لقي مئات الأشخاص مصرعهم وأصيب آخرون جراء قصف بالغازات السامة على مناطق في الغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق. وأكدت المعارضة السورية أن عددهم يفوق 650، وذلك نتيجة قصف من قوات النظام السوري استخدمت فيه أسلحة كيميائية بحسب ناشطين، الأمر الذي نفته دمشق. ودعت المعارضة السورية وجامعة الدول العربية ودول غربية لجنة التحقيق الدولية حول الأسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا منذ أربعة أيام، الى التوجه الى مكان المجزرة للتحقيق. وأعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية على حسابه الرسمي على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أن أكثر من 650 قتيلاً هي الحصيلة المؤكدة للهجوم الكيميائي الدموي في سوريا. وأكد بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء القصف، مبينًا أن عشرات السوريين بينهم أطفال لقوا مصرعهم إثر القصف العنيف الذي تعرضت وما زالت تتعرض له مناطق في الغوطة الشرقية والغربية حيث تستخدم القوات النظامية راجمات الصواريخ التي تقصف بشدة مناطق في عربين وزملكا وعين ترما ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية. ونقل المرصد عن نشطاء من المنطقة قولهم إن القوات النظامية استخدمت الغازات السامة خلال قصف مناطق الغوطة الشرقية. وقال المرصد إن في الغوطة الغربية نفذت الطائرات الحربية عدة غارات جوية على مناطق في مدينة معضمية الشام ومحيطها التي تتعرض لقصف عنيف براجمات الصواريخ، واصفًا القصف بأنه الأعنف الذي تتعرض له المدينة منذ بدء الحملات العسكرية للنظام، فيما تحاول القوات النظامية السيطرة على المدينة. ودعا المرصد في ختام بيانه، اللجنة الخاصة بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا والمنظمات الدولية كافة، لزيارة المناطق المنكوبة والعمل على ضمان وصول المساعدات الطبية والإغاثية لها في أسرع وقت ممكن وبدء التحقيق لتحديد الجهة المسؤولة عن القصف ومحاسبتها وفق القانون الدولي. وفي غضون ذلك قال رئيس الفريق الدولي للتفتيش عن الأسلحة الكيميائية أمس الأربعاء إنه يجب التحقيق في أنباء وقوع هجوم بغاز الأعصاب في سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص قرب دمشق. وقال العالم السويدي أكي سيلستروم في اتصال هاتفي بوكالة الأنباء السويدية من دمشق: «يبدو أن هذا شيء يجب النظر فيه، سيتوقف الأمر على أن تذهب أي دولة عضو بالأمم المتحدة إلى مجلس الأمن وتقول إننا يجب أن ننظر في هذه الواقعة ... نحن في الموقع». وفي ذات السيق وجهت لجان التنسيق المحلية في سوريا نداء عاجلاً للمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لانقاذ حياة المدنيين في ريف دمشق التي يقصفها نظام بشار الأسد بالسلاح الكيماوي. وتوجه بيان للجان التنسيق المحلية أمس الأربعاء في سوريا بنداء عاجل لكل المنظمات الدولية الإنسانية بما فيها الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي للتحرك العاجل من أجل انقاذ المدنيين في غوطة دمشق وإسعاف المصابين وفك الحصار الطبي والغذائي المفروض على هذه المناطق التي تغص بالمدنيين. وأشارت إلى أن منطقة الغوطة الشرقية تعرضت لقصف عنيف بالأسلحة الكيماوية تلاها قصف بالطائرات الحربية ما زال مستمرًا حتى اللحظة وتسبب في سقوط مئات القتلى والمصابين بينهم عائلات بكاملها. من جهتها، طالبت هيئة التنسيق المعارضة من الداخل السوري في بيان، اللجنة الدولية لتقصي الحقائق حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا بالتوجه فورًا إلى هذه المناطق لمعرفة الحقيقة. وقالت الهيئة في بيانها الصحفي إن استخدام السلاح الكيماوي هو جريمة بحق السوريين ولا بد أن تطال مرتكبيها يد القانون العادل مهما طال الزمن. وأكد نشطاء وسكان مناطق في ريف دمشق ومنظمات حقوقية دولية سقوط مئات المدنيين في ريف دمشق بقصف قام به نظام الأسد اليوم بالسلاح الكيماوي والغازات السامة. كما طالب الجربا والمرصد السوري لحقوق الإنسان والأمين العام للجامعةالعربية نبيل العربي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية السويدي كارل بيلد فريق المفتشين الدوليين بالتوجه فوراً الى الغوطة الشرقية والتحقيق في ملابسات ما حصل. وأبدى العربي «استغرابه لوقوع هذه الجريمة النكراء أثناء وجود فريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة في دمشق. ولم يصدر بعد أي تعليق على ما حصل عن لجنة التحقيق التي تتخذ من أحد فنادق دمشق مقراً لها منذ وصولها الى سوريا قبل أربعة أيام. ولم يُعرف شيء عن أنشطتها.