أكد الدكتور عبدالله عسيري وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية ورئيس منصة مكافحة العدوي في مركز القيادة والتحكم أنه تم فحص 134 عينة "كورونا" للالتهاب الرئوي للحجاج هذا العام وكانت النتائج كلها سلبية ولله الحمد. وقال في مؤتمر صحافي عقده في مستشفى منى الطوارئ خلال رده على سوال خاص ل "اليوم" أن الالتهاب الرئوي تم عمل بروتوكول خاص به في حج هذا العام بخلاف الحج في العام الماضي ، إذ أن كل التهاب رئوي له يعمل له فحصين ، فحص للكورونا وفحص للأنفلونزا ، ولكن حتى الآن تم فحص 134 عينة للالتهاب الرئوي من بداية شهر ذو الحجة وحتى الآن كانت النتيجة لكل العينات سلبية ولله الحمد"، موضحا أنه حتى الآن لم تسجل أي حالة بين ضيوف الرحمن مصابة بفاشيات الأمراض وهي الإسهال والتسمم نتيجة التخزين السيئ للأغذية. وعن انتقال العدوى في المنشآت الصحية ، قال الدكتور عسيري" العدوى المكتسبة داخل المنشآت الصحية هي مشكلة عالمية بغض النظر عن نوع الخدمة الصحية المقدمة فهناك مخاطر بسبب التداخلات التي تحصل للمريض أثناء تنويمه في المستشفى ، والطريقة العالمية المعتمدة للتحكم في هذه العدوى تبنى أولا على تدريب العاملين في المنشآت الصحية على أساليب مكافحة العدوى ، وتوفير مستلزمات خاصة في مكافحة العدوى ،وبرامج مكافحة العدوى موجودة في كافة المنشآت الصحية ، وهي تستهدف كافة العاملين ، ولكن هناك بعض العاملين يناط بهم أعمال مراقبة مكافحة العدوى". وأضاف، نحن نركز على عدد من الأمراض المعدية داخل المنشآت الصحية التي هي أكثر انتشارا من غيرها ، مث الالتهابات الدموية ، والالتهابات الجراحية ، والتهابات قساطر البول، وهذه أنواع من العدوى تستخدم طرق معينة للوقاية منها، وقد يكون منعها بشكل كامل في غير المتناول ولكن هناك وسائل للتقليل منها ، وهذا هو الهدف الأسمى من جميع برامج مكافحة العدوى. وزاد، طبعا بعد ما حصل العام الماضي من تزايد في حالات الكورونا ، وارتباط بعض هذه الحالات بانتقال العدوى داخل المنشآت الصحية كان هناك توجه عام لإعادة النظر في دعم مكافحة العدوى في المنشآت الصحية بالكوادر والتدريب والتجهيزات اللازمة مع المرض وكان هذا السبب في تخصيص منصة كاملة لمكافحة العدوى في مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة لتوجيه هذه الجهود وتسليط الضوء عليها وإعطائها الدعم المطلوب من الناحية المادية ومن الناحية البشرية ، وكذلك توفير الخبرات الأجنبية التي تستطيع أن تدعم التدريب في هذا المجال ، والحمد لله فقد بدأت الوزارة في برنامج تدريبي طموح جدا لجميع العاملين الصحيين والهدف منه تدريب كل من له علاقة في المريض في أكثر من 418 مستشفى ، الغالبية العظمى منها مستشفيات وزارة الصحة ، ولكن هناك أيضاً عدد من مستشفيات الخاصة الكبرى دخلت في البرنامج التدريبي ، وهناك 5 فرق مكونة من مدربين دوليين من كندا وتركيا وأوروبا ، وهؤلاء المدربين يذهبون بأنفسهم إلى المنشأة الصحية ويمكثون فيها لمدة أسبوع كامل يدربون العاملين الصحيين على أساليب مكافحة العدوى ، ويدربون قسم مكافحة العدوى داخل المستشفى على كيفية متابعة الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى، والآن أكملنا تقريباً هذه المستشفيات ، وقد أعطينا الأولوية لمستشفيات مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة نظرا لأنها معظم هذه النشاطات بدأت مباشرة قبل شهر رمضان ، وكانت كل