سيظل سقوط الهلال عن عرش البطولات حلمهم الأبدي، وسيظل ضياع الهلال أمنيتهم الأبدية، وسيظل ابتعاد الهلال عن تحقيق الإنجازات همهم الوحيد الذي أشغلهم حتى عن تطور ورقي أنديتهم. هم سعداء سعادة الطفل بالهدية والهلال لا ينافسهم، هم يحتفلون بكل كبوة يتعرض لها الهلال، هم يقيمون الولائم مع كل بطولة يخرج منها الهلال لأنهم يعلمون علم اليقين أن الأصل والصحيح والواقع والمألوف أن يتوج الهلال بكل البطولات، في البرامج الفضائية يتغامزون وعبر الصحف الورقية يلمزون وعبر وسائل التواصل الاجتماعي يغتابون. الغالبية منهم تحت أسماء مستعارة، هم يحاربون الهلال بشتى الوسائل وبمختلف الأسلحة وعبر كافة الجبهات، ينسون أنديتهم ويتذكرون الهلال، ينسون إخفاقاتهم وفشلهم وغيابهم الطويل ويتذكرون لاعبي الهلال، حتى وهم مع المنتخبات، الفرق الصغيرة عندما تتطاول على الهلال خلال فترة فقدان التوازن، هذه الفرق عندهم توازي في مفاهيمهم فرقا أوروبية، هذه الفرق في عقولهم أفضل من أنديتهم نفسها. وجدوا الفرصة متاحة لهم للنيل من الهلال وهو الجريح الذي لا يستطيع أحد النيل منه إلا وهو جريح. فرصة النيل من الهلال أوجدتها الأخطاء الإدارية القاتلة التي ما زالت مستمرة، وستتواصل ما لم يقتنع صناع القرار في هذا النادي الكبير بأن ناديهم يسير في طريق مظلم. الهلال يسير تحت قيادة مدرب متقلب المزاج بجانبه لاعبا قلب دفاع، ويجبر لاعب محور على شغل المركز. مدرب مرتبك يلعب أمام فرق من وسط وقاع الترتيب ويقوم باستبدالات كارثية. مدرب مشتت ذهنيا لم ينعم فريقه بالاستقرار الفني منذ تولي رئاسة الإدارة الفنية، مدرب ما زال مصرا على الاستفادة من مواهب الفريق القادمة، مدرب صاحب استراتيجيات متناقضة يهاجم وفريقه بحاجة إلى الدفاع، ويدافع وفريقه في أمس الحاجة للهجوم. وجدوا الفرصة متاحة لهم للنيل من الهلال باستمرار الأخطاء الإدارية وتفاقمها والإصرار على غض الطرف عنها. أخطاء إدارية متكررة، أخطاء إدارية بدأت بطيبة القلب ومثالية التعامل مع الخصوم، وعندما أقول الخصوم فإنني أعني ما أقول؛ لأن للهلال منافسين شرفاء وخصوما كخفافيش الظلام، أخطاء إدارية بدأت بعدم وجود آلية ممنهجة في عملية رحيل النجوم الكبار، فوجدنا أكثر من لاعب دولي محلي وأجنبي خارج أسوار النادي. أخطاء إدارية بعدم وجود خطط واضحة وظاهرة للعيان في عملية استقطاب اللاعبين، فوجدنا أشباه لاعبين يرتدون شعار الفريق وهم لا يستحقون ذلك، أخطاء إدارية بعدم وجود استراتيجية شفافة لتدعيم الفريق بلاعبين بدلاء، ومن يعرف الهلال يعرف أن اللاعب البديل فيه كاللاعب الأساسي إن لم يكن أفضل منه. وجدوا الفرصة متاحة لهم للنيل من الهلال بعدم وجود إدارة إدارية مؤهلة بالتعامل مع اللاعبين، وإدارة فنية تناقش المدرب وتحاسبه عن كل خطأ يرتكبه خلال المباريات. الهلال كان وما زال وسيظل عنوان البطولات وكل متعقل ومنصف يعرف أن مقولة (يمرض ولا يموت) هي في الأصل قيلت عن الهلال، وقالها الأسطورة سامي الجابر عندما كان قائدا ميدانيا للفريق قبل أكثر من عشرة مواسم. الهلال يبتعد عن الواجهة لكنه لا يغيب عنها مطلقا لسبب بسيط جدا، هو أن للهلال رجالا ينتشلونه من الغرق وعلى وجه السرعة، ولا يكتفي هؤلاء الرجال بانتشال زعيمهم فقط، بل يساعدونه على النهوض وجندلة الخصوم والتفوق على المنافسين. قبل الوداع.. يسكبون دموع التماسيح على حالة عدم التوفيق التي صاحبت نتائج المنتخب السعودي الأول، والسبب معروف وهو أن معظم لاعبيه من الهلال وكأن في الأمر جديدا، جميع المنتخبات السعودية عبر تاريخها الطويل فيها لاعبون كثر من الهلال، وكانت تحقق البطولات والإنجازات، وما هذا المنتخب إلا امتداد لمنتخبات سابقة، إذا كان معظم لاعبي المنتخب من الهلال فلأنهم يستحقون، ولا يوجد في الأندية التي يعشقونها من هو أفضل منهم.