يتوقع صندوق النقد الدولي أن نمو الصين سيتباطأ إلى 6.3 في المائة في عام 2016، من 6.8 في المائة هذا العام. وهذا يعتبر مقبولا، وإن كان يبدو أقل من النمو "المتوسط العالي" الذي قال قادة البلاد مرة أخرى في أكتوبر إنه هو المعدل الذي يريدون. الرأي الأكثر تشاؤما نجده لدى ويليم بيوتر، كبير الاقتصاديين في سيتي جروب. كما كتب في سبتمبر، مبررا رأيه بالطاقة الفائضة، وأعباء الديون العالية: "نتوقع من الصين أن تكون عرضة لخطر عال وسريع من تسجيل تباطؤ اقتصادي دوريا." وحذر بيوتر أنه حيث إن روسيا والبرازيل تعتبران بالأصل في حالة ركود، فإن التباطؤ الحاد في الصين سيجرجر معه غيرها من الأسواق الناشئة إلى أسفل. وكتب أن معظم البلدان الغنية تعتمد بشكل أقل على الصادرات إلى الصين، وبالتالي فإنها "لن تجرب حالات الركود بأنفسها ولكن فقط ستنمو ببطء أكثر." النفط الرخيص هو أحد العوامل الرئيسية التي تجعل معظم الاقتصاديين أكثر تفاؤلا من بيوتر. ففي حين أن السعر المنخفض يضر بالبلدان المصدرة للنفط، بما في ذلك روسيا وأعضاء في منظمة أوبك، إلا أنه يعزز استيراد الدول في العالم النامي - معظم أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وآسيا، بما في ذلك الصين. النفط الرخيص يساعد أيضا البلدان المتقدمة مثل الولاياتالمتحدة، ولكن تكاليف الوقود تشكل جزءا صغيرا من إجمالي نفقاتها. للأسف بالنسبة لخبراء الاقتصاد الكلي، أسعار النفط تعتبر حتى أقل قابلية للتنبؤ من الاقتصاد الصيني، اعتمادا على كل شيء ابتداء من سياسة أوبك إلى الصراع في الشرق الأوسط. هناك نظرية تقول إن سعر النفط الخام قد ينخفض إلى ما دون 40 دولارا للبرميل في العام المقبل، لأن الإنتاج يفوق الاستهلاك والعالم ينفد من أماكن تستطيع استيعاب وتخزين الفائض. كمية لم يسبق لها مثيل من الخام هي الآن عائمة على السفن الناقلة في الوقت الذي يبحث فيه أصحابها عن مشترين. المتفائلون بالنفط يقولون إن السعر المنخفض سوف يقلص أعمال الاستكشاف والانتاج بما يكفي لخلق النقص ودفع الأسعار إلى الأعلى من جديد. عماد مستاق، استراتيجي لدى مؤسسة Eclectic Strategy في لندن، يقول إن سعر برميل النفط يمكن أن يصل إلى 100 دولار أو حتى 130 دولارا بحلول عام 2017. وبين هذين الطرفين، يراهن المتداولون على أن الأسعار سوف ترتفع قليلا فقط، حيث سيصل خام برنت المرجعي إلى 56 دولارا للبرميل بحلول نهاية عام 2016، ارتفاعا من حوالي 49 دولارا الآن. بعض الفوائد من النفط الرخيص يمكن ألا تتحقق بسبب سوء الأحوال الجوية على نحو غير عادي في جميع البلدان المطلة على المحيط الهادئ. يقول كيفن ترنبيرث، كبير العلماء الفخري حاليا في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في بولدر بولاية كولورادو، إن ما يتشكل الآن ليصبح واحدا من أقوى ثلاثة أعاصير من نوع ال نينيو منذ عام 1950 سوف يؤدي إلى "اضطرابات كبيرة، وانتشار الجفاف والفيضانات على مستوى واسع". ويقدر أن ظاهرة ال نينيو التي وقعت خلال العامين 1997-1998 قتلت 30 ألف شخص على الأقل وتسبب بأضرار قدرت ب 100 مليار دولار. بالنسبة للولايات المتحدة، كان من المفترض لعام 2015 أن يكون السنة التي يسترد فيها الاقتصاد الأمريكي صحته بما فيه الكفاية لإيقاف دعم الحياة من معدلات الفائدة الصفرية تقريبا. ومع ذلك، فإن الاحتياطي الفيدرالي أجَّل أول ارتفاع له في سعر الفائدة على ودائع البنوك لدى البنك المركزي إلى أواخر العام الحالي، في اجتماعه المقرر يوم 16 ديسمبر في أقرب وقت ممكن. مارس 2016 يبدو أقرب إلى الموعد الفعلي. حتى أن هناك فرصة ضئيلة أن الاحتياطي الفدرالي يمكن أن يؤجل قراره برفع أسعار الفائدة إلى ما بعد نهاية عام 2016. انطلاقا من مؤشر البؤس، الذي يجمع بين أحدث معدل للتضخم والبطالة، وكان 5.1 بالمائة في أكتوبر، يبدو الاقتصاد الأمريكي في وضع جيد على النحو الذي كان عليه في الخمسينيات. ولكن إذا كان مؤشر البؤس عند هذا المستوى المتدني الآن، فما هو السبب في أن كثيرا من الناس بائسون؟ سبب واحد مهم هو أن الأجور لم ترتفع بقدر ما تفعل عادة عندما يكون معدل البطالة عند هذا المستوى المنخفض. وفقا لأبحاث سانتير، كان متوسط دخل الأسرة في سبتمبر 1.7 في المائة أدنى مما كان عليه في يناير من عام 2000 بعد تعديل التضخم. ومن المتوقع أن تنمو الأجور أسرع قليلا في عام 2016: توقعت الشركات الخاصة التي استطلعتها برايس ووترهاوس كوبرز في الربع الثالث أنها سوف ترفع الأجور في العام المقبل بنسبة 3.1 في المائة، وهي المرة الأولى منذ عام 2008 التي لم تكن فيها هذه النسبة أقل من 3 في المائة.