استضاف معرض "العين تقرأ 2014" الكاتب سلطان العميمي مساء الاثنين الماضي في ندوة تحدث فيها عن تجربته في الكتابة والتأليف، فهو شاعر وناقد وباحث وقاص وروائي. وتنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الدورة السادسة من المعرض خلال الفترة من 27 اكتوبر الماضي إلى 2 نوفمبر في مركز العين للمؤتمرات في الخبيصي، ويشارك في المعرض 68 عارضا محليا يقدمون أكثر من 55 ألف عنوان من الكتب والمراجع العلمية والأدبية باللغتين العربية والإنجليزية. وقدم الندوة الشاعر ابراهيم الهاشمي، الذي أوضح أن العميمي - الذي يشغل منصب مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي وعضو لجنة تحكيم مسابقة شاعر المليون التلفزيونية - له أكثر من 17 كتابا تتميز بالدقة في البحث والتوثيق خاصة في الثقافة الشعبية. وقال العميمي: إن علاقته بعالم الكتابة بدأت بعد تخرجه من جامعة الإمارات، حيث كانت لديه ميول قديمة للكتابة والإعلام، وظل الطموح يلازمه حتى وجد فرصة لاكتساب خبرة عملية في جريدة الخليج وامتدت إلى خمس سنوات، مارس خلالها كل أشكال الكتابة الصحفية، ومن هذه الخبرة بدأ مشروعه في التأليف. وقال: «في هذه الفترة بدأت أبحث عن معلومات عن الشاعر سالم الجمري، واستغرقني البحث سنتين، ولم أكن قد فكرت في نشر المادة في كتاب، بل كنت أحاول سد فضول عن الشاعر الذي لم تكن تتوفر عنه معلومات مكتوبة لا عن شعره ولا سيرته، ولما أنجزت البحث سلمته للمسؤول عن الصفحة الثقافية في الجريدة والذي نصحني بنشره في كتاب بعد التوسع بالمادة، وهذا ما كان». وجد العميمي نفسه في عالم البحث في الشعر الشعبي، ثم تطور إلى الحكايات الشعبية واللهجات، وهو أمر فتح له الباب للقراءة في مختلف التخصصات، ويقول: «سالم الجمري جعلني أقرأ في اللهجات والتاريخ والجغرافيا والسياسة وسافرت إلى الكويت لأرى المنطقة التي عمل بها الجمري وقابلت أشخاصا عاصروه هناك، وكلما قرأت أكثر وجدت أني أجهل الكثير». ومن تجربة تأليف هذا الكتاب قال العميمي: إنه تعلم دروسا عديدة أهمها التروي في الكتابة، وقال : «على الكاتب ألا يتوهم انه عالم في مجاله مهما تحصل من المعرفة، عليه الحذر من الغرور بما يعرف ويترك مجالا للشك فيما يعرف». أما القصة القصيرة فقد اكتفى بنشر 3 قصص قصيرة فقط من مجموع 60 قصة كتبها على مدار 8 سنوات، حيث استفاد من نصائح بعض الزملاء الكتاب، وبدأ يقرأ الأدب الروسي والأجنبي عموما. وتوقف عن الكتابة سنتين، ثم عاد لما كتبه وتبرأ منه، وقال: «أعدت كتابة أكثر القصص واختصرت بعضها وتخليت عن الباقي، وتعلمت أن الكاتب في بداياته لا يعرف ما يكفي ويرى أي شيء يكتبه جميلا في حين لا يكون ناضجا». وفي 2005 كتب العميمي ما يعتقد أنه رواية في غضون شهر كما يقول : «وبعد ما عرضتها على بعض الأصدقاء وأنا فرح بها قال أحدهم لا أنصحك بنشرها، وآخر قال لي: أبق في عالم الشعر الشعبي، فأصبت بالإحباط وأقفلت على الرواية الأدراج ونسيتها، وأخذت أقرأ أكثر في الرواية ومختلف العلوم حتى كتبت نصا آخر وارسلته لأصدقاء آخرين، وفي انتظار ردهم أخرجت الرواية القديمة وخجلت منها لأنها لم تكن رواية». وختم العميمي بقوله : «كان لدى استسهال واستعجال في الكتابة، ولم أعد كذلك «.