جميع البطولات التي غاب عنها لأكثر من خمسة عقود؛ نتيجة الوضع المالي المأسوي والخلافات الشرفية التي مزقت كل ما هو جميل في النادي. وخلال السنوات الماضية، انتقل من الوحدة 15 لاعبا يشغلون جميع المراكز، وما زالوا يمارسون اللعبة مع أنديتهم الجديدة حتى الآن، ففي الأهلي يتواجد أسامة هوساوي وكامل الموسى ومهند عسيري وسلمان المؤشر وأخيرا ماهر عثمان الذي انتقل قبل أيام، وفي الاتحاد يتواجد عساف القرني ومختار فلاته وسلمان الصبياني وأخيرا معتز تمبكتي المنتقل حديثا للعميد، وفي النصر يتواجد إبراهيم الزبيدي المعار حاليا لنجران الذي يتواجد في صفوفه أيضا عيسى المحياني الذي بدوره تنقل بين أندية الهلال والأهلي والشباب والاتحاد على التوالي قبل أن يستقر به المطاف في النادي الجنوبي، وفي الشباب يتواجد ساري عمرو، كما يتواجد في صفوف الهلال ناصر الشمراني بعد سنوات طويلة قضاها مع الشباب، ويتواجد مع التعاون كامل المر بعد أن خاض تجربتين مع الأهلي ثم النصر، ويتواجد مع القادسية اللاعب الشاب عبدالمحسن فلاته الذي وقع قبل يومين عقد انتقاله. وهذه القائمة الطويلة المرصعة بالأسماء المميزة لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستطول في السنوات المقبلة، خصوصا وأن بعض الأندية الكبيرة ما زالت تلاحق بعض اللاعبين المميزين، وفي مقدمتهم علي عواجي الذي بات مطمعا لعدد من الأندية، وهو الأمر الذي ينطبق على الحارس الشاب احمد الفهمي. وهؤلاء اللاعبون لو استمروا حتى هذه الفترة مع فريقهم الذي كان له الفضل في صقل مواهبهم ومنحهم الفرصة للبروز؛ لما كان الفريق الأحمر يصارع من أجل البقاء، بل ربما كان منافسا على لقب الدوري أو على الأقل تواجده في مركز يليق بتاريخه وعراقته، التي وضعها أعضاء شرفه في «الوحل»! نتيجة حب الأنا التي أضحت السمة السائدة على تصرفاتهم ومواقفهم تجاه ناديهم. أسامة هوساوي