ضمن سلسلة الأعمال العدائية اليومية ضد أبناء الأحواز، قامت قوات الاحتلال الفارسي، باعتقال عدد من الناشطين العرب في مدينة الخفاجية خلال الأيام الماضية، وذلك على أثر فاعلية التنسيقات العربية في الإمارة العربية المحتلة. وذكرت مصادر أحوازية، أن قوات الاحتلال داهمت منزل سعدون حسن المرمضي، في مدينة الخفاجية، وعبثت في محتوياته، وقامت باعتقال سعدون حسن واقتادته إلى مكان مجهول، كعادتها دائما، حيث تقوم بإخفاء المعتقلين والشهداء أيضا. وأضافت المصادر الأحوازية والقريبة من حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، أن المواطن سعدون المرمضي البالغ من العمر 35 عاماً، والذي يعمل في سلك التعليم وله حضوره الفاعل والمؤثر، وسط شرائح واسعة من أبناء الخفاجية، نظراً لمواقفه الوطنية والعربية. وفي السياق ذاته، اعتقلت قوات الاحتلال الفارسي الجمعة، المهندس مهدي السعيدي عقب انتهاء صلاة الجمعة في مدينة الخفاجية. وأوضحت أن عملية الاعتقال جاءت بعدما قام المهندس مهدي السعيدي بالاحتجاج على تصريحات خطيب الجمعة في المدينة، والذي عبر من خلالها عن استيائه من ممارسات دولة الاحتلال الفارسية في التمييز العنصري ضد المواطنين الأحوازيين. ويرجح الكثير من المتابعين للشأن الأحوازي، أن الاعتقالات العشوائية التي تنفذها قوات الاحتلال الفارسي تهدف إلى كسر إرادة الشعب الأحوازي وثنيه عن مقاومة الاحتلال. وفي هذا السياق، يؤكد الإعلامي الأحوازي، محمد حطاب شنان، أن تصاعد عمليات المقاومة الأحوازية في الأيام الأخيرة وبشكل ملحوظ، يعد مؤشرا على تطور المقاومة والتنسيق بينها واستفادتها من البيئة الإقليمية، مؤكدا بأن الترحيب الأحوازي بفريق الهلال السعودي، كان لافتا للانتباه، وتعبيرا عن لقاء عربي، حيث قامت القوات الإيرانية باستهداف المشجعين الأحواز، الذين ارتدوا الزي العربي، مما ولد مزيدا من الاحتقان وسط الشارع الأحوازي، وأدت إلى تعالي الأصوات الشعبية المنادية بالرد على هذا الفعل البربري. وأضاف شنان، أن ما تعرض له شباب الأحواز كانت له أصداؤه في مدينة الحميدية، حيث هاجمت المقاومة الوطنية الأحوازية مقرا للحرس الثوري، وأسفر الهجوم عن مصرع 3ضباط وجرح 5 آخرين، ثم توالت بعدها العمليات وامتدت إلى مدن أخرى مثل الأحواز العاصمة، الخلفية، الخفاجية والحويزة، وانتهاء بالحميدية، حيث العملية النوعية التي استهدفت حاجزا للشرطة وأدت إلى مقتل 4 جنود وجرح واحد وقال شنان، إن هذا الفعل يؤكد على جهوزية المجموعات المسلحة التابعة للمقاومة الوطنية من حيث الإقدام والمبادرة، إذ يتطلب مهاجمة المراكز والمقرات العسكرية إلى تخطيط دقيق وقوي يتلافى الخسائر للجهة المهاجمة ويلحق أكبر ضرر بالعدو، وهذا ما حدث في هذه العمليات، ومن أبرزها عملية الحميدية الأخيرة. ويشير بشكل واضح إلى تطور أساليب المقاومة واعتمادها عنصر المفاجأة والمباغتة في ضرب العدو كان واضحاً، حيث بينت الكمائن التي نصبتها المجموعات المسلحة في السوس والأحواز هذا الأمر بشكل جلي. ويتطلب هذا العنصر من الجهة المهاجمة السرعة في الإقدام والمبادرة عند الهجوم والمرونة عند الانسحاب من مسرح العمليات، ويمكن لمس هذا الأمر في عمليات المقاومة الوطنية. واختيارها التوقيت المناسب باعتباره من العناصر الهامة في نجاح أي عمل عسكري، وهذا ما عمدت عليه المقاومة عندما استثمرت حالة الاحتقان الشعبي بعد قمع المتظاهرين في ملعب الغدير يوم 17 مارس/آذار، واغتنمت الأضواء الإعلامية التي سلطتها القنوات والصحف والمواقع العربية على القضية الأحوازية خلال الأيام الماضية. وقال شنان: إن اتساع رقعة العمليات من الناحية الجغرافية عد من أبرز نجاحات عمليات المقاومة الوطنية في هذه الفترة، حيث شملت عدة أقضية منها الأحواز والخفاجية والحويزة والخلفية والسوس والحميدية والبستين. مما يظهر قدرة المناورة عند المجموعات المسلحة، ونقل الصراع إلى أي نقطة جغرافية تبتغيها. ولعل دخول مناطق الخفاجية والحويزة والبستين إلى خط المقاومة المسلحة يعد من أهم الإنجازات التي حققتها المقاومة الوطنية على هذا الصعيد. ويرى شنان أن عمليات المقاومة حالة كشفت الإرباك والخوف التي تعيشها قوات الاحتلال، إذ إن العمليات المتكررة في منطقة جغرافية معينة وخلال أيام متتالية بالرغم من حالة الاستنفار الأمني والعسكري تكشف هذا الأمر، وهذا ما حدث في عمليات الخفاجية عندما استهدفت المقاومة الوطنية أربعة مقرات عسكرية خلال ثمانية أيام. من جهته، أكد الناشط الأحوازي هادي محمد جواد لعدد من وسائل الإعلام، أن فاعلية المقاومة الأحوازية في هذه الفترة كان لها علاقة قوية بعاصفة الحزم العربية، والتي ضاعفت حجم الاحتجاجات، وأعطت الأحوازيين أملا باستعادة بلدهم ووطنهم، وأضاف جواد ، الذي اعتقل أكثر من مرة في السجون الفارسية، أن على الحكومات والدول العربية أن تعي بأن الأحواز العربية هي خط الدفاع الأول بينهم وبين مشروع الولي الفقيه، وأن الأحوازيين اكتسبوا تجربة طويلة في طرق مقارعة هذا النظام ، وانه متى ما تحررت أرض الأحواز عادت ثروات الأحواز (رجالا وموارد) إلى يد أهلهم العرب، وذلك لا يحتاج إلا إلى بعض الدعم والتنسيق مع إخوانهم الثوار من عرب الأحواز . مظاهرة في لندن تنديدا بالاحتلال الفارسي للأحواز العربية