قام مفتشو الأممالمتحدة بزيارة مناطق في الغوطة الشرقيةلدمشق للتحقق من استخدام السلاح الكيماوي يوم الأربعاء الماضي، في وقت تعرض بعض مناطق الغوطة لقصف من قوات نظام الرئيس بشار الأسد. وقال شهود إن المفتشين عاينوا نقاطاً طبية ضمت إصابات حيث أخذوا عينات من المصابين، إضافة إلى معاينة مكان سقوط صاروخ، يعتقد أنها حملت مواد كيماوية في هجوم يوم الأربعاء الماضي. وفي لاهاي، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المفتشين يحتاجون إلى أربعة أيام للانتهاء من تحقيقاتهم في استخدام أسلحة كيماوية في هذا البلد. وصرح بان للصحافيين أن «صلاحياتي ومسؤولياتي في هذا الوقت هي إجراء تحقيق دقيق وكامل»، مضيفاً: «دعوهم (المفتشين) ينتهون من عملهم خلال أربعة أيام»، مشيراً إلى أن النتائج التي سيتوصلون إليها سيتم تحليلها وإرسال النتائج إلى مجلس الأمن. ولم يتمكن المفتشون من القيام بجولة ميدانية أول من أمس بعد تعرضهم في أول يوم من بدء مهمتهم يوم الاثنين الماضي، إلى هجوم من قناصة، حيث اتهمت المعارضة موالين للنظام بشنه ل «إرهاب (المفتشين) وتخويفهم». وقال بان إن «صور الصراع المندلع منذ أكثر من عامين ونصف العام مختلفة تماماً عن أي شيء رأيناه في القرن الواحد والعشرين»، مضيفاً أنه من الضروري معرفة الحقائق. فريق مفتشي الأممالمتحدة على الأرض هناك الآن كي يفعل ذلك. بعد أيام فقط من الهجوم جمعوا عينات قيمة وسألوا الضحايا والشهود. الفريق في حاجة إلى وقت للقيام بمهمته». وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ساعدت «إرهابيين» على استخدام أسلحة كيماوية في سورية، وإن هذه المجموعات ستستخدمها قريباً ضد أوروبا. وأضاف للصحافيين خارج أحد فنادق دمشق إنه قدم للمفتشين أدلة على أن «مجموعات إرهابية مسلحة» استخدمت غاز «سارين» في كل مواقع الهجمات المزعومة. وقال إن سورية تكرر أن «جماعات إرهابية هي التي استخدمت الأسلحة الكيماوية بمساعدة الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا»، مضيفاً أنه يجب أن يتوقف هذا الأمر. وتابع أن «هذا يعني أن المجموعات نفسها ستستخدم هذه الأسلحة الكيماوية ضد أوروبا». إلى ذلك، نشر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس نتائج تحقيق عن «الهجوم الكيماوي من قبل قوات الأسد، حيث قام بالتعاون مع نشطاء في الغوطتين ومصدر من قوات النظام متعاون مع الثورة بجمع تفاصيل في إطار إعداد تحقيق أولي حول ما حصل خلال المجزرة، وتقديم شرح حول كيفية وقوع الهجوم مع تقديم خلاصة لتتابع الأحداث خلاله». كما نقل عن «الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان» تحذيرها بناء على معلومات من مراقبيها في سورية من أن النظام السوري «قد يعمد إلى قصف مدن مسيحية قرب دمشق بالسلاح الكيماوي خلال الأيام القليلة المقبلة». ونقلت عن المراقبين قولهم: «هناك معلومات مؤكدة وموثوقة مفادها أن قصف المدن المسيحية يأتي في إطار خطة تهدف إلى خلط أوراق المجتمع الدولي الذي بدا حازماً في معاقبة النظام على مجزرة الكيماوي والتشويش على عمليات التحقق من الجهة التي تقف وراء استخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق من ناحية أخرى». إلى ذلك، حذر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي من أن بلاده ستكون «مقبرة للغزاة»، في تصريحات تأتي وسط تصاعد التلويح الغربي بشن ضربة عسكرية ضد النظام السوري رداً على هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية. وقال الحلقي، وفق ما جاء في شريط إخباري عاجل بثه التلفزيون الرسمي، إن النظام السوري «سيفاجئ المعتدين كما فاجأتهم (سورية) في حرب تشرين (أكتوبر) عام 1973، وستكون مقبرة للغزاة ولن ترهبها تهديداتهم الاستعمارية بفضل إرادة شعبها وتصميمه الذي لا يرضى الذل والهوان». وأضاف التلفزيون أن الحلقي «أكد لعدد من أعضاء مجلس الشعب أن الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة تلفق سيناريوات كاذبة وتعد ذرائع واهية للتدخل العسكري في سورية نتيجة فشلها وأدواتها الإرهابية»، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة.