لم يعد خافياً ولا مستوراً أن القوى الكبرى أصبحت شريكة لنظام الأسد ولطهران وميلشياتها في الجرائم التي ترتكب بحق السوريين. وأسفرت جرائم طهران، مع الأسف برعاية روسية، عن مئات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المغيبين في سجون الأسد وميلشيات طهران وثمانية ملايين مشرد سوري يهيمون في البحار والحدود، وملايين سورية أخرى تبحث عن ملاذات، وعشرات المدن السورية المهدمة وموجات يومية من البراميل المتفجرة ترمي بحممها على رؤوس السوريين، وعشرات الآلاف من مرتزقة الميلشيات المتعددة الجنسيات التي أحضرتهم إيران إلى سوريا. وفي حوار تفاعلي عقده أمس مجلس حقوق الإنسان مع اللجنة الدولية للتحقيق في سوريا، بين سفير المملكة في الأممالمتحدة في جنيف فيصل طراد أن المأساة السورية تحدث لأن المجتمع الدولي بقيادة الدول الغربية يتجاهل «الانتهاكات المستمرة والمتجددة والممنهجة لحالة حقوق الإنسان في سوريا الحزينة الجريحة». وهذه الحقيقة المرة المخيفة تمثل عاراً في جبين المجتمع الدولي الذي يخضع للألاعيب السياسية على حساب أرواح السوريين. وإذا كان المجتمع الدولي يطاوع طهران فإن النظام الإيراني ينفذ خطة إبادة جماعية بالقتل اليومي للسوريين، وينفذ خطة تغيير ديمغرافي واسعة لاجتثاث السوريين وإحلال ميلشيات أفغانية وباكستانية وعراقية في منازلهم وأراضيهم ومزارعهم لتكوين حزام طائفي في سوريا ليدعي بعد ذلك حمايتها، مثل زعم أمين حزب الله حينما قال إنه يتدخل في سوريا لحماية المراقد الدينية، بينما ميلشياته تقاتل السوريين في أماكن ووديان بعيدة عن أية أماكن دينية أو مزارات، ولكن الحقيقة أنه يقدم أرواح اللبنانيين الذين يقتلون في سبيل بقاء النفوذ الإيراني في سوريا. وإذا كانت أطراف دولية تتحدث عن بقاء رأس النظام في سوريا، فإن بشار الأسد، هو مجرد وصلة في المنظومة الإيرانية ولم يعد يملك أية سيادة على سوريا، فرئيس فرقة في ميلشيات حزب الله أو ميلشيات أبو الفضل العباس، يملك من الصلاحيات في سوريا أكثر مما يملك بشار الأسد. فالأسد تنكر لشعبه ووطنه ومواطنيه وارتمى كلياً في الحضن الإيراني، بل إن الإيرانيين أنفسهم ليسوا بحاجة للأسد، ولكنهم يتمسكون به رمزيا فقط، كي ينفذوا مخططاتهم باسمه، فبعد أن تمكنوا من الأرض وبعد أن سيطرت ميلشياتهم على الجيش السوري، يبدؤون بخططهم الاجتثاثية للشعب السوري، بخطط مماثلة لتدبيراتهم في العراق التي استعمرها الإيرانيون بواسطة ميلشيات الحشد الشعبي التي توالي إيران أكثر مما تخلص للعراق، وتعمل فرقها، لخدمة مخططات طهران.