هذه استعدادات لموسم العمرة في رمضان ، وأيضا لموسم الحج. كما بين أن الخطة المعتمدة مستقبلا للبرنامج التدريبي لمكافحة العدوى ستعتمد على أنه بعد انتهاء التدريب سوف يكون هناك نوع من الفرق الثابتة للمراقبة على الالتزام بما تدرب عليه المتدربين، وقال "وهذه الفرق تكونت من كوادر سعودية من خريجي دبلوم مكافحة العدوى الذي تخرجت الدفعة الأولى قبل سنة ، وأيضا الدفعة الثانية بعد نحو أربعة أشهر ، وهذه الكوادر مدربة على أعلى مستوى ، ولكن المشكلة أن عدد الخريجين لا يكفي لتغطية كافة المنشآت الصحية في المملكة ولكنهم سيكونون نواة لهذه الفرق التي ستكون دائمة وتقوم بزيارات دورية لكل منشأة صحية ، وإذا كان هناك مشاكل في منشأة صحية معينة فسوف تتكرر الزيارات لتلك المنشأة حتى يتم حل هذه المشكلة ، وتبقى المشكلة الكبرى في مكافحة العدوى هي في الالتزام ، لأن كل الممارسين الصحيين يعرفون ماهي أساسيات مكافحة العدوى لكن لأسباب متعددة منها ضغط المل والنسيان والتجاهل من البعض للأسف قد ينسوا أساسيات مكافحة العدوى فيحتاجون إلى نوع من المراقبة والتذكير والتدريب المستمر للمحافظة على الالتزام بأساسيات مكافحة العدوى". وأجاب الدكتور عبدالله عسيري على أسئلة وسائل الإعلام حيث قال ردا على سؤال حول تطبيق وزارة الصحة لمبدأ الثواب والعقاب على من لا يلتزم بأساسيات وأساليب مكافحة العدوى في المنشآت الصحية" مبدأ الثواب عادة يكون أكثر فعالية من مبدأ العقاب ، ونحن قبل أن نذهب إلى مبدأ العقاب علينا أن نعطي العاملين الأساسيات بأن ندربهم". وأضاف ، وبالنسبة لمبدأ الثواب فإذا كان هناك ممارس صحي مميز وأداؤه جيد ونقول دائما أن نظافة الأيدي لا بد أن يكون الالتزام به أكثر من 95% ، وفي كل العالم هذا الالتزام لا يتجاوز 50% ، ولكي تحفز الممارس الصحي يربط ذلك ببدل التميز ، وهناك حوافز أخرى مثل حضور المؤتمرات الخاصة بمكافحة العدوى ، وتلك الحوافر مهمة جدا للممارسين الصحيين للالتزام بأساليب مكافحة العدوى. وفيما يتعلق بمهام منصة مكافحة العدوى في مركز القيادة والتحكم ومهام الإدارة العامة لمكافحة العدوى في الوزارة ، أوضح عسيري أن مهام مركز القيادة التحكم هي وضع الأطر والسياسات العامة للعمل والإرشادات فيما الإدارات في الوزارة هي إدارات تنفيذية، ومركز القيادة والتحكم أضاف لتلك الإدارات بعدا ودعما أكبر. كما أجاب على سؤال حول انتشار مرض كورونا وتغير نمطه بسبب الإجراءات التي اتخذته وزارة الصحة قائلا" بداية انتشار الكورونا في المملكة كانت عدوى في المجتمع ثم تضخمت داخل المنشأة الصحية بسبب عدوى ثانوية داخل المنشأة الصحية ، ومنذ 15 مايو الماضي لم تسجل أي حالة إصابة لممارس صحي داخل المنشأة الصحية، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل إدراك الممارسين الصحيين بأهمية مكافحة العدوى وكيفية حماية أنفسهم بسبب تكثيف التدريب ورفع التوعية من خلال وسائل الإعلام"، مشيرا إلى أن البرنامج التدريبي للممارسين الصحيين العاملين في حج هذا العام تم تركيزه على مرضي كورونا وإيبولا ، حيث كان برنامجا عمليا للممارسين الصحيين لكيفية تشخيص حالات كورونا وإيبولا وكيفية حماية أنفسهم ، وكذلك تم التوسع في غرف العزل الموجودة في المشاعر المقدسة بزيادة 20 غرفة عزل في مستشفى شرق عرفات إضافة إلى 50 غرفة عزل موجودة في المشاعر المقدسة من السابق ، وتم تزويد المستشفيات بأجهزة فلترة للهواء عالية القدرة تجعل الغرف العادية إلى أن تكون بمثابة غرف عزل، حيث تم توفير 35 جهازا من تلك الأجهزة ، ولهذا فقد زادت طاقة الغرف الاستيعابية إلى 50 % هذا العام". وفي معرض رده على سؤال حول المختبر المتنقل في شرق عرفات، أوضح عسيري انه مختبر متكامل لفحوص كورونا ، وهناك مختبر آخر في مستشفى حده في مكةالمكرمة وهو يعمل من العام الماضي وقد تم دعمه هذا العام حتى يعمل بكامل طاقته. وفيما يخص الإجراءات التي قامت بها وزارة الصحة للتعامل مع الإبل داخل عرفات ، قال الدكتور عبدالله عسيري" لاشك أن الإبل مصدر مهم لانتقال الكورونا وكان هناك محاولات حثيثة من الوزارة للتحكم في دخول وخروج الإبل من وإلى المشاعر المقدسة بالتعاون مع إمارة منطقة مكةالمكرمة وأمانة العاصمة المقدسة من خلال مذكرة تفاهم بأن الإبل التي تستخدم للأضحية والفدية في الحج بأن تكون محصورة في مكان محدد ، وقد تم التنسيق مع البنك الإسلامي للتنمية ومع الأمانة بأن يدرب العاملون في المسالخ على كيفية حماية أنفسهم ، وقد حاولنا بأن يكون هناك منع كامل لذبح الإبل ولكن لم يكن ذلك ممكننا لأن الإبل تشكل نسبة كبيرة من الهدي والأضاحي في الحج، ولهذا تم تحديد مكان محدد للذبح ومنع الذبح العشوائي سواء للأبل أوغيرها، وهناك توجيهات صارمة من أمير منطقة مكةالمكرمة بعدم الذبح العشوائي. كما حدد رئيس منصة مكافحة العدوى في مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة الدكتور عبدالله عسيري 3 أنماط لانتقال عدوى كورونا وهي أن يكون هناك احتكاك مباشر من الإنسان مع الإبل حيث ينتقل له المرض مباشرة ثم ينقله الإنسان للمخالطين له ، والنمط الثاني هو العدوى داخل المنشآت الصحية ، والنمط الثالث هو العدوى غير معروفة المصدر، وحاليا كل الحالات التي تصاب لها علاقة مباشرة مع الإبل". وفيما يتعلق بالتنسيق بين وزارة الصحة والمراكز الطبية العالمية للتعاون فيما يخص مرض كورونا قال الدكتور عسيري" منذ بداية مرض كورونا تواجد ممثل لمنظمة الصحة العالمية في المملكة وللمنظمة تواجد دائم في مركز القيادة والتحكم ، وهناك بعثات أجنبية جاءت إلى المملكة وسجلت تقاريرها عن المرض وهناك تواصل مع مركز مراقبة الأمراض الأمريكي وجامعات ومراكز عالمية". وعن عدد الحجاج الذين تمت معاينتهم هذا العام ، أوضح أن المعاينة هذا العام كانت مركزة على حجاج شرق أفريقيا ، وكان التركيز على حجاج نيجيريا أو الحجاج الذين مروا على نيجيرياليبيريا سيراليون دون أن يكونوا من هذه الدول وكان عدد الذين تمت مناظرتهم نحو 70 ألف حاجا ، مشيرا إلى أن العلاج الوقائي للحمى الشوكية كانت نسبة الالتزام من 82 إلى 85% في الأعوام الأخيرة بسبب بعض المشاكل السياسية في بعض الدول ، ولهذا تمت تغطية هذا النقص من قبل وزارة الصحة بإعطاء الحجاج القادمين من دول الحزام الإفريقي وهي نحو 7 دول مضاد حيوي يقضي على هذا البكتيريا في الحال، وقد أعطي المضاد هذا العام لحوالي 331 ألف حاجا ، مؤكدا أن نسبة الالتزام بلقاح الحمى الصفراء كان التزاما عاليا جدا حيث أنه يصعب خروج الحاج من بلاده دون أن يأخذ هذا اللقاح وكانت نسبة الالتزام تتجاوز 99.6 % ، وبالنسبة لشلل الأطفال فهناك نحو 9 دول هي موبوءة بشلل الأطفال فيتم الطلب من تلك الدول تحصين الحجاج وإعطائهم شهادات تحصين ، إضافة إلى ذلك عند وصولهم المملكة يعطون اللقاح الفموي ، وكان عدد الحجاج الذين أعطي لهم هذا اللقاح هذا العام 361 ألف حاج ، ونسبة الالتزام 99.4 % .