انطوى المعرض الجديد للتشكيلية السعودية عواطف آل صفوان في قاعة «تراث الصحراء»، على خصوصية عالية، بالاعتماد على السرد من خلال الوعي بالتراث وبيوميات «جحا» الشخصية، التي لم يجزم أحد بحقيقتها لكنها بقيت حاضرة في ذاكرة الناس كقصة أسطورية تراثية مضحكة تارة، وتارة تحضر بفطنتها. هذا الوعي الذي تسرب عبر ذاكرة الفنانة جاء بأشكال عدة على واقع الأعمال، فأحجام الوحات تعددت كما تنوعت خامات الحضور فيها، فمرة تلبس ثوباً من القماش التراثي للجدات، ومرة على لوحات رباعية تحكي اليوميات، شكلت كل مجموعة حكاية من حكايات جحا، وبدقة الخطوط المعهودة من الفنانة، مع إظهار براعة في منمنماتها، ليشكل هذا المعرض دهشة وسرداً فنياً يستحق الإشادة. المعرض الذي جاء بعنوان: «عودة جحا» تضمن 40 لوحة تشكيلية، من فن «الباتيك» والمنمنمات الذي تميزت بها الفنانة آل صفوان، خلال مسيرتها الفنية الممتدة ل20 عاماً. وفي ما يخص فن «الباتيك» والمنمنمات كانت عواطف آل صفوان قالت ل«الحياة»، على هامش معرض لها أقيم في مدينة جدة، إن خلف الأعمال يقف «جهد كبير، أخذ مني وقتاً حتى يخرج بهذا الشكل، والمتلقي له حرية في فهم عوالم اللوحات، وما يدور فيها من حكايات ومواقف». وأضافت: «أنني حاولت الاستفادة من تقنية الباتيك وإضافة بعض اللمسات التي تخلق من اللون الموزع بدرجات متفاوتة على صدر اللوحات خطاباً ربما يكون وجدانياً وربما يكون موضوعياً لكنه يعني الإنسان أولا».