آخر الإحصاءات تثبت أن عدد ضحايا الحرب التي يشنها نظام بشار الأسد ورعاته على سوريا، بلغ أكثر من 80 ألف قتيل، بينهم سبعة آلاف طفل، وعدد مماثل من النساء. وتقول المعارضة إن هذه الأرقام متواضعة لأن المفقودين يقدرون بعشرات الآلاف من المحتمل أنهم قتلى، وأن عدد المعتقلين مئات الآلاف وربما كثير منهم قتلى إما بالتصفية المباشرة أو تحت التعذيب. وبلغ عدد اللاجئين حوالي 4 ملايين سوري. وفي التطورات الأخيرة بدأت الميليشيات الإيرانية التي تتشكل من لبنانيين وعراقيين وإيرانيين وباكستانيين، باحتلال أراض سورية تحت شعارات طائفية. وذلك يبرهن على أن نظام الأسد يشن حرباً طائفية منذ البداية، وليست عمليات القتل التي بدأت منذ اندلاع الاحتجاجات السلمية في الأيام الأولى، سوى بداية لبرنامج تطهير طائفي معد مسبقاً، وبخطة مدروسة حتى قبل اندلاع الثورة، لأن جاهزية التحرك لدى إيران وإقناع روسيا بالاستماتة في الدفاع عن نظام الأسد، لا يبدو أنها ردات فعل على حدث مفاجئ. إذ بدأ النظام وميلشياته بإطلاق النار على التجمعات السورية، ودخلت ميلشيات إيرانية لبنانية سريعاً لمساندة النظام وشبيحته وبدأت طهران فوراً تحركاً دولياً حتى قبل أن تشكل الاحتجاجات خطراً على النظام، ذلك ينم بوضوح، عن خطة معدة، ربما منذ سنوات، وجاهزة للتطبيق الفوري إذا ما بدأ السوريون احتجاجات واسعة أو عصياناً مدنياً تهدد النظام الذي يعمل بمثابة وكيل لطهران في سوريا ويفرض على سوريا أن تكون مركز عمليات تخريبية ضد الدول العربية. ويلاحظ أن ميلشيات نظام الأسد واتباعه كانت تركز على تدمير مآذن المساجد، بما يعني أن حرب الأسد ورعاته ضد السوريين تشتعل بدوافع طائفية. وأصدرت المعارضة السورية، مؤخراً، إحصائية تبين أن النظام دمر 780 مسجداً في سوريا. وهذا رقم مرتفع ويؤكد أن المساجد، بالنسبة لكتائب الأسد ومليشيات اتباعه، تمثل أهدافاً عسكرية. وإذا ما قورنت أفعال طهران وميلشياتها في سوريا، بما يفعله اتباع طهران في العراق ضد العرب وضد المناوئين لطهران، فإن الحرب في سوريا بدأت بدافع طائفي، وهي ليست إلا عمليات تطهير طائفي وعرقي وحرب تشنها إيران على قلب العروبة في الشام. Twitter: @Al_yaum