أظهر العام 2014 مؤشرات قوية على الانتعاش من حيث نشاط الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي منذ تباطؤ أداء أسواق المال في أعقاب الأزمة المالية. كان التحسّن في أداء السوق وأساسيات الاقتصاد الكلي وكذلك البيئة التنظيمية المواتية من العوامل التي أسهمت في ارتفاع معنويات السوق الإيجابية وفتح شهية المستثمرين، وتشجيع الشركات المصدرة لتنفيذ خطط الاكتتاب الخاصة بها، وذلك بحسب «بي دبليو سي» الشرق الأوسط. واستحوذت كل من المملكة والإمارات العربية المتحدة على النصيب الأكبر من حيث نشاط سوق الاكتتابات خلال عام 2014، حيث بلغ نصيب المملكة ما نسبته 38٪ من إجمالي عدد الاكتتابات و63٪ من إجمالي العائدات، بينما بلغ نصيب الإمارات العربية المتحدة ما نسبته 31٪ من إجمالي عدد الاكتتابات و27٪ من إجمالي العائدات المحققة. ويواصل السوق السعودي «تداول» تربعه على عرش أسواق المال الأكثر سيولة في المنطقة، في وقت ينتعش فيه النشاط بدولة الإمارات العربية المتحدة ولا سيما في سوق دبي المالي خلال عام 2014. وشهد الربع الأخير من عام 2014 ما مجموعه خمسة اكتتابات عامة أولية في دول مجلس التعاون الخليجي محققة عائدات بقيمة 7.3 مليار دولار، ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي الذي شهد ما مجموعه ثلاثة اكتتابات بعائدات 179 مليون دولار. وكان أداء الاكتتابات خلال الربع الأخير من عام 2014 أيضاً أقوى من الربع السابق من العام نفسه، حيث بلغت عائدات اثنين من الاكتتابات 1.6 مليار دولار. وشملت عمليات الطرح خلال هذا الربع البنك الأهلي التجاري الذي أدرج أسهمه في سوق تداول السعودية وحقق 6.0 مليار دولار ما جعله أكبر اكتتاب خلال عام 2014 في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب شركة «دبي باركس آند ريزورتس» التي أدرجت أسهمها في سوق دبي المالي وحققت عائدات بقيمة 695 مليون دولار، وشركة أمانات القابضة التي أدرجت هي أيضا أسهمها في سوق دبي المالي محققة 382 مليون دولار، وشركة الصناعات الكهربائية، وأدرجت أسهمها في سوق تداول وحققت 194 مليون دولار، وكذلك شركة المها للسيراميك التي أدرجت أسهمها في سوق مسقط للأوراق المالية وحققت عائدات بقيمة 21 مليون دولار. وبالنظر إلى أداء سوق الاكتتابات العامة الأولية لهذا العام، فقد بلغ عدد الشركات التي أدرجت أسهمها في أسواق المال ما مجموعه 16 شركة بإجمالي عائدات 10.8 مليار دولار مقابل تسعة اكتتابات بعائدات 702 مليون دولار خلال عام 2013. يستحوذ الربع الأخير من عام 2014 على نسبة 68% من إجمالي العائدات التي تحققت خلال السنة والبالغة 10.8 مليار دولار. شهد النصف الأول من عام 2014 في المجمل تسعة اكتتابات بقيمة 1.9 مليار دولار، في حين شهد الربع الثاني سبعة اكتتابات بقيمة 8.9 مليار دولار. وبالتالي، كان النصف الأول الأقوى من حيث عدد الاكتتابات، بينما كان النصف الثاني الأقوى من حيث إجمالي قيمة الطرح. وواصلت أسواق الديون في دول مجلس التعاون الخليجي نشاطها في عام 2014 بفضل تنامي ثقة الشركات المصدرة إلى جانب الطلب القوي من قبل المستثمرين. وعلى الرغم من الاضطراب الاقتصادي والسياسي العالمي، ظلت أسواق رأس المال نشيطة ورأينا دخول مصدري الديون إلى السوق بكل ثقة. وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة لاعباً رئيسياً خلال الربع الأخير من عام 2014 من حيث سندات الشركات بإصدارات بارزة منها على سبيل المثال بنك الإماراتدبي الوطني الذي أصدر سندات بقيمة 1.0 مليار دولار، وشركة مبادلة جي إي كابيتال التي أصدرت سندات بقيمة 500 مليون دولار، وكلا الإصدارين بفترة استحقاق تبلغ خمس سنوات. فيما أصدر بنك الكويت المركزي سلسلة من السندات خلال هذا الربع تشمل سندات على خمس شرائح قيمة كل منها 510 ملايين دولار، وسندات بقيمة 595 مليون دولار أمريكي، وسندات على ثلاث شرائح قيمة كل منها 425 مليون دولار، كما أصدر بنك الكويت المركزي أيضاً أربع شرائح من سندات الخزينة قيمة كل منها 170 مليون دولار.