استذكر السوريون أمس الذكرى الثانية لضحايا المجزرة التي وقعت في الغوطتين الشرقية والغربية في ريف دمشق وراح ضحيتها نحو 1600 شخص معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ اختناقًا بغاز السارين المحرم دوليًا. ويمر عامان على مجزرة غوطة دمشق التي ارتكبها نظام بشار الأسد باستخدام السلاح الكيماوي في أبشع جريمة بحق أطفال ونساء غوطة دمشق والتي تعد أقدم مدينة مأهولة بالسكان. وتحل الذكرى الثانية للمجزرة في ظل حصار خانق على المناطق التي استهدفتها الجريمة لا سيما مع شح المواد الغذائية ونقص الدواء بالإضافة إلى ما يتعرضون له يوميًا من قصف بالأسلحة الثقيلة وإلقاء البراميل المتفجرة وارتكاب المجازر، وكان آخرها مجزرة دوما عاصمة الغوطة والتي اسفرت عن مقتل 96 شخصًا وإصابة 240 آخرين. وتعرضت غوطة دمشق للهجوم بالسلاح الكيماوي فجر 21 من اغسطس عام 2013، وذلك باستهداف مدينة معضمية الشام وعين ترما والعتيبة عبر قصف بالصواريخ والتي أكدت تقارير الاممالمتحدة أن هذه الصواريخ كانت تحتوي على غاز السارين. وأفادت تقارير استخباراتية غربية بعد ارتكازها على تحليل لمصادر النيران وطبيعة الصواريخ المستخدمة بالقصف بأن قوات النظام هي التي قامت يتنفيذ الضربات. ونتيجة لتقارير لجنة تحقيق أممية على خلفية اتهام النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي ضد المواطنين في الغوطتين الشرقية والغربية هددت الولاياتالمتحدةالأمريكية بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري. وعلى ضوء ذلك استدعت روسيا وبالاتفاق مع الولاياتالمتحدة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى موسكو ليتم الاعلان عن قرار يتضمن موافقة النظام السوري على التخلص وإزالة ترسانته من الاسلحة الكيماوية وتسليم ما بحوزته من تلك الاسلحة الى منظمة حظر الاسلحة الكيماوية لتدميرها. بعد موافقة النظام على تسليم اسلحته الكيماوية تم ايفاد فرق من المفتشين الدوليين بالاضافة الى منسقة بين الاممالمتحدة والمنظمة الدولية لحظر الاسلحة الكيماوية سيغريد كاغ والتي قامت بزيارات مكوكية لدمشق للاشراف على عمل الفرق وازالة العقبات التي اعترضت عمل الفرق. وبدأت عمليات نقل تلك الاسلحة الكيماوية التي تقدر بنحو 1300 طن بحسب ما اعلنته دمشق العام الماضي عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري وتم تسليمها على دفعات. وبالرغم من اعلان دمشق عن تسليم مخزونها من السلاح الكيماوي ما زالت المعارضة السورية تتهم النظام السوري باستخدام الغازات السامة في قصفها لبعض المدن السورية وبخاصة في إدلب شمال غرب البلاد وحي جوبر الدمشقي والتي تحاول قوات النظام السيطرة عليه منذ أكثر من سنتين. ونظم ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» عدة حملات متنوعة إحياءً للذكرى الثانية للمجزرة. وكان نشطاء أطلقوا الحملة الرسمية التي بدأت الجمعة بعنوان «حملة بشار الكيماوي» بهاشتاغ بهدف إلصاق وصف الكيماوي برئيس النظام بشار الأسد بخمس لغات مختفة. كما اختير الهاشتاغ باعتباره لقبًا قديمًا عُرف به «علي الكيماوي» ابن عم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حيث أطلق عليه هذا اللقب بعد اتهامه بالإشراف على قصف «حلبجة» بالكيماوي. ودعا المراقب الدولي السابق في سوريا الحقوقي الجزائري أنور المالك متابعيه للمشاركة في الحملة مغردًا: بمناسبة الذكرى الثانية لمجزرة الكيماوي في سوريا التي ستحل الجمعة أدعو كل أحبتي للمشاركة في هذه الحملة «بشار_الكيماوي». وفي ذات السياق أطلق ناشطون مساء الخميس حملة أخرى بعنوان «حاسبوا الأسد»، وتهدف للوصول إلى الرأي العام الدولي من خلال عدة مهام وزعت على مجموعات عدة داخل سوريا وخارجها، كما تشمل كافة دول العالم. وذكر النشطاء أن الحملة ستشمل فعاليات ووقفات عديدة ومتنوعة داخل الغوطة وعدد من الدول الغربية، إضافة لرسومات جدارية، وعريضة باسم الحملة ومطالبها. ومن جانب آخر أطلقت منظمة «كوكب سوريا» حملة بعنوان «اجعلوا سماءنا صافية» بهدف الحد من الموت الذي تمطر به سماء سوريا على حد وصف المنظمة. وتدعو الحملة الجماهير السورية والعربية للمشاركة بالوقفات الاحتجاجية التي ستقام في عدد من الدول العربية والعالمية، إضافة للمشاركة في توحيد الصور والهاشتاغات الرسمية التي نشرها المنظمون والنشطاء السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر».