في وقت لم يترك نظام الأسد ورعاته أي عذر للمجتمع الدولي سوى التفكير في التدخل العسكري في سوريا، لمنع آلة القتل من اختراع المزيد من فنون الموت البشع للسوريين، لا تزال روسيا تواصل دفاعها عن جرائم الأسد وفظائع ميلشياته، حتى غدت موسكو شريكة للأسد ولميلشيات طهران في تصميم المزيد من الجرائم بحق السوريين. الآن تحاول موسكو ترهيب المجتمع الدولي وتعضيد ميلشيات الأسد للاستمرار في أعمالها غير المباركة، وتتباكى على السلم العالمي، بينما كانت موسكو ستضطر إلى كل هذه المناحة وتعريض الموقف الروسي إلى حالة اختبار قاسية، لو جنحت موسكو إلى الحكمة، طوال سنتين ونصف، وضغطت على نظام الأسد وميلشيات إيران ومنعهما من الإيغال في سفك الدم السوري، ومن إيصال الوضع في سوريا إلى هذه الحالة المأساوية. والجهود الروسية نفسها هي التي وضعت روسيا الآن في موقف صعب أمام المجتمعين العربي والدولي، بتشجيعها المستمر لجرائم نظام الأسد وترحيبها بقدوم ميلشيات طهران متعددة الجنسيات لاحتلال بلاد الشام وتقديمها الغطاء السياسي في مجلس الأمن لسلوكيات النظام العدوانية. وبإيحاء موسكو لنظام الأسد وميلشيات طهران بأنها ستدافع عنهما في كل محفل، أطلقت الميلشيات الأسدية والإيرانية شراهتها للقتل في سوريا بكل فنون الموت، حتى أنها لم تتوان عن قصف القرى الآمنة والأطفال النائمين، بصواريخ تحمل سموماً كيماوية. وبعد هذه الجريمة البشعة استمرت أيضاً موسكو بالتهوين من هذه المذبحة ومحاولة توجيه التهمة إلى المعارضة ولتبييض صفحة النظام الذي سبق أن استخدم ذات الأسلحة السامة في مناطق عديدة في سوريا، وتهرع موسكو في كل مرة للدفاع عن النظام وتنقية سمعته. لكن يبدو أن هذه المرة كانت الجريمة أوضح من أن تغطيها موسكو وأبشع من أن يتجاهلها المجتمع الدولي وأفظع من أن يسكت الضمير العالمي عن عقاب مرتكبيها. وكان الأولى بموسكو، حفاظاً على سمعتها، ووفاء لضمير الشعب الروسي، أن تعمد إلى معاقبة نظام الأسد وميلشيات طهران التي تصدر التعليمات للنظام ويحصل على مصادقتها لتنفيذ عملياته وكل من ارتكب هذه الجريمة، بدلاً من أن تواصل موسكو الضرب على نفس الدف القديم، فنظام الأسد قد أصبح ملوثاً بدماء السوريين ولا تجدي أية محاولات لتنقية سمعته أو تبييض صفحته، حتى وإن لم يستخدم أسلحة كيماوية، فنظام قتل وعذب وغيب وشرد الملايين من شعبه ليس له أي مستقبل ولا يفتخر المجتمع العالمي بوجوده ولا يتشرف باسمه تاريخ يقتص من طغاة اعتقدوا أنهم المخلدون في الحياة، فأصبحوا الآن سخرية ومضرب مثل في سوء السلوك وشذوذ التصرف والحمق.