عقد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في واشنطن أمس اجتماعا سريا مع النواب في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أقر الرئيس الاميركي باراك اوباما أن قسما من الاموال التي ستستعيدها ايران اثر رفع العقوبات عنها في ضوء الاتفاق النووي، سيستخدم لتمويل "انشطة ارهابية"، وذلك في خطاب طويل عن السياسة الخارجية ألقاه في الجامعة الأمريكيةبواشنطن، أمس، دافع فيه عن الاتفاق المذكور. لكنه دعا ايران الى أن "تخصص القسم الاكبر من هذا المال لتحسين وضع شعبها وعدم تجاهل آماله". وحاول الرئيس الأمريكي أن يدافع عن الاتفاق النووي في مواجهة منتقديه، معتبرا أنه إذا حاولت إيران الإخلال بالاتفاق وبناء سلاح نووي فسيتم اكتشاف ذلك، كما حذر المشرعين الأمريكيين من مغبة رفض الاتفاق لأنه سيشعل حربا في الشرق الأوسط. وفيما أطلق الرئيس باراك أوباما حملة شاملة لإقناع الكونجرس بالموافقة على الاتفاق النووي الايراني، واعتبر أن "تبديد هذه الفرصة سيكون بمثابة خطأ تاريخي"، حذر المشرعين الاميركيين من ان رفض الاتفاق النووي مع ايران من شأنه ان يهدد "مصداقية" الولاياتالمتحدة في العالم، كما أن من شأن الرفض أن "لا يمهد للكونجرس الطريق فقط لمهاجمة إيران، ولكنه سوف يسرع بذلك". وتنتهي المهلة الممنوحة للكونجرس لاصدار قرار بشأن الاتفاق النووي في 17 أيلول/ سبتمبر المقبل، وكان قد تم التوصل الى الاتفاق الشهر ماضي بين ايران والقوى العالمية الست. ومارست إسرائيل وأنصارها في واشنطن ضغوطا قوية لإقناع الكونجرس بالتصويت ضد الاتفاق، والتقى أوباما مع زعماء اليهود وأعضاء الكونجرس في البيت الأبيض في الأيام الأخيرة في محاولة لاقناعهم بالموافقة على الاتفاق. وهدد أوباما باستخدام حق النقض ضد الرفض المحتمل الذي يمكن إسقاطه بأغلبية الثلثين في مجلسي الشيوخ والنواب لوقف الاتفاق. وعقد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في واشنطن أمس اجتماعا سريا مع النواب في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. وطلب النواب في مجلس الشيوخ من يوكيا امانو توضيح دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التحقق ومراقبة مدى التزام ايران بتفكيك اجزاء من برنامجها النووي. وقال اوباما "اذا اطاح الكونغرس بالاتفاق، سنفقد اكثر من مجرد القيود على برنامج ايران النووي او العقوبات التي فرضناها بدقة (...) سنفقد شيئا اكثر قيمة، المصداقية الاميركية كقائدة للدبلوماسية، وكمرتكز للنظام العالمي". وأوضح ان "رفضا للاتفاق من جانب الكونغرس سيجعل اي ادارة اميركية مصممة على منع ايران من حيازة سلاح نووي تواجه خيارا وحيدا: حرب اخرى في الشرق الاوسط. لا اقول ذلك لاكون تحريضيا. انه واقع". وسمى الرئيس اوباما اسرائيل بصفتها الدولة الوحيدة التي عبرت عن معارضتها علنا للاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى، مؤكدا ان ايران ستعاقب في حال عدم احترام الاتفاق. وقال اوباما الذي تم نقل خطابه وترجمته الى العبرية عبر الاذاعة الاسرائيلية ان "كل دول العالم التي عبرت عن موقفها علنا ايدت (الاتفاق) باستثناء الحكومة الاسرائيلية". واضاف "اننا قادرون على محاسبة (الايرانيين) وسنفعل" في حال مارسوا الخداع. وقد خطط الرئيس أوباما لحشد تأييد للاتفاق النووي الايراني الذي تم التوصل اليه في 14 يوليو / تموز، باعتباره أفضل خيار للاستقرار في الشرق الأوسط.