أفادت بيانات عالمية بأن سوق السندات الخليجية شهدت خلال الربع الثاني من السنة نشاطاً كبيراً ساهم في تربع القطاع المصرفي على عرش سوق السندات المؤسسية، بينما شهدت الاكتتابات الأولية في دول الخليج خلال الفترة ذاتها تراجعاً كبيراً مقارنة بالعام الماضي نتيجة التطورات السياسية في المنطقة. وأكدت شركة «بي دبليو سي الشرق الأوسط» في تقرير أصدرته أمس عن أداء أسواق دول الخليج، أن سوق السندات شهدت إصدارات مهمة من بنك الكويت المركزي الذي بلغت عائداته الإجمالية 6.7 بليون دولار من أسهم الخزينة والسندات الحكومية الطويلة الأجل. وأشار التقرير الى أن القطاع المصرفي استفاد من إصدارات كبيرة من المصارف في الإمارات وقطر، شملت الشريحة الأولى من رأس المال ل «بنك الإماراتدبي الوطني» بقيمة بليون دولار، إلى جانب إصدار آخر بالقيمة ذاتها من «بنك قطر الوطني»، في إطار خطة السندات الأوروبية الصغيرة الأجل للمصرف، إضافة إلى إصدارين من «بنك أبو ظبي الوطني» و «بنك دبي التجاري» ب465 مليون دولار و500 مليون على التوالي. ولاحظ في أعقاب الهدوء الذي ساد الربع الأول من السنة، ان سوق الصكوك السعودية كان من أكثر الأسواق نشاطاً في الربع الثاني، بإصدارات كبيرة على مستوى القطاعين المؤسسي والحكومي. وشملت هذه الإصدارات الصكوك الصادرة من «بنك التنمية الإسلامي» بعائدات بلغت بليون دولار، ومن «الشركة السعودية للكهرباء» و «شركة صدارة للكيمياويات» بعائدات بلغت بليوني دولار لكل منهما، إضافة إلى الصكوك الصادرة من شركة «دانة غاز» الإماراتية التي حققت 850 مليون دولار من طرحها المستهدف لإعادة تمويل ديونها القائمة. وأكد التقرير أن نشاط الاكتتابات العامة الأولية في دول الخليج استمر في التراجع خلال الربع الثاني، إذ شهد ثلاثة اكتتابات جديدة لم تتجاوز قيمتها 48 مليون دولار، في مقابل اكتتابين ب337 مليوناً خلال الربع الأول. ولفت إلى تراجع متوسط قيمة الاكتتابات 94 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي الذي شهد أربعة اكتتابات ب1.1 بليون دولار، مؤكداً أن الربع الحالي شهد، على رغم الانخفاض الملحوظ في قيمة الاكتتابات، استقراراً نسبياً في عدد الاكتتابات الذي بلغ ثلاثة. وأظهر أن سوق مسقط للأوراق المالية سجلت أول اكتتاب هذه السنة قيمته ستة ملايين دولار لشركة «الشرقية لتحلية المياه» التي شهدت أسهمها إقبالاً كبيراً على رغم انخفاض قيمة الطرح. وشملت الاكتتابات العامة الأولية الأخرى خلال الربع الثاني من قيام شركتين من شركات التأمين العاملة في السعودية بطرح أسهمها، وهما «شركة الجزيرة للتكافل التعاوني» و«شركة المجموعة الأميركية الدولية»، بقيمة 28 مليون دولار و14 مليوناً على التوالي، إلى جانب «البنك العربي الوطني للتأمين التعاوني». وكان ل «مجموعة مستشفيات النور» في أبو ظبي الطرح الأبرز تمثل في إدراج 33 في المئة من أسهمها في قطاع الأسهم الرئيسة في سوق لندن للأوراق المالية، محققة عائدات بلغت 342 مليون دولار، بينما حققت شركة «إن إم سي هيلث بي ال سي» 187 مليوناً من اكتتابها العام الأولي في سوق لندن للأوراق المالية عام 2012. وقال رئيس أسواق رأس المال في «بي دبليو سي الشرق الأوسط» ستيفن دريك «يبدو أن المخاوف من الركود الاقتصادي في عدد من الأسواق العالمية، والاضطرابات المتصاعدة في مصر ودول أخرى في الشرق الأوسط، أدت إلى ضعف إقبال المستثمرين وساهمت في خفض قيمة الاكتتابات خلال الربع الحالي»، متوقعاً أن تواصل أسواق رأس المال في المنطقة هدوءها إلى حين استقرار أداء أسواق رأس المال العالمية والأوضاع السياسية في المنطقة. وأضاف: «شهدت سوق سندات الدين أداءً أقوى في بداية الربع الثاني نظراً إلى العائدات الكبيرة التي تحققت، ولكن مع نهاية الربع المذكور تراجع الأداء بسبب التشدد في أسعار الفائدة، ما دفع بعض الجهات المصدرة إلى تأجيل إصداراتها». إلى ذلك واصلت الاكتتابات العامة الأولية نشاطها في الأسواق الأوروبية خلال الربع الثاني على خلفية الانطلاقة القوية في بداية السنة محققة 6.8 بليون دولار، بزيادة نسبتها 58 في المئة مقارنة بالربع الأول. واستحوذت الاكتتابات ال10 الكبرى على أكثر من 81 في المئة من العائدات خلال الربع الثاني، ومنها اكتتابات مؤسسة «بي بوست» للخدمات البريدية في بلجيكا.