وجه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بوب كوركر، انتقاداً لاذعاً لوزير الخارجية جون كيري على الشروط التي تضمنها الاتفاق النووي مع إيران، قائلاً: "لا يختلف عن نزيل فندق يغادره ولا يستره سوى برنس الحمام.. أعتقد أنه قد تم تجريدك من كل شيء". ووبخ كوركر – في مستهل الجلسة المخصصة للاستماع لرأي الإدارة الأمريكية حول الاتفاق النووي – كيري ومسؤولين آخرين بالإدارة الأمريكية على نهجهم في الدفاع عن الاتفاق بقولهم: إن البديل الوحيد للاتفاق هو المزيد من الحروب في الشرق الأوسط، معتبراً أن البديل الحقيقي هو اتفاق أفضل. فيما شن "كيري" هجوماً مضاداً حاداً على منتقدي الاتفاق النووي مع إيران يوم الخميس، وأبلغ المشرعين الأمريكيين المتشككين في جدواه بأنه سيكون ضرباً من الخيال التفكير في أن الولاياتالمتحدة قد تتمكن ببساطة من "تدمير" المعرفة التي تملكها إيران في المجال النووي. وفي شهادة له أمام الكونجرس الأمريكي، للمرة الأولى منذ إبرام الاتفاق النووي التاريخي بين القوى الست الكبرى وطهران في الأسبوع الماضي، واجه "كيري" اتهامات من الجمهوريين بأنه قد "جُرد من كل شيء" و"خُدع" على يد المفاوضين الإيرانيين، وفق رويترز. وأكد "كيري" أن معارضي الاتفاق – الذي يكبح البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات الدولية – يقدمون في المقابل بديلاً غير واقعي اعتبره "نوعاً من الترتيب الخيالي الذي يشمل الإذعان الكامل لإيران". وقال أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "الحقيقة هي أن إيران تمتلك حالياً خبرة واسعة في تكنولوجيا دورة الوقود النووي. لا يمكننا تدمير تلك المعرفة". وأضاف "كيري" أنه إذا رفض الكونجرس الاتفاق "فإن النتيجة ستكون تراجع الولاياتالمتحدةالأمريكية عن كل القيود التي حققناها وضوءاً أخضر كبيراً لإيران لمضاعفة وتيرة تخصيب اليورانيوم". وتابع: "سنكون قد بددنا أفضل فرصة سنحت لنا لحل هذه المشكلة بالوسائل السلمية". وجاء كلام "كيري" مع بداية فترة مراجعة تستمر 60 يوماً يعلن الكونجرس في نهايتها ما إذا كان سيقبل الاتفاق أو يرفضه. وانتقد ماركو روبيو عضو مجلس الشيوخ الجمهوري الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ لإبرامه "اتفاقاً مروعاً" معتبراً أن الاتفاق كافأ إيران على "سجلها الوحشي في مجال حقوق الإنسان". وأضاف "روبيو" الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة "هذا اتفاق لا يمكن ضمان استمراره بعد الفترة الرئاسية الحالية". وبموجب قانون وقعه أوباما في مايو أمام الكونجرس حتى 17 من سبتمبر لإقرار أو رفض الاتفاق. ويسيطر الجمهوريون على الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب. وقال السناتور بن كاردين أكبر عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنه لم يقرر حتى الآن كيف سيصوت على الاتفاق النووي مع إيران، لكنه أضاف أنه يشعر بأن المفاوضين الأمريكيين حققوا تقدما كبيراً. وقال: "أنجز مفاوضونا الكثير.. لا سيما على الصعيد النووي". وفي ظل رفض الكثير من الجمهوريين للاتفاق الإيراني، يحتاج أوباما لإقناع أكبر عدد ممكن من أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له بتأييده. وأدلى كل من وزيري الخزانة جاك لو، والطاقة إيرنست مونيز بشهادتيهما أمام اللجنة في إطار جهود إدارة أوباما لإقناع المشرعين والأمريكيين والحلفاء القلقين في الشرق الأوسط بالاتفاق. ورد "لو" على انتقادات الجمهوريين بأن الاتفاق يرفع العقوبات بسرعة أكبر من اللازم بالقول إن الاتفاق النووي لن يمنع الولاياتالمتحدة من فرض عقوبات إضافية على طهران؛ بسبب قضايا مثل انتهاكات حقوق الإنسان إذا شعرت واشنطن أن هذا ضروري. وأعاد "كيري" التأكيد على التعهدات الأمريكية بتعزيز التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني في مسعى لطمأنتها وداعميها في الولاياتالمتحدة. وقال "كيري" إن الاتفاق مع إيران ينطوي على "إمكانية حقيقية" للتغيير في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، لكنه اعترف بأنه "لا ينهي احتمال حدوث مواجهة مع إيران".