وين راحت العملة المعدنية؟؛ ليه صارت فكة الريال ما عاد ترجع لك في أغلب المحلات التجارية؛ إما يعطونك بها علكا أو يتبرعون بها نيابة عنك؛ وبدون استئذانك في بعض الأحيان أو يطنش البايع ولا يرجعها لك. طبعاً المحلات اللي تعطيك علك بدل الفكة كسبانة؛ باعت العلك وحصلت مكسبها؛ والشركة اللي تصنع العلك كسبانة ومكسبها بالملايين كما نشر في تصريح لسيدة أعمال عندما قالت: إن العوائد السنوية لشركة تابعة لعائلتها تملك مصنعا للعلك ارتفعت إلى (94) مليونا بعدما أصبحت معظم المحلات التجارية تصرف لعملائها العلك بدلاً عن النقود المعدنية. وترى القروش القليلة لها قيمة كبيرة إذا تجمعت؛ فشركة تسويق واحدة جمعت مبلغ خمسة ملايين تمثل باقي هلل المتسوقين في فروعها خلال سنتين فقط؛ صحيح إنها تبرعت بها المبلغ لجمعية خيرية تستحق ذلك والتبرع كان باسم المتسوقين ولكنها حصلت لنفسها على الدعاية التي تريديها وكان الأجدى أن تدفع للجمعية الخيرية مبلغًا مساويًا لما دفعه متسوقوها الذين قدموا لها المبيعات والأرباح والهلل. ما كانوا سيتمادون بل ويفتخر بعضهم بما حققه من إنجازات شخصية على حساب الآخرين لولا أنهم لم يجدوا من يضبط سلوكهم ويحاسبهم عليها وكما قيل في الأمثال: «من أمن العقوبة أساء الأدب» وأكل وشبع من الهلل. كم هي كثيرة الأشياء التي تحدث لنا في حياتنا اليومية وتفرض علينا دون وجه حق أو نظام؛ وكم هي الحالات التي تهضم فيها حقوقنا كذلك؛ والسبب أن هناك من يفكر في طرق ملتوية لكي يستغلنا ويحقق مكاسب على حسابنا. عند إشارة المرور يقف أحدهم في المسار الأيمن من الطريق مغلقًا مسار الراغبين في الانعطاف إلى اليمين لأنه يريد الاتجاه يساراً أو إلى الأمام ولا يريد الانتظار خلف السيارات الأخرى ولا يأبه فيما تسبب به من تعطيل للآخرين؛ ومثله كثيرون وبسلوكيات مختلفة. في بعض الأوقات أقول لنفسي إننا يجب ألا نلوم هؤلاء الذين يقومون بهذه السلوكيات كثيراً؛ أولاً لأننا نسمح لهم أن يستغلوننا ولا نوقفهم بالنظام عند حدود حقوقهم التي يريدون أن تتضخم لتبتلع حقوقنا معها؛ وثانياً لأننا سمحنا بتكون ثقافة مجتمعية بأن الشطارة والفهلوة هي في تحقيق المكاسب على حساب القيم الإنسانية التي تعزز حفظ حقوق الآخر وتمنعنا من التعدي عليها؛ والسبب الأخير في عدم لومهم هو أنهم ما كانوا سيتمادون بل ويفتخر بعضهم بما حققه من إنجازات شخصية على حساب الآخرين لولا أنهم لم يجدوا من يضبط سلوكهم ويحاسبهم عليها وكما قيل في الأمثال: "من أمن العقوبة أساء الأدب" وأكل وشبع من الهلل. [email protected]