يبدو أن نشاطات الفنانات التشكيليات بالمملكة، يتجاوز بشكل أو بآخر التشكيليين، فقبل أشهر أقامت غادة الحسن، معرضا خاصا في قاعة نايلا بالرياض، انتقلت به أو ببعضه إلى مكان آخر، ومليحة عبدالله أقامت معرضا في المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة، ودلال الجارودي أقامت معرضا في قاعة نادي الفنون بالقطيف، وثريا آل غالب في مركز (تياترو لونج) بجدة، وفي قاعة تراث الصحراء، أقيم معرض لفنانين من القطيف هم عباس رقية وهاني الحمران ومحمد أبوالسعود وعيسى طلاق، تلاه معرض الفنان القادم من جيزان عبدالوهاب عطيف، فمعرض مشترك لحسين السماعيل وجاسم الضامن وندى فرحات وحسين المحسن، المعارض متعددة والأسماء كثيرة، أما وزارة الثقافة والإعلام فأقامت في الرياض معرضا للفنانات التشكيليات السعوديات، أعقبته بمعرض للفن السعودي المعاصر. غادة الحسن فنانة تسارعت خطواتها منذ بدئها الفن وبداية عروضها في القطيف، وكانت كالباحثة عن جديد نسبة إلى ما تراه وتتابعه على مستوى نظيراتها ونظرائها في المنطقة عامة والقطيف خاصة، فخرجت إلى الخليج تطّلع وتتعلم واكتسبت بعض المهارات والخبرات من خلال الالتحاق بدورات أو ورش، وتابعت أنشطة المنطقة بجهد فردي ساعية إلى الاستفادة من كل ما يمكن أن تقع عليه عيناها أو تحاور به فنانا أو فنانة، وقد أقامت معرضا في القطيف قبل أكثر من عامين كان تمهيدا لسعيها الإنشائي أو المفاهيمي وواصلت هذا الاهتمام في معرض الميديا الذي أقامته وزارة الثقافة والإعلام قبل أعوام، لاشك أن معرضها الجديد في قاعة نايلا بالرياض أكثر ثراء خاصة وأنها تخرج بهذا الحجم إلى العاصمة، وهي راغبة أن تؤكد اسمها وتجربتها في واحد من أجمل المواقع الفنية بالمملكة. حضرت معرض الشابة مليحة عبدالله في المركز السعودي بجدة، ووجدت أن بداياتها تدعو للتفاؤل، كان زوجها برفقتها وكان بمثابة المعين لها في كل خطواتها الفنية، من الطبيعي أن نجد تأثيرات فنية مكتسبة من خلال مشاهداتها لأعمال بعض الأسماء المحلية المعروفة، لكن بداياتها مبشرة ومستقبلها الفني مرهون بمزيد من المعرفة والاطلاع الفني على مستوى الداخل والخارج. لم تكن ظروفي مواتية لزيارة معرض الأربعة في قاعة تراث الصحراء بالخبر، لكني أتذكرهم من خلال تواجدهم قبل أعوام في نشاطات نادي الفنون بالقطيف، وسعي بعضهم حينها للعرض الشخصي لولا بعض الظروف التي أدت إلى الانسحاب من جماعة الفنون التشكيلية، استعيد أعمال عباس رقية التي كانت تعبيرا عن فرح وبهجة طفولية يرسمها عفويا للمنازل الريفية والنخيل والأطفال والكبار، وهي بالمثل ما تم عرضه في تراث الصحراء مع بعض التأكيد اللوني وفطرية الرسم، وتحولت تجربة الحمران إلى إنشاءات مساحية تبتهج باللون وفضاءاته بعد أن كان يتناول مواضيع وأفكارا مباشرة، قدمها في عروض مشتركة أو جماعية محدودة. عواطف آل صفوان واحدة من الفنانات النشطات، وأكثرهن سعيا للمشاركة والحضور وتناقل ونقل أخبار الساحة المحلية على مواقع التواصل الاجتماعي، أواخر مشاركاتها كانت في الإمارات العربية المتحدة، وقبلها أقامت معرضا خاصا في قاعة تراث الصحراء عنونته ب «عودة جحا» ومع اختياراتها لمقاسات كبيرة نسبيا لبعض أعمال هذا المعرض، إلا أنها حاولت الخروج إلينا بنتيجة على الألبسة وتناول عناصر وأفكار بسيطة عرفناها من خلال الرسوم الكاريكاتيرية أو أفلام التلفزيون الموجهة للصغار، وما يعنينا في أعمال المعرض هو تأكيد تجربة الباتيك التي تواصل من خلالها حضورها المحلي والخارجي، هو تأكيد ينم عن ثقة وإصرار وفق خامة لا يعمل عليها سواها. فنانة أخرى لا تقل نشاطا وحضورا هي إيمان الجشي التي أقامت عددا من المعارض الشخصية وشاركت بعض زميلاتها معارضهن الجماعية، وهي منذ بدأت في تناول أو استعارة الحرف العربي سعت إلى مزيد من الإضافة في تجاربها المتسلسلة سواء على مستوى التقنية أو رسم العلاقة مابين مجاميع الحروف وفضاءاتها، وهي مع تأثيرات بعض الصيغ المحلية في هذا الجانب، إلا أنها تجد وتخلص لتأكيد اسمها وتجربتها وشخصيتها الفنية التي يمكن تمييزها بين مستلهمي أو موظفي الحرف العربي في المملكة.