أتابع من خلال بعض وسائل التواصل الاجتماعي، الساحة الفنية المحلية والخارجية، وهذه الوسائل التي أسهمت كثيرا في التعريف والتقريب، لا تضع أية معايير لأعضائها، فكل شيء في مساحاتها الافتراضية قابل للنشر، ولك ان تضع اعجابك فقط أو وجهة نظر لا تخلو غالبا من مجاملة، عدد من زميلاتنا الفنانات التشكيليات السعوديات يشكلن حضورا لافتا، بعرض أعمالهن الفنية ونشاطاتهن في الداخل والخارج. من بين هؤلاء علا حجازي وفاطمة النمر وتغريد البقشي وغادة المحمدي وأخريات لا يحضرني اسماؤهن الآن. من خلال بعض هذه الوسائل، أعلنت الفنانة أمينة الناصر عن قبول أحد أعمالها الفنية لمطار الملك عبدالعزيز في توسعته الجديدة المنتظرة، وكانت هذه التوسعة فتحت الباب لاختيار أعمال لفناني المملكة، تتلاءم كما يقولون مع المكان والمقصود المنطقة الغربية عامة وجدة ومكة خاصة، ولا أعلم صحة ذلك؛ لأنني وجدت فنانين من خارج الغربية تم الاختيار لهم، ولامر المطار كلام كثير ليس هذا محله. علا حجازي فنانة جادة ومجتهدة، وحضورها في الفعاليات الخارجية واضح، آخرها في أتيليه الاصمخ بقطر، تشاركها فاطمة النمر من المملكة، عُلا أقامت عددا من المعارض الخاصة وأسلوبها الفني بسيط، فهي كما تقول ترسم من القلب، روحها الطفولية تسكن اعمالها لذلك فسكون لوحتها هو سكون الفنانة التي تميل الى كتابة خواطر أو استماع الموسيقى التي أثرت في بعض أعمال معرض أقامته قبل أعوام في أتيليه جدة. تأثرت بأعمال علا زميلة مشوارها غادة المحمدي والمرة الأولى التي شاهدت أعمالا لغادة كانت في قاعة العالمية، عندما أقامت معرضا جماعيا أوائل هذا العام، كنت أحسب العملين المتقاربين لعلا حجازي، لكن تدقيقي بيّن لي ان هناك اسما آخر جديدا بالنسبة لي هو غادة المحمدي، فيما بعد بدت لي أعمال غادة أكثر وضوحا، وان قاربت أسلوب علا، التي تراجعت عن اسلوبها او خفت اعمالها الفنية بعد ذلك؛ خشية الوقوع في شرك المفاضلة، تتبين صيغ علا على نحو تحافظ فيه على طريقة ادائها واختيار مواضيعها على ان غادة أكثر ميلا الى تناول الوجوه الأنثوية، ومع بساطة يمكن تمييزها. تنشط الفنانة فاطمة النمر منذ بداياتها قبل أعوام مشاركة وحضورا، آخرها في الشارقة، تتجه إلى أعمال الديجيتل وإلى توظيف الصورة، وقد استطاعت في فترة قياسية ان تلفت الانظار بأعمالها ذات المساحات الكبيرة، وبتناولها او تقديمها نفسها او صورتها في بعض ما شاهدته لها في وسائل التواصل، تمهر اللوحة أحيانا بوجودها مقابل الصورة، وهي -لا شك- تبشر بمستوى متقدم لفنانة شابة ينتظر منها الكثير. في ذات السياق الديجيتل، قدمت فنانة هي امتثال العوامي معرضا في قاعة تراث الصحراء، اعتبره بداية جيدة لها يمكن ان تحقق من خلال نتائجه أعمالا تميزها وسط كم الاسماء النسائية، تعتبر تغريد البقشي اسما يمثل حيوية الحضور والمشاركة في العديد من الفعاليات المحلية، كانت آخر مشاركاتها، تقديم عمل كبير لها في معرض الفن السعودي الحديث والمعاصر في البحرين، والعمل من مجموعة المنصورية وعرض في معرض 21/39 بجدة ضمن أعمال الشباب قبل أشهر، وجوه تغريد باتت معروفة فهي تبسط إلى حد غياب التعبير وتركن غالبا الى الفكرة التي تحقق مواضيع تلامس هموم وقضايا نسائية، واضافت في معرض أقامته منذ شهور، في قاعة تراث الصحراء، موضوع السفر وفيه التقطت صورا لأنواع من الحقائب عرضت المجموعة في مقدمة المعرض. تقابل تغريد فنانة من مدينتها هي سلمى الشيخ، التي أقامت معرضا خاصا في اتيليه فن بالقطيف، قبل اكثر من شهر، وأعمال سلمى تتنوع في رسم ملامح بيئية يطغى فيها المعمار المستوحى من مدينتها الاحساء، وارى ان على (سلمى) تأكيد وترسيخ وجودها في الساحة المحلية، بتنظيم نشاطاتها الداخلية وبذل المزيد من التجويد والعمل على أعمالها الفنية. [email protected